إيطاليا تضيق ذرعا بتحمل الهجرة نيابة عن أوروباتهدد السلطات الإيطالية بغلق موانئها في وجه سفن الإنقاذ التي تساعد في إنقاذ مئات الآلاف من المهاجرين في عرض المتوسط والقادمين أغلبهم من السواحل الليبية، بعد أن فاقت أعداد الواصلين قدرات روما على إدارة الأزمة التي تعقدت برفض دول أوروبا الشرقية تحمل التزاماتها باستقبال لاجئين.العرب [نُشر في 2017/06/30، العدد: 10677، ص(5)]تعقد الأزمة روما – حث الاتحاد الأوروبي الخميس إيطاليا على التروي وعدم تنفيذ تهديدها بإغلاق موانئها أمام السفن التي تنقل مهاجرين بعد أن يتم إنقاذهم في البحر الأبيض المتوسط، وذلك إثر الزيادة الكبيرة في أعداد المهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا بحرا. وأعلنت بروكسل أنها مستعدة لتقديم دعم مالي جديد لإيطاليا للتعامل مع الأزمة، لكنها دعت روما إلى العدول عن تهديدها بإقفال مرافئها. وهددت روما الأربعاء بإغلاق موانئها أمام سفن ترفع أعلاما أجنبية وتنقل مهاجرين يتم إنقاذهم في البحر الأبيض المتوسط مع تضاعف عدد المهاجرين الواصلين إلى أراضيها. وتم إنقاذ الآلاف من المهاجرين بين الأحد والثلاثاء قبالة سواحل ليبيا التي تمثل نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين نحو إيطاليا. وقال مصدر في الحكومة الإيطالية الخميس “لا يمكننا الاستمرار بهذا الشكل”. وتشتكي إيطاليا منذ سنوات من تركها وحيدة تواجه أزمة الهجرة، وتطالب بالمزيد من التضامن من شركائها في الاتحاد الأوروبي. بدوره، طالب الاتحاد الأوروبي الأربعاء إيطاليا بالمزيد من الوقت لمناقشة الأمر. وقالت الناطقة باسم المفوضية الأوروبية ناتاشا بيرتو “نحن ندعم ونتفهم قلق إيطاليا وندعم مطالبها بتغيير الوضع”. إلا أنها أضافت “لكننا أيضا نقول إن أي تغيير في السياسات ينبغي أن يناقش أولا مع الدول الأعضاء الأخرى، كذلك لا بد من أن نتواصل بشكل جيد مع منظمات المجتمع المدني التي تدير هذه القوارب ليكون لديها الوقت الكافي للاستعداد”. وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي مستعد لزيادة الدعم لإيطاليا “بما فيه مساعدة مالية جوهرية” حين يلتقي وزراء داخلية الاتحاد الأسبوع المقبل. وتشارك سفن مساعدات عدة ترسلها منظمات غير حكومية ممولة بشكل خاص، من ألمانيا أو فرنسا، في جهود إنقاذ المهاجرين من البحر المتوسط.77 ألف مهاجر وصلوا إلى إيطاليا في 2017 بزيادة أكثر من 15 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من 2016 وتنزل معظم هذه السفن المهاجرين في إيطاليا، وبحسب قوانين الاتحاد الأوروبي فإن الدولة التي ينزل فيها المهاجرون هي المسؤولة عن التعامل مع طلباتهم للجوء. وقالت منظمة “أس أو أس المتوسط”، والتي تشغل قوارب إنقاذ خيرية، الخميس إنها تتفهم الضغوط على إيطاليا وحاجتها إلى المزيد من تنسيق الإجراءات الأوروبية. وأضافت المنظمة في بيان الخميس “نحن أيضا نعتقد أن إغلاق موانئ الأمان في وجه الناس الهاربين من الحرب والعنف والفقر لا يمكن أن يكون الحل”. وأكدت “نريد أن نؤكد مجددا أن المنظمات غير الحكومية ليست السبب وليست الحل لهذه الأزمة الإنسانية. دون وجودنا في البحر، المزيد من البشر كانوا سيموتون”. من جهته قال ميشيل ترينيتي منسق عمليات الإنقاذ بالبحر في منظمة أطباء بلا حدود “نحن قلقون من هذه الفكرة”. وتقوم المؤسسة الخيرية الطبية بتشغيل قاربين في البحر المتوسط، أحدهما بعلم غير إيطالي. ويؤكد خبراء أن تحويل السفن إلى فرنسا أو دول أخرى يتطلب المزيد من أيام الملاحة بأشخاص يعيشون في ظروف محفوفة بالمخاطر، إضافة إلى أن العديد من السفن غير مجهزة لمثل هذه الرحلات. وبعد محادثات مع قادة أوروبيين في برلين، قال رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني إن بلاده “قلقة للغاية” بسبب الزيادة الأخيرة في عدد مراكب المهاجرين الواصلة، إلا أنه قلل بشكل واضح من تهديد روما بإغلاق الموانئ. وقال جنتيلوني “نحن بمواجهة أعداد متزايدة ستختبر بمرور الوقت نظام الاستقبال” الخاص بنا. وأضاف “الاستقبال يظل في عهدة دولة واحدة فقط”. وتابع “هذا يضع بلادنا تحت ضغط لكننا سنحترم التزاماتنا الإنسانية والقانونية. نحن تحت ضغط ونطلب من شركائنا الأوروبيين القيام بمساهمة حقيقية”. وبحسب وسائل الإعلام، التقى ممثل إيطاليا لدى الاتحاد الأوروبي ماوريتسيو ماساري في بروكسل المفوض الأوروبي لشؤون الهجرة ديمتري أفراموبولوس، وسلمه رسالة من حكومته توضح أن “الأوضاع بلغت مرحلة لا تطاق” بعد وصول الآلاف من المهاجرين إلى الشواطئ الإيطالية خلال الأيام الأخيرة. وقال الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا في أوتاوا، وفقا لوسائل الإعلام الإيطالية، “إذا استمرت هذه الأرقام، فلن تكون ممكنة السيطرة على الأوضاع حتى بالنسبة لدولة كبيرة ومفتوحة مثلنا”. وتؤكد وزارة الداخلية الإيطالية وصول أكثر من 77 ألف مهاجر إلى البلاد منذ بداية العام الحالي، بزيادة أكثر من 15 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام 2016. وقد تم إنقاذ أكثر من 10200 مهاجر بين الأحد والثلاثاء قبالة سواحل ليبيا، بينهم خمسة آلاف الإثنين وحده و3300 الأحد و1900 الثلاثاء. ويقوم خفر السواحل الإيطاليون بتنسيق عمليات الإنقاذ في البحر المتوسط، لكن العديد من السفن الأجنبية وضمنها تلك التي تستأجرها منظمات غير حكومية تشارك في ذلك. ومن ثم ينقل هؤلاء المهاجرون إلى الموانئ الإيطالية حيث يتم إيواؤهم في مراكز استقبال لم يعد لديها القدرة على الاستيعاب. وهناك انقسام بين دول الاتحاد الأوروبي بخصوص مشاركة تحمل أزمة اللاجئين التي تضرب أوروبا منذ العام 2015. وفيما تطالب دول مثل إيطاليا واليونان بالمزيد من الدعم، ترفض بعض دول شرق أوروبا تحمل نصيبها من المهاجرين الآتين من دول المواجهة، بحسب اتفاق مثير للجدل لإعادة توطين المهاجرين وقعه الاتحاد الأوروبي قبل عامين.
مشاركة :