أكد خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في تقرير سري، ليل الخميس، أن غاز السارين استخدم بالفعل في الهجوم على بلدة خان شيخون السورية في 4 إبريل، حيث قتل في البلدة الواقعة في محافظة ادلب شمال غربي البلاد 87 شخصاً، بينهم 31 طفلاً، في غارة جوية قالت الدول الغربية الكبرى إن النظام السوري استخدم فيها غاز السارين، وهو اتهام نفاه النظام السوري، وحليفته موسكو، لكن واشنطن ردت عليه باستهداف قاعدة عسكرية سورية بضربة صاروخية غير مسبوقة. وبينما طالبت دول أوروبية، بينها فرنسا وبريطانيا وألمانيا بمحاسبة المسؤولين عن هذا الهجوم، شككت موسكو في التقرير معتبرة أنه يفتقر إلى الأدلة، ويحمل مضموناً سياسياً ومنحازاً.وفي تقريرهم السري، قال خبراء المنظمة في ختام تحقيقهم حول هذا الهجوم إن «عدداً كبيراً من الأشخاص، بينهم أشخاص ماتوا، تعرضوا للسارين، أو لمنتج من نوع السارين».وستشكل خلاصة هذا التحقيق أساساً للجنة تحقيق مشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، ستكون مهمتها تحديد ما إذا كانت قوات النظام السوري هي المسؤولة عن هذا القصف الكيماوي على البلدة الادلبية الخاضعة لسيطرة فصائل معارضة ومتشددة. وبحسب بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، فإن الغاز المميت مصدره حفرة ناجمة على الأرجح عن انفجار قنبلة. كذلك فإن خصائص انتشار الغاز «لا يمكن أن تتطابق إلا مع استخدام السارين كسلاح كيماوي». ولم تكشف المنظمة عمن وراء الهجوم، مطالبة بضرورة محاسبة «المتورطين في هذا الهجوم المروع بسبب جرائمهم». وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ردت ليل 6-7 إبريل على هذا الهجوم الكيماوي بشن ضربة صاروخية غير مسبوقة استهدفت قاعدة الشعيرات الجوية التابعة للنظام السوري التي تقول واشنطن إنها استخدمت في شن الهجوم الكيماوي. من جهة أخرى، أعلنت الخارجية الروسية امس، إن تقرير خبراء منظمة الحظر استند إلى «بيانات مشكوك في أمرها». وأضافت الخارجية الروسية في بيان إن التقرير «يدفع بشكل غير مباشر كل قارئ يجهل بالكامل ظروف القضية إلى الاستنتاج بأن القوات الحكومية السورية مسؤولة». وأكدت الخارجية الروسية «يجب أن نشير إلى أن خلاصات (التقرير) ما زالت تستند إلى بيانات مشكوك في أمرها»، مضيفة أنه «ليس مفاجئاً أن يأتي مضمون التقرير... منحازاً من نواح كثيرة، ما يوحي بوجود دافع سياسي ضمن أنشطة هذه المنظمة». وأعربت موسكو عن الأمل في أن تبدي اللجنة المشتركة «مهنية رفيعة وعدم انحياز سياسي للكشف عن المسؤولين الحقيقيين عن هذه الجريمة».وقال المدير العام للمنظمة أحمد اوزومجو «أدين بشدة هذه الفظائع التي تنافي تماما معايير المعاهدة حول الأسلحة الكيماوية»، داعياً إلى «ملاحقة» منفذي «الهجوم الرهيب». وأشادت الدبلوماسية الفرنسية في بيان بالتقرير الذي «يخلص من دون شك إلى أن السارين، وهو غاز سام يستخدم في الحروب، قد استخدم خلال الهجوم».وقالت الخارجية الفرنسية إن «خلاصات التقرير لا شك فيها، وكذلك مهنية الوسائل واستقلال التحليل، وحياد أعضاء بعثة تحديد الوقائع»، مؤكدة أن هذه الخلاصات «تستند إلى عينات بيولوجية وبيئية عدة، قامت بتحليلها مختبرات تعترف بها منظمة حظر الأسلحة الكيماوية». وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، امس، إنه «لا شك على الإطلاق» في أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولة عن استخدام أسلحة كيماوية في هذا الهجوم. وطالبت الحكومة الألمانية بمحاسبة المسؤولين عن هجوم خان شيخون، وقال المتحدث باسم الخارجية الألمانية مارتن شيفر، إنه من المهم الآن أن يجرى بسرعة تحديد مرتكبي هذا الهجوم الذي استخدم فيه غاز السارين السام، وتقديمهم للمحاكمة. (وكالات)
مشاركة :