هزائم داعش المتتالية تعجّل بنهاية "خلافته" في سوريا والعراق

  • 6/30/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

خبراء أمن يتفقون على أن خطر الإرهاب مستمر وسيبقى بعد هزائم تنظيم داعش التي تلوح في الموصل والرقة.العرب  [نُشر في 2017/06/30]داعش لا يزال خطرا عالميا الموصل(العراق)- قبل ثلاثة أعوام، نادى تنظيم داعش بـ"الخلافة الإسلامية" في سوريا والعراق، وكان ذلك إبان ذروة قوته، قبل أن يواجه التنظيم الآن هزائم حاسمة في الموصل والرقة. وعلى الرغم من أن الرسائل الصوتية، التي بثها التنظيم على شبكة الإنترنت، كانت لا تحصى، إلا أن الرسالة التي بثها في صيف 2014، أثارت انتباه خبراء الأمن على مستوى العالم، على نحو خاص. ولم يتمكن مقاتلو داعش خلال الأشهر السابقة على هذا الإعلان من الاستيلاء على مناطق هائلة في الحرب الأهلية في سوريا وحسب، بل إنهم تمكنوا أيضا من الاستيلاء على أجزاء كبيرة من العراق، حيث اتسع نطاق سلطتهم هناك من الموصل في الشمال عبر مناطق الصحراء في الغرب وصولا إلى منطقة قريبة من أبواب العاصمة العراقية بغداد في وسط البلاد. وكان المتحدث باسم داعش، أبو محمد العدناني، الذي لقي حتفه في حلب العام الماضي، أعلن في التاسع والعشرين من يونيو 2014، في رسالة صوتية أن التنظيم لديه خطط أكبر، وأعلن قارئ القرآن في صوت شجي عن تأسيس "خلافة إسلامية" لدولة مستقلة، وبعد أيام قليلة من هذا الإعلان، ظهر علانية لأول مرة زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، بوصفه "الخليفة ابراهيم" الجديد وهو يلقي خطبة الجمعة في أحد مساجد الموصل، وبهذا يكون تنظيم داعش قد فاق في تلك الفترة تنظيم القاعدة. وهناك ثلاثة أعوام ما بين ذروة قوة التنظيم السني وما بين انهياره، إذ أن الخلافة أخذت في الانهيار منذ بداية الهجوم الذي شنته القوى العراقية والسورية على الجهاديين، وقد حاصرت القوات العراقية الحكومية في الموصل التنظيم في أحياء قليلة من المدينة القديمة ذات الكثافة السكانية الكبيرة، كما قامت وحدات يقودها أكراد بإبعاد التنظيم أكثر وأكثر عن مدينة الرقة الواقعة شمالي سوريا، ويدعم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الهجوم على داعش بغارات جوية. وباتت مسألة إحراز نصر عسكري على داعش في المدينتين، الموصل والرقة، مسألة وقت، وكان جهاديون فجروا قبل وقت قصير المسجد الكبير في الموصل، وهو المكان الذي قام فيه التنظيم بأكبر دعاية انقلابية بظهور البغدادي فيه في خطبة الجمعة، وجاء هذا التفجير وكأن مقاتلو التنظيم يعترفون بهزيمتهم. وقد انقطعت الصلة في الوقت الراهن بين التنظيم وأهم مصادره، حيث كان المقاتلون الأجانب يفدون في الماضي كل شهر بالمئات إلى "الخلافة"، لكن الطريق إلى دولة داعش أُغْلِق الآن ويأتي ذلك بدرجة كبيرة لأن تركيا أغلقت حدودها مع سوريا. كما شحت أيضا الموارد المالية للتنظيم الذي كان يعتمد بشكل أساسي على الضرائب ومبيعات النفط، لكن هذه العائدات تقلصت مع خسارته للأراضي. وثار في الفترة الأخيرة مجددا سؤال حول ما إذا كان البغدادي لا يزال حيا، وكان قد أُعْلِن مرارا عن مقتل أو إصابة البغدادي وتدرس موسكو الآن تقارير حول ما إذا كان البغدادي قد قُتِلَ في غارة روسية قرب الرقة، حيث لا توجد أدلة على ذلك حتى الآن. وحتى في حال كان على قيد الحياة، فإنه لن يتمكن من ممارسة مهام القيادة العليا إلا بمشاكل كبيرة، ويقول الجنرال ميجور روبرت جونز، نائب قائد التحالف، إن أكثر إرهابي مطلوب في العالم دُفِعَ إلى الاختباء تحت الأرض، وقال جونز هذا الأسبوع في تصريحات إن البغدادي "ليس لديه القدرة على قيادة مقاتليه على النحو الذي يريده". لكنه لا يزال من السابق لأوانه إعلان نهاية داعش، فقد بدا في عام 2010 أن التنظيم هُزِمَ ليظهر في وقت لاحق أقوى مما كان في السابق، وقد أظهر التنظيم مؤخرا بهجماته في مدن سورية وعراقية أنه سيركز في الفترة القادمة على أسلوب حرب العصابات، وخاصة وأن سوريا والعراق بهما مناطق كبيرة يصعب الرقابة عليها حيث يمكن للمقاتلين الاختباء بها، أو يمكن لهم الاختباء بين السكان المدنيين، وقال صفا العبيدي، الضابط العراقي السابق، إن التنظيم لديه الآن بالفعل خلايا نائمة في مناطق عراقية. ولا يزال التنظيم خطرا لأن المشاكل التي أدت إلى قوته لم يتم حلها بعد، فسوريا دولة منهارة أتاحت للعديد من الجماعات المتشددة التحرك بحرية لملء فراغ السلطة، كما أن الأقلية السنية في العراق لا تزال تشعر بالتمييز ضدها من قبل الأغلبية الشيعية، ومن المتوقع أن يزداد الصراع حدة لأن ميليشيات شيعية تغلغلت بعمق داخل منطقة سنية من خلال الهجوم على الموصل، وهذا يمنح أرضا خصبة جديدة لتنظيم داعش. وسيظل الموروث الروحي للبغدادي وللتنظيم على قيد الحياة، وسيتمدد على مستوى العالم، غير أن الجنرال ميجور جونز يعتقد أن التنظيم بالكاد ما يستطيع شن اعتداءات في أوروبا أو في أي مكان آخر، وذلك بسبب الضغط العسكري الكبير الذي يتعرض له في الموصل والرقة، ويقول إن "قدرته على التخطيط لشن هجمات وتوجيهها، تقلصت بشدة"، لكن ايدولوجية الجهاد لا تزال تلهم أنصار داعش على مستوى العالم، كما ظهر في الهجمات الأخيرة في انكلترا، وللتنظيم منذ فترة طويلة أفرع مخلصة في ليبيا ومصر مرورا بأفغانستان ووصولا إلى الفلبين. واتفق خبراء الأمن على أن خطر الإرهاب مستمر وسيبقى بعد هزائم التنظيم التي تلوح في الموصل والرقة، بل رأوا أن من الممكن أن يركز التنظيم هجماته كرد فعل منه على الهزائم في سورية والعراق.

مشاركة :