جرت العادة أن ينتظر عشاق السينما أفلام نجومهم المفضلين بترقب وشغف، لكن هو من المخرجين القلائل الذين استطاعوا كسر هذه القاعدة، ليكون هو نجم أعماله الأول، وينتظر أفلامه الملايين حول العالم. إذ إن آخر فيلم سينمائي أخرجه نولان كان Interstellar الذي حقق نجاحاً عملاقاً في 2014، ترشح لخمس جوائز أوسكار حصل منها على واحدة لأفضل مؤثرات. فيما يعمل حالياً على فيلم ، الذي يتحدث عن عملية الإجلاء الضخمة للقوات البريطانية والفرنسية والبلجيكية من شواطئ دنكيرك الفرنسية عام 1940 خلال الحرب العالمية الثانية، بعد أن أصبحت تلك القوات محاطة بالجيش النازي من الجهات الثلاث ولم يبقَ إلا البحر من خلفهم. وتعد عملية الإجلاء تلك من أعظم عمليات الانسحاب في التاريخ العسكري، فاستخدم الإنكليز كل الإمكانيات المتاحة من عتاد حربي، بالإضافة إلى المجهود الذي بذله المدنيون لمساعدة الجنود لعبور القنال الإنكليزي، فقد تعاون الصيادون وأصحاب اليخوت والمراكب الخاصة لإجلاء ما يزيد عن 300 ألف جندي. وقد كبد حصار دنكيرك أكثر من أربعين ألف جندي من قوات الحلفاء، كما تعد دنكيرك واحدة من أكبر الخسائر التي مُني بها الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وقد وصفها بأنها "كارثة عسكرية هائلة". ومن المنتظر أن يعرض الفيلم في صالات السينما الأميركية في 21 يوليو/تموز القادم.عناية باختيار فريق العمل نولان هو المخرج وهو الكاتب أيضاً، وتلك ليست المرة الأولى لنولان؛ فأفلام Interstellar، وInception هما من تأليفه وإخراجه فيما أولى نولان لفريق عمل الفيلم عناية مميزة لأبعد الحدود، واستعان نولان في إنتاج الموسيقى بالعبقري هانز زيمر الذي سبق وأنتج لنولان موسيقى معظم أفلامه، مثل The Dark Knight، بالإضافة لتعاونه مع لي سميث ليقوم بعمل المونتاج، وهو أيضًا من قام بمونتاج معظم أفلامه. أما التصوير سيكون لوالي فيستر. والي الذي لا يفارق نولان والذي صور كل أعماله وحصل على جائزة أوسكار لأفضل تصوير سينمائي عن تصويره لفيلم Inceptio، الفيلم من إنتاج شركة التي أنتجت معظم أفلام نولان، وهي شركة أسسها نولان وزوجته إيما توماس، التي تعمل مديرة الشركة والمشرفة الرئيسة عليها. على ما يبدو أننا علي موعد مع تحفة جديدة من تحف نولان، استعان فيها بكل أسلحته وأفضل من عمل معهم وأخرج معهم أفضل ما قدم في مسيرته. وإن كان كل هؤلاء خلف الكاميرا فإن الوضع أمامها كان مختلفاً قليلاً، فمن المعروف أن نولان يفضل استخدام مجموعة من الممثلين سبق له العمل معهم وأن الاختلاف يكون في البطل الرئيس، مثلما هو الحال مع فريقه التقني وحتى مع بعض الممثلين، مثل مايكل كين الذي عمل مع نولان في ستة أفلام، إلا أن الأمر في دنكيرك اختلف، فلم يعمل نولان مع معظم أبطال فيلمه، قبل ذلك باستثناء توم هاردي وكلين مارفي اللذين سبق لهما العمل مع نولان في كل من Inception وThe Dark Knight Trilogy. يحتوي فريق الممثلين على كل من كينيث براناه، الذي سبق له العمل في أفلام من تلك النوعية، مثل Valkyrie، بالإضافة إلي مارك رايلس الحائز على الأوسكار عن دوره في Bridge of Spies. كما اعتمد نولان على عدد كبير من الممثلين الشباب، مثل مغني فريق One Direction هاري ستايلز في أول أعماله السينمائية، وانيورين بارنارد بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الممثلين. وقد تميزت مجموعة عمل الفيلم بأنها بريطانية بامتياز، تقريباً معظم نجوم الفيلم من أصول إنكليزية مثل نولان.مختلف عن أفلامه السابقة يختلف الفيلم كثيراً عن معظم أفلام نولان، الرجل الذي يحب أن يقلب عالم المشاهد رأساً على عقب، ويعشق استخدام الخيال العلمي ودمجه بالواقع، إذ إنه لن يستخدم أية خيال علمي في ذلك الفيلم (بالتأكيد لن يكون هناك أي ثقوب سوداء في فرنسا في الأربعينيات أثناء الحرب). الأمر الآخر الذي أثار دهشة متابعي نولان ومعجبيه هو مدة الفيلم، إذ سيكون أحد أقصر الأفلام السينمائية التي أخرجها، فمدة عرضه ستكون ساعة وسبعة وأربعين دقيقة طبقاً لموقع Imdb، أي أن الفيلم سوف يكون أقصر من Interstellar بحوالي ساعة ودقيقتين، وأقصر من فيلم The Dark Knight Rises بحوالي سبعة وخمسين دقيقة. كما غاب عن الفيلم الوجه النسائي، فكل أبطال الفيلم من الرجال، تلك هي المرة الأولى لنولان التي يكون فيلمه بلا نساء ومن المرجح أن ذلك بسبب طبيعة القصة. وفي ، قال نولان: "فيلم دنكيرك لن يكون فيلم حرب بالمعنى العادي، بل هو قصة بقاء وتمسك بالحياة، وبالتأكيد سوف يكون في المقام الأول والأخير فيلماً تشويقياً. وأضاف: "بالتأكيد يحتوي الفيلم على مستوى عالٍ من التشويق والإثارة، لكنه لا يصب كل اهتمامه على الدموية والقتال والحرب والتي تم القيام بها بشكل جيد جداً قبل ذلك". ثم تابع: "حاولنا في هذا الفيلم استخدام أسلوب مختلف وتحقيق الإثارة والتشويق بطرق متعددة، واحتوت مجموعة العمل على أنماط مختلفة من الشخصيات للاستفادة من الخبرات المختلفة". يذكر أنه سبق إنتاج فيلم بريطاني بنفس الاسم عام 1958 يتحدث عن عملية الإجلاء، وكان من إخراج البريطاني لاسلي نورمان.الكاميرا تعكس الواقعية Christopher Nolan bolted an IMAX camera to the front of a plane for his new film — G-Technology Europe (@GTechEurope) من المشاهد التي لا تُنسى في فيلم (Inception) عندما ينقلب الشارع رأساً علي عقب، بالطبع المشهد داخل الفندق حيث تنقلب الكاميرا على جانبها طوال المشهد، إنها كاميرا نولان التي تجعله سيد اللقطات غير العادية والدورانات والالتفافات. استخدم نولان في هذا الفيلم كاميرات من نوع الحديثة عالية التقنية، وذلك للوصول لأعلى مستوى من الدقة لتبدو الصورة واقعية لأبعد الحدود، من عجائب تصوير ذلك الفيلم وضع كاميرا في مقدمة طائرة نفاثة لتتمكن من التقاط مشهد ارتطام طائرة خلال الفيلم لتكون المشاهد واقعية حسب G-Technology Europe. ولكي تكون المشاهد واقعية لأبعد الحدود، اختار نولان التصوير في الأماكن الطبيعية التي دارت فيها الأحداث، صور الفيلم في كل من دنكريك بفرنسا، وسوانج وايمس في إنكلترا بالإضافة إلى لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأميركية.
مشاركة :