بدا واضحا من خلال ردود فعل الجمهور في التواصل الاجتماعي، وشكل المسرح من الخارج من حيث الحضور والازدحام تألق مسرحيات الشباب في عيد الفطر 2017 وجماهيريتها، في الوقت الذي لم يتقدم الكبار ولم يحققوا الإبهار الذي توقعاناه من أعمالهم، ووفق الرؤية الفنية يعتبر هذا عكس توقعاتنا في المسرح الكويتي، ولكن وفق رؤية أكثر واقعية يعتبر نجاح الشباب أمرا متوقعا، لا سيما عندما يكون غالب جمهور المسرح من الشباب، إلى جانب المغردين والناشطين في مجال التواصل الاجتماعي منهم أيضا. داود حسين وطارق العلي وهدى حسين وعبدالعزيز المسلم وانتصار الشراح.. كبار الفنانين الذين قدّموا أعمالا في هذا العيد، في حين نافسهم على النجومية حسن البلام وبشار الشطي، ومن نجوم الصف الثاني جاسم عباس وبدر الشعيبي ومحمد الحملي، هذه هي المنافسة الفنية على مسرح العيد، ومن الطبيعي إذا أردنا أن نشاهد الأعمال من ناحية الخبرة والنجومية أن تكون الأولوية للكبار، ولكن الوضع لم يكن هكذا وفق ما تناقلته وسائل التواصل ووفق رؤيتنا الفنية. مكانك راوح شباك التذاكر في العيد ليس مقياسا لنجاح المسرحية، لأن الشبايبك في هذه المناسبة تكون ممتلئة Full حتى لو كانت مسرحية تعرض في الدبدبة! ولكن المقياس هو رد فعل الجمهور داخل الصالة وفي التواصل الاجتماعي، وما تابعناه خلال الأسبوع الأول من عروض المسرحيات هو تقدم الفنانين الشباب على الكبار، وبقاء الكبار مكانك راوح من دون تقدم أو تأخر، وهذا يعني في الميزان الفني تراجعا لهم، لأن النجم الكبير يفترض به أن يستفي من خبرته في تحقيق مزيد من النجاح، وحين يرى نفسه واقفا مكانه يتوقف بالفعل، ولا يقدم شيئاً لا يتناسب مع تاريخه الفني. كانت المسارح في الأسبوع الأول من العيد جميلة ممتلئة، وطابور الانتظار كان طويلا.. في جميع الأعمال بلا استثناء، وتفاعل الجمهور معهم عبر التواصل الاجتماعي كان جيدا ويمكننا أن نصفه بأنه كان حيا، ومثل الحضور الجماهيري لمسرحيات العيد شغفا بالمسرح وحبا له، ويعطي انطباعا جميلا على أن المسرح الكويتي لا يزال ينبض بالحياة ويتصدر المسرح الخليجي وينافس العربي.. هذا الحضور دفع الشباب للتحرّك، فقدم لنا في هذا الموسم مسرحيات جميلة حازت إعجاب الجمهور، في الوقت الذي كنا نتمنى على الكبار أن يحققوا السبق، كعادتهم، مستفيدين من خبرتهم الطويلة في تقديم أعمال غير متوقعة وتناقش مواضيع مبتكرة وجديدة تمس الواقع، وتلامس اهتمامات الناس. فركشات مسرحية كسر المسرحيون الكبار هذا العام سطوة الأدب العالمي على مسرح العيد، ففي الأعوام السابقة، سيطرت القصص العالمية على مواضيع المسرح، وكاد الجمهور أن ينسى بأن أدبا وقصصا موجودة عندنا تستحق أن تطرح وتقدم على الخشبة، ولكن الفنانين الكبار هذا العام عادوا بالأجواء المحلية للمسرح، وهذا يحسب لهم.. وفي القائمة التالية أنواع القصص التي قدمت في العيد: (سعادة السفير) بطولة داود حسين وتأليف عثمان الشطي وإخراج عبدالمحسن العمر.. قصة من الواقع الكويتي المحلي، يلامس واقع الناس ولكن عابها التطويل في الطرح والسطحية التي لا تناسب المسرح. (عقلة الإصبع) بطولة بشار الشطي.. تأليف هبة حمادة وإخراج سمير عبود، فيها إبهار جيد وأحداثها مترابطة وسريعة، قدم الشطي فيها دورا جميلا وأداء يناسب الأطفال، ولكن اسم القصة مأخوذ من الأدب العالمي. (شوبيز) بطولة وإخراج بدر الشعيبي ومحمد الشعيبي تأليف جاسم الجلاهمة.. مسرحية راقصة استعراضية شبابية، ما ميزها الحضور الشبابي في التمثيل بصورة ملفتة للنظر، والبطولة الجماعية طوال العرض. (ويندي) تأليف عثمان الشطي بطولة وإخراج عبدالله عباس، من الأعمال التي حازت على إعجاب الكثيرين، ولقيت استحسانا كبيرا من جمهور التواصل الاجتماعي، واسمها مأخوذ من الفكر الغربي. (بيوتي أند ذا بيست) من المسرح الإنكليزي.. لم تحقق النجاح الذي توقعته لها، كما لقيت بعض النقد في التواصل الاجتماعي، مع أنني توقعت أن تحقق السبق في مسرحيات العيد لما عرف عن المسرح الإنكليزي جودته في الأداء المسرحي. نقد غير متوقع (توتة والقردة شيتا) بطولة هدى حسين.. أكثر ما شدني في التعليق على هذه المسرحية هو تشبيهها بمسرحية «ليلى والذيب» التي قدمتها هدى حسين قبل ثلاثين سنة، وهي اليوم تواجه نقدا غير متوقع من عدد من الحضور الذين أبدوا أسفهم وقالوا إن هذا العمل لا يناسب نجومية هدى حسين. (جنوب أفريقيا) بطولة وتأليف وإخراج عبدالعزيز المسلم.. ولم يبق سوى أن يكون هو مؤلف الموسيقى.. ولكن أفريقيا لها موسيقى من نوع خاص، الفكرة جميلة وهي تابع سلسلة مسرحيات الرعب التي ابتدعها المسلم في بداية التسعينات، ولكن تغريدة واحدة استوقفتني كثيرا في التعليق عليه وهي «لماذا تطرح المسرحية ما يحدث في غرف النوم؟!!».. تغريدة تستحق الاهتمام! (ولد بطنها) تأليف بدر محارب وإخراج عبدالعزيز صفر بطولة طارق العلي.. عمل يعرف من عنوانه، العلي هو نجم العمل وجمهوره وفيٌّ له، الضحك كثير في المسرحية، ولكن تعليقاته تشعرنا أحيانا بالحرج. (مبروك ما ياكم) بطولة حسن البلام وتأليف أحمد العوضي وإخراج عبدالله البدر، البلام يحقق نجاحات متواصلة خلال فترة وجيزة، العمل فيه نكهة سياسية ويتحدث عن واقعنا المحلي، والقصة مأخوذة من تراثنا الكويتي وهذا أجمل ما فيها. من {زين عقلة الإصبع} بوستر مسرحية {ويندي}
مشاركة :