يعتقد نجم كرة المضرب السويسري روجيه فيدرر المصنف خامسًا عالميًا أن قراره بعدم المشاركة في الدورات على الملاعب الترابية سينعكس إيجابًا في حملته للانفراد بالرقم القياسي بلقب ثامن في بطولة ويمبلدون الانكليزية، ثالث البطولات الأربع الكبرى، والتي تنطلق الاثنين. في بداية قوية غير متوقعة للموسم الحالي بعد أشهر من الاصابات وتراجعه في التصنيف العالمي، أحرز فيدرر (35 عالميًا) في يناير الماضي لقب بطولة استراليا المفتوحة، أولى بطولات «الغراند سلام»، والمقامة على ملاعب صلبة. إلا انه آثر بعد ذلك الخلود للراحة في موسم الدورات على الملاعب الترابية، وأبرزها بطولة فرنسا المفتوحة على ملاعب رولان غاروس الترابية، للحفاظ على جهوزيته البدنية لمشاركة قوية في ويمبلدون. وكان المصنف اول في العالم سابقًا يعلم ان لديه فرصة افضل بكثير للفوز في ويمبلدون التي رفع كأسها سبع مرات (آخرها في 2012)، أكثر منها في رولان غاروس، حيث توج مرة واحدة فقط في مسيرته. وبقي لقب البطولة الفرنسية عصيا لى فيدرر حتى 2009 حينما أكمل به بطولات الغراند سلام الاربع، علمًا أنه يحمل الرقم القياسي في عدد ألقاب هذه البطولات مع 18 لقبًا. ويقدم السويسري مستويات رفيعة هذا الموسم أعقبت غيابه أشهرا في 2016 بسبب اصابة في الركبة. ففضلاً عن تتويجه في ملبورن الاسترالية، أحرز لقب دورتي ميامي وانديان ويلز الامريكيتين للماسترز (ألف نقطة)، ثم دورة هاله الالمانية الأسبوع الماضي. وقال فيدرر للصحافيين في ويمبلدون الخميس «الفكرة هي ان تبقى جاهزا ذهنيا ومتعطشا للعب، وآمل في ان يحصل ذلك في الاسبوع الثاني (من البطولة)»، مؤكدًا أنه «لم يساوم» على دورات الملاعب العشبية في هذا الموسم. وتابع: «في البداية كنت سأخلد للراحة لمدة سبعة أسابيع ثم المشاركة على الملاعب الترابية، ولكن قررت لاحقًا الابتعاد 10 اسابيع». وبعد غياب لنحو شهرين عن الملاعب للراحة، عاد فيدرر الى المنافسات مع انطلاق موسم دورات الملاعب العشبية، إلا أنه خرج بشكل مفاجىء من الدور الأول لدورة شتوتغارت الالمانية في 14 حزيران/يونيو، وهي أولى الدورات التي شارك فيها بعد خلوده للراحة. إلا أن فيدرر عاد الى مستواه في دوره هاله، وأحرز الأحد لقبها للمرة التاسعة في مسيرته، مؤكدا جهوزيته التامة للبطولة الانكليزية التي تنطلق في الثالث من يوليو. وأوضح النجم السويسري «لست نادما أبدًا. عندما اتخذ قرارًا اسير به. حصلت على فترات رائعة للتدريب على العشب. الآن ويمبلدون تقترب وتريد ان تشعر انك في أحسن حال وأن تقدم افضل ما لديك». وأكد «يجب ان اركز على مباراتي الاولى في البطولة، وإذا ذهبت بعيدًا فيها فاعتقد في هذه الحال ان قرار عدم مشاركتي على الملاعب الترابية كان مفيدًا جيدًا». الانفراد بالرقم القياسي وفيدرر هو المرشح المفضل لمكاتب المراهنات للتتويج في ويمبلدون للمرة الثامنة، اذ انه أحرز اللقب خمس مرات متتالية بين 2003 و2007، إضافة إلى عامي 2009 و2012. ويتشارك فيدرر حاليا في الرقم القياسي لألقاب ويمبلدون مع الأمريكي بيت سامبراس الذي أحرز ألقابه بين العامين 1993 و2000. كما يحمل البريطاني وليام رنشو سبعة ألقاب في البطولة، إلا انه أحرزها بين 1881 و1889، أي قبل البدء بتطبيق نظام الاحتراف. وقد تزيد المخاوف من عدم جهوزية البريطاني أندي موراي المصنف أول عالميًا حامل لقب ويمبلدون 2016، وانسحابه من مباراتين استعراضيتين هذا الاسبوع بسبب الاصابة، من فرصة فيدرر للانفراد بالرقم القياسي. أما الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف رابعًا عالميًا حاليًا والمتوج بلقب ويمبلدون ثلاث مرات، فيمر حاليا بمرحلة من انعدام الوزن بعد النتائج المتواضعة له في النصف الاول من الموسم، بينما لم يتخط الاسباني رافايل نادال الذي أحرز الشهر الماضي لقب بطولة رولان غاروس، حاجز الدور الرابع في البطولة الانكليزية منذ 2011، علمًا أن «الماتادور» الاسباني استعاد هذا الموسم بشكل كبير مستواه المعهود كما كان عندما تصدر التصنيف العالمي للمحترفين. واتفق النجم الاميركي السابق جون كانرو الفائز بالبطولة ثلاث مرات أيضًا مع مكاتب المراهنات على تصدر فيدرر لترشيحات الفوز باللقب في 16 يوليو. واعرب فيدرر عن سعادته لدعم ماكنرو له، لكنه اكد ان الخطر من موراي وديوكوفيتش ونادال ما يزال قويا. واكد «انا في حال جيدة واشعر ان لدي فرصي ولكن هناك طريقًا طويلاً يجب عبوره»، مؤكدًا «ثمة لاعبون رائعون حاليًا أيضًا، ولذلك فإن الأمر سيكون صعبًا، لديهم فرصهم للفوز باللقب». وختم بالقول: «أعتقد أن من سيتوج في ويمبلدون سيكون أحد المنافسين الكبار، وآمل في أن أكون أنا، وإذا كان جون (ماكنرو) يعتقد ذلك فهذا أفضل أيضًا».
مشاركة :