العداء بين ترامب وأوباما.. صراع الشعبوية

  • 6/30/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن ــــ شاهر زكريا | تصاعدت وتيرة العداء ما بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس السابق باراك أوباما، بشكل كبير، حتى وصلت إلى مرحلة لم تشهدها الساحة السياسية الأميركية من قبل، وبشكل علني على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الأخرى. ويرجع سبب هذا العداء إلى عام 2011، عندما أقام أوباما حفل عشاء على شرف مراسلي الصحف ووكالات الأنباء في البيت الأبيض، وكان الرئيس ترامب ضمن ضيوف الحفل، وأخذ أوباما حينها يستهزئ ويسخر، وبشكل لافت وواضح، من ترامب، ولأكثر من مرة، إلى درجة أن بعض المقرّبين يرون أن ترامب فكّر يومها وبشكل جاد في ترشيح نفسه لرئاسة أميركا، خلال ذلك العشاء الشهير، كي يثبت للحضور، وللجميع، أنه قادر على الوصول إلى البيت الأبيض وقيادة الولايات المتحدة. وبعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، وبعدما حقق هدفه ووصل إلى ما كان يصبو له، بات ترامب يوجه انتقاداته بشكل معلن إلى أوباما، من خلال انتقاده لكل قانون قام به سلفه، بل وزاد من انتقاداته اللاذعة بداية الأسبوع الجاري، عندما أعلن أن إدارة أوباما علمت بموضوع التدخّل الروسي في الانتخابات عام 2016 ولم تفعل شيئا حينها، فاكتفى أوباما بعقوبات بسيطة، اعتقادا منه أن هيلاري كلينتون، في حال فوزها، ستتخذ اللازم تجاه روسيا. كما شكّك ترامب في مكان ولادة أوباما في الولايات المتحدة. أما الأسبوع الماضي، فقد ركّز ترامب على انتقاد أوباما حول مشروع قانون الرعاية الصحية، ولم يترك أدنى فرصة ليشن من خلالها هجومه العنيف، منذ آخر مرة تحدث بها الخصمان في يوم حفل التنصيب. كما شدّد ترامب من انتقاده اللاذع لأوباما وسياسته في موضوع الرهائن الأميركيين لدى كوريا الشمالية، وأنه لم يفعل شيئا لهم، فهو مجرد كلام ينسّقه ويقوله كي يخدّر به الناس، في حين تمكّن ترامب من الضغط على بيونغ يانغ، وتم إخلاء سبيل الطالب أوتو. كذلك، انتقد ترامب توقيع أوباما على اتفاق باريس الخاص بالتغير المناخي، وأيضا سياسته تجاه كوبا، كما وجه اتهاما لأوباما بأنه أمر بالتنصّت على مكالماته الهاتفية في برجه في نيويورك. من جهته، قال مسؤول سابق في البيت الأبيض، متحسّراً: «لم يكفَّ الرئيس ترامب عن الهجوم طوال الوقت، كي يبعد التركيز من قبل وسائل الإعلام عليه، وهذا شيء جيد بالنسبة إليه». كما ذكرت مصادر مقرَّبة من ترامب، أنه لا يزال في موقف المنافس لأوباما، ويرجع ذلك إلى دعمه الكبير لهيلاري، وانتقاده اللاذع لترامب أثناء الحملة، كما أن أوباما لم يخف حدة التوتر والأمور التي وصلت إليها الأمور، وبدا ذلك جليا خلال لقاء له مع مستشاره السابق ديفيد أكسل رود، عندما قال له أوباما: لو كنت أنا المرشح أمام ترامب بدلا من هيلاري لفزت عليه بامتياز. وهذا الحديث أغضب كثيرا ترامب، خاصة أن ترامب من الأشخاص البالغي الحساسية تجاه مقارنات في الرئاسة، وينظر بعين الشك العميق تجاه تواجد أوباما على الساحة السياسية الدولية، حتى بعد تركه للرئاسة، ولا يزال أوباما ينظر إلى ترامب بتعالٍ، وعلى أنه غير مثقّف وغير سياسي. ولا توجد في الأفق أي مؤشرات لمحاولة التهدئة في ما بينهما، بل المتوقع مزيد من السوء والانتقاد خلال فترة حكم ترامب.

مشاركة :