انطلقت أمس، من العاصمة النمساوية فيينا حملة عالمية لمناهضة التمويل القطري للإرهاب، حيث ستواجه الدوحة سيلاً من الدعاوى القضائية أمام القضاء الدولي، بحسب ما قاله منسق الحملة لـ«البيان». بالتزامن وصلت إلى قطر دفعة جديدة من القوات التركية. فيما يزور وزير الدفاع القطري أنقرة لطلب المزيد من هذه القوات، بينما أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال اتصال مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ضرورة أن تنصب جهود دول المنطقة في محاربة الإرهاب ووقف تمويله. كشف ناطق باسم الحملة العالمية لمناهضة التمويل القطري للإرهاب والتي انطلقت أمس، من فيينا أن سيلاً من الدعاوى القضائية سيدفع به ضحايا العمليات الإرهابية التي تمت بتمويل قطري، أمام أجهزة العدالة الدولية ابتداء من اليوم (السبت)، وقال د. يوسف عمر لـ«البيان» إن بياناً مفصلاً سيتم إصداره اليوم (السبت) باسم الحملة يكشف تفاصيل تلك الدعاوى التي سجلوها ووثقوها وذلك بالتعاون مع أحد المكاتب الاستشارية القانونية الدولية. وأضاف يوسف في حديثه لـ «البيان» أن العديد من ضحايا الإرهاب تواصلوا مع الحملة، وتم رصد الأضرار التي وقعت عليهم ووضعها في إطارها القانوني لتقدم دعاوى تطلب التعويض عن الأضرار الكبيرة التي لحقت بهم. مشيراً إلى أن الحملة التي انطلقت بجهد شعبي فردي ونفذت أمس، أول تظاهرة لها أمام السفارة القطرية في فيينا، تعمل على فتح فروع لها في جميع المدن الغربية ذات التأثير والثقل مثل باريس ولندن وجنيف، وسيكون لها نشاط كبير في كل تلك العواصم لدفع قطر للامتثال إلى العقل والحكمة بوقف تمويلها للإرهاب، وزاد قائلاً: يجب إن تعلم قطر ان العمل مع الإرهاب وتمويل عملياته ضرره لا يقع على الحكومات وإنما على الابرياء من المدنيين. وقال يوسف إن الحملة هدفها الرئيس هو فضح سلوك النظام القطري في العديد من البلدان العربية وضرورة وقفه. وأضاف مخاطباً المواطنين القطريين بقوله «نقول لاخواننا القطريين إنكم أشقاء ونكن لكم الاحترام ولكننا متضررون بشكل شخصي من سلوك حكومتكم ودعمها للإرهاب ونحاول أن نردعها عن هذا السلوك المضر». وأكد يوسف أن تنسيقاً محكماً سيتم مع المنظمات العاملة ضد الإرهاب على مستوى العالم، مشيراً إلى ان الحملة العالمية لمناهضة التمويل القطري للإرهاب، ستعمل على توضيح الدور الخطير الذي يترتب على التساهل مع التنظيمات الإرهابية. حملة وكان نشطاء من عدد من دول العالم التي تعاني شعوبها من الإرهاب العالمي، دشنوا في العاصمة النمساوية فيينا أمس، «الحملة العالمية لمناهضة التمويل القطري للإرهاب» سيتم خلالها رفع دعاوى قضائية وطلب تعويضات من الدوحة لتسببها في وقوع ضحايا نتيجة تمويلها للإرهاب. وأوضح النشطاء في بيان، أن الحملة العالمية تهدف إلى مناهضة التمويل القطري للإرهاب العالمي والممارسات المتطرفة من تنظيمات إرهابية في العالم مولتها قطر وقدمت لها الدعم المادي واللوجستي ويعيش قياداتها في الدوحة، لافتا إلى أن الحملة ستتصدى لخطاب التطرف والكراهية التي عززته قطر إعلامياً ضد ثقافة التعددية والتسامح بين مختلف الجماعات الإثنية والدينية التي تعيش في العالم، منتهكة بذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكل المواثيق والمعاهدات الأممية. ونوه البيان التأسيسي إلى أن الحملة ستركز على الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب والتطرف العنيف، علاوة على إنتاج برامج إعلامية وتثقيفية وتنظيم أنشطة دولية خاصة بمحافل الأمم المتحدة وغيرها بشكل مكثف توضح الأثر الاجتماعي والثقافي للإرهاب والتطرف الممول من قطر على المجتمع العالمي وكيف يمكن مواجهتهما. وذكر البيان أن الحملة ستعد التقارير المصورة والموثقة وغيرها التي ستعرض قصصاً مؤلمة عن أشخاص ومجموعات عانت من عنف الجماعات المتطرفة الممولة من قطر، فضلاً عن تنظيم عدد من النشاطات الحقوقية والثقافية والاجتماعية المتعلقة بمواضيع الحملة بالتعاون مع منظمات ومبادرات دولية تناهض الإرهاب العالمي. وأكد البيان التأسيسي أن أحد أهم أهداف الحملة، هو نشر ثقافة التنوع والتعدد والتسامح والسلام في مواجهة التعصب والتطرف اللذين انتشرا في السنوات الأخيرة بفعل التمويل القطري. الأمن القومي البحريني في الأثناء، قال مسؤول تجاري حضر اجتماع لمنظمة التجارة العالمية، إن ممثل البحرين أخطر المنظمة بأن القيود التجارية التي فرضتها بلاده والسعودية والإمارات على قطر يبررها الأمن القومي. وأوضح المسؤول أن الدبلوماسي البحريني، أشار إلى أن الإجراءات جاءت متسقة مع المادة 11 من الاتفاقية العامة للتعريفة الجمركية والتجارة، والتي تسمح بكسر القواعد لأسباب تتعلق بالأمن القومي. ترامب وأردوغان من جهته، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، على ضرورة وقف تمويل الإرهاب. وقال البيت الأبيض في بيان إن «الرئيس دونالد ترامب تحدث (أمس) مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول مواضيع عديدة منها سبل حل الخلاف القائم بين قطر وجيرانها الخليجيين والعرب مع ضمان أن تعمل كل الدول على وقف تمويل الإرهاب ومكافحة الإيديولوجية المتطرفة». وأكد ترامب على «أهمية قيام جميع حلفائنا وشركائنا بزيادة جهودهم لمكافحة الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله»، بحسب البيان. قوات تركية في الأثناء، كشفت مصادر بالمعارضة التركية النقاب عن أن قطر طلبت من تركيا المزيد من القوات البرية وتسريع وتيرة الانتهاء من القاعدة العسكرية التركية بالدوحة، وذلك خلال اللقاء الذي جمع بين وزير الدفاع التركي فكري ايشيك ووزير الدفاع القطري حمد بن خالد العطية بأنقرة. وقالت المصادر إن العطية طالب رفع عدد القوات التركية في الدوحة بتعليمات من أمير قطر تميم بن حمد، بعدما كانت القوات الموجودة لا تتخطى 1000 جندي. وذكرت قناة «الجزيرة» أن دفعة جديدة من القوات التركية وصلت إلى الدوحة. وأعلنت مديرية التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع القطرية، وصول «دفعة تعزيزية» جديدة من القوات المسلحة التركية إلى قاعدة «العديد» الجوية، الخميس، لتلتحق بالقوات الموجودة حالياً في الدوحة والتي بدأت مهامها مطلع الأسبوع الماضي. المهلة ولم يبق سوى يوم واحد على انتهاء المهلة العربية الممنوحة لقطر من أجل الرد على مطالب الدول المقاطعة، إلا أن التضارب سيد الموقف لا بل عنوان موقف الدوحة المتأرجح بين الرفض تارة والاستعداد للحوار طوراً. فقد أعربت قطر على لسان وزير خارجيتها محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أول من امس، عن استعدادها لمناقشة ما وصفته بالـقضايا المشروعة مع دول الجوار ومصر لإنهاء الأزمة، لكنها قالت في الوقت عينه إن قائمة المطالب التي تلقتها الأسبوع الماضي تضمنت مطالب يستحيل تنفيذها لأنها غير واقعية و«منافية للمنطق» بحسب وصفها. وحضت بريطانيا والكويت أطراف الأزمة على تفعيل الحوار والعمل من أجل ضمان وحدة دول مجلس التعاون الخليجي. جاء ذلك عقب اجتماع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون مع وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، وزير الإعلام الكويتي بالوكالة الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح. وحيال التطورات الجارية لا تبدو في الأفق أية حلول دبلوماسية مع إصرار الدوحة على تعنتها وموقفها الرافض للتعاطي مع المطالب وتقديم تنازلات تساعد على خروجها من عنق الزجاجة.
مشاركة :