بين مطرقة الوطن وسندان الحزب!

  • 7/1/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الوطن هو الحضن الدافئ الذي يفزع إليه كل خائف، هو الأم التي ما إن ترى فؤاد ابنها يرجف فزعًا إلا دثرته وزملته وطمأنته وهدأت من روعه، الوطن هو الملاذ الآمن الذي امتن الله به على عباده (أو لم يروا أنا جعلنا حرمًا آمنًا ويتخطف الناس من حولهم) هو النعمة العظمى الذي أخبر عنها رسولنا صلى الله عليه وسلم في قوله (من أصبح منكم آمنًا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا) الوطن لم يكن يومًا مشكلة على أهله ولن يكون، وأنى له ذلك والله جعل القلوب تهوي إلى أوطانها نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأول كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى وحنينه دومًا لأول منزل هكذا حال القلوب المؤمنة المسلمة الموحدة التي لم تغر عليها الشياطين فتغير فطرتها السليمة، القلوب التي لم تتلطخ سويداؤها بسواد الأحزاب وظلمتها وسطوتها وولايتها وبيعتها، القلوب التي رفضت جبة المرشد لتعتز بعقال البيعة لملك الوطن وقائده بيد أن فئة من الناس استشكلوا الوطن واستثقلوه وأسروه. فما إن اتخذت قيادتنا الرشيدة - أيدها الله بنصره - قرار قطع العلاقات مع حكومة الدوحة المعتدية إلا وصار الوطن يشكل لجملة من الكتّاب والباحثين والخطباء والدكاترة مطرقة تضرب على رؤوسهم وتصدعها! ذلك أن المواطنين المخلصين السذج البريئين يطالبون أولئك العباقرة جهابذة (المنبر) والسياسة بموقف صريح واضح المفترض أن يكونوا قد أظهروه وصرحوا به منذ البداية، وحالهم في ذلك (كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون). فوقع عتاولة الربيع العربي المدمر، فطاحلة الحرف والكلم، كهان الملفات السياسية بين مطرقة الوطن وسندان الحزب! نعم، صار ذلك الحزب الذي طالما اتخذوه وطاءً لينا لتمرير أكوام فتاوى القتل والتفجير والتدمير في بلدان الربيع العربي تارة، والمناضلة تارة، والليبرالية الغنوشية تارة أخرى، انقلب ليصير لهم كالسندان الصقيل، إن غادروه هلكت قلوبهم في هواه، وإن استمسكوا به هلكت أجسادهم من لظاه!! هكذا حال أتباع المرشد الأعلى القرضاوي الإرهابي، اتخذوا لأنفسهم من أحاديث الصمت في الفتنة شعارًا لعدم الدفاع عن الوطن المظلوم والمواطن المكلوم، يا ترى: أين كنتم من هذه الأحاديث عندما أفتى قادتكم وسادتكم بجواز التضحية بثلثي الشعب ليعيش الثلث في أمان؟! أين كنتم عندما كانت قذائف التغيير تتطاير من أكاديمية الفتنة في الدوحة؟! أين أنتم الآن والإعلام القطري قد خلع جبة التقوى وأظهر سوأة العداوة والبغضاء نهارًا جهارًا؟! في أي كهف يعيش عقلاؤكم المعتزلون لحرب المواطنين البحرينيين البسطاء مع حكومة الفبركة والخيانة في الدوحة؟! لا تظن أخي القارئ أن ما أكتبه من نسج الخيال وتزويق الأفكار، بل واقع مرير نشاهده هذه الأيام ونشهده، وما في الصدر أعظم من أن تترجمه خطوات الأقلام! اللهم أصلح الحال، وأظهر الصادقين، وانصرنا على القوم الظالمين. ] أحمد يوسف صلاح الدين

مشاركة :