جاء التأهل الأول للمنتخب الألماني لكرة القدم إلى نهائي بطولة كأس القارات بالفوز على المكسيك 4/ 1 في الدور قبل النهائي للنسخة الحالية المقامة بروسيا، ليكشف بوضوح عن مستقبل مشرق للمنتخب الملقب باسم «المانشافت» تحت قيادة مديره الفني يواخيم لوف. فقد خاض لوف البطولة بفريق أغلبه من اللاعبين الشبان والوجوه الجديدة مفضلا استبعاد النجوم والعناصر الأساسية، للحصول على فترة راحة أطول قبل الموسم الجديد الذي يخوض خلاله المنتخب الألماني مشوار الدفاع عن لقب كأس العالم في روسيا. ونجح شبان ألمانيا في استغلال البطولة بشكل رائع حيث حققوا انطلاقة قادت المنتخب الألماني إلى الدور النهائي للمرة الأولى في تاريخ بطولة كأس القارات وبات الفريق على بعد خطوة واحدة من اعتلاء منصة التتويج، تتمثل في فوزه على نظيره التشيلي في النهائي المقرر بعد غد الأحد في سان بطرسبرج. ولم يقتصر المستقبل المشرق الذي انكشف أمام الجماهير الألمانية على المنتخب الأول فقط، وإنما يتمثل في منتخب الشباب الذي يخوض اليوم (أمس) الجمعة المباراة النهائية لبطولة أوروبا للشباب (تحت 21 عاما) ببولندا أمام نظيره الأسباني. وقال لاعب خط الوسط ليون جوريتسكا الذي سجل الهدفين الأول والثاني للمنتخب الألماني في شباك المكسيك أمس في سوتشي «نجاحنا ونجاح منتخب تحت 21 عاما يشكلان أفضل إعلان عن كرة القدم الألمانية.» وتجدر الإشارة إلى أن لاعب شالكه يعد ضمن المرشحين لدى لوف للمشاركة ضمن قائمة المنتخب في كأس العالم 2018. ويضم المنتخب الأول بين صفوفه حاليا لاعبين كان من المفترض تواجدهم ضمن منتخب الشباب لولا قرار لوف بإراحة العديد من العناصر الأساسية لمنتخب الكبار ومن بينهم توماس مولر وتوني كروس وماتس هاميلز ومسعود أوزيل وسامي خضيرة. وقال لوف إن القائمة الحالية للمنتخب أثبتت كفاءة هائلة في كأس القارات، وإنه الآن لديه العديد من الخيارات لكأس العالم. وأضاف لوف «كل اللاعبين يتنافسون مع بعضهم البعض. إنهم طموحون، ومتلهفون للنجاح، ويسعون للاستمرار في تمثيل المنتخب الأول.» وتابع «الجميع كانوا يتطلعون لكأس القارات الحالية. السعادة تسود غرفة تغيير الملابس ولكننا لم نبلغ بعد منتهى السعادة. فلا يزال أمامنا مباراة نهائية، ولكن الحماس للفوز على تشيلي قوي. لم يكن أحد يتوقع هذا النهائي.» وتقدم المنتخب الألماني أمس بهدفي جوريتسكا في الدقيقتين السادسة والثامنة ثم أضاف تيمو فيرنر الهدف الثالث في الدقيقة 59 ورد منتخب المكسيك بهدف ماركو فابيان في الدقيقة 89 قبل أن يختتم أمين يونس التسجيل بالهدف الرابع لألمانيا في الدقيقة 90. وقال لوف «كانت مباراة مثيرة للغاية. كنا نريد أن نستعرض السيطرة والجرأة الهجومية، خاصة منذ البداية.» وكان المنتخب الألماني بطل العالم قد تعادل مع نظيره التشيلي بطل أمريكا الجنوبية 1/ 1 في دور المجموعات من البطولة الحالية، وبدا كل من الفريقين حينذاك سعيدا بنتيجة التعادل. ولكن الوضع سيكون مختلفا في النهائي الأول لكل من ألمانيا وتشيلي في كاس القارات، حيث يتوقع ألا يدخر أي من الفريقين جهدا من أجل انتزاع اللقب. وقال لوف «المنتخب التشيلي هو أقوى فريق في هذه البطولة. نحن نعرفهم وهم يعرفوننا جيدا.. ستكون منافسة شرسة بالتأكيد.» وأضاف «ستطرح كل الأوراق على الطاولة في هذه المباراة. ربما لن تكون هناك مفاجآت في التشكيلة سواء بالمنتخب التشيلي أو بمنتخبنا.» أما المنتخب المكسيكي، الذي تلقى صدمة بالخروج من المربع الذهبي، فسيسعى إلى التعويض قدر المستطاع من خلال مواجهة البرتغال بطلة أوروبا في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع مساء الأحد في موسكو. ويرى خوان كارلوس أوسوريو المدير الفني للمنتخب المكسيكي أن فريقه «كان يستحق نتيجة أفضل» لكن الفريق لم يستغل الفرص التي أتيحت أمامه بعد صدمة التأخر بهدفين مبكرين. وقال أوسوريو «لقد أبدوا (المنتخب الألماني) فعالية عالية وقد منحناهم الفرصة، وكان بمقدورنا تسجيل هدف آخر أو اثنين.. أتيحت أمامنا الفرص الكافية لذلك، وفريقنا يتمتع بالقوة الذهنية التي كانت كفيلة بالعودة بعد التأخر المبكر.»
مشاركة :