قال الجيش اللبناني إن خمسة انتحاريين هاجموا جنوده أثناء دهم القوات لاثنين من مخيمات اللاجئين السوريين في منطقة عرسال على الحدود مع سورية اليوم (الجمعة) فيما ألقى متشدد سادس قنبلة يدوية على دورية. وذكر الجيش أن سبعة جنود أصيبوا ولقيت فتاة حتفها عندما فجر أحد الانتحاريين نفسه وسط أسرة لاجئة. ولم يقدم الجيش مزيداً من التفاصيل. وذكر مصدر أمني أن حملات الدهم تأتي في إطار حملة أمنية واسعة ينفذها الجيش في المنطقة التي شهدت أعمال عنف مرتبطة بالأزمة السورية، وأضاف أنه تم إلقاء القبض على 350 شخصاً بينهم قياديون في تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). ونقل عن وزير الدفاع يعقوب الصراف قوله إن ما حدث يظهر أهمية معالجة أزمة اللاجئين ويبرر سياسة «الضربات الاستباقية» ضد الخلايا النائمة للمتشددين. ويستضيف لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري. وقال «حزب الله» اللبناني الذي يدعم نظام الرئيس بشار الأسد في الحرب السورية إن حملات الدهم تتكامل مع الحملة التي يشنها مقاتلون لمنع المتشددين من دخول لبنان عبر الحدود مع سورية. وأضاف في بيان «المطلوب توحيد الجهود وتنسيقها أكثر لحماية لبنان وأهله من الأخطار الكبيرة التي تستهدفه». وقال بيان للجيش إن انتحارياً فجر حزامه الناسف أمام دورية للجيش خلال مطاردة متشددين مشتبه بهم في مخيم للاجئين في عرسال الواقعة في شمال شرقي لبنان. وأصيب ثلاثة جنود. وأضاف البيان أن أربعة انتحاريين آخرين فجروا أنفسهم «من دون وقوع إصابات في صفوف العسكريين. وأقدم إرهابي آخر على إلقاء قنبلة يدوية باتجاه إحدى الدوريات ما أدى إلى إصابة أربعة عسكريين بجروح طفيفة». وقال البيان «فجر الإرهابيون عبوة ناسفة فيما ضبطت قوى الجيش أربع عبوات ناسفة معدة للتفجير عمل الخبير العسكري على تفجيرها فوراً في أمكنتها». ونقلت قناة «الميادين» التلفزيونية اللبنانية عن الصراف قوله «مرة جديدة يثبت (الجيش) أنه صمام الأمان لهذا البلد». ووفقاً لأرقام مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين يستضيف لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري وهو ما يمثل ربع عدد اللبنانيين. وتقول الحكومة اللبنانية إن عدد اللاجئين السوريين 1.5 مليون. ويعيشون في مخيمات غير رسمية في مختلف أنحاء لبنان حيث يواجه كثيرون خطر الاعتقال بسبب عدم حصولهم على تصاريح إقامة. وكثف الجيش اللبناني في الأشهر القليلة الماضية دهم المخيمات الموقتة التي شيدت على مشارف البلدة حيث يعيش عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين فروا من العنف في بلادهم في ظروف قاسية. وجاءت حملات الدهم داخل المخيمات الممتدة في المنطقة الحدودية بعد تقارير من أجهزة الاستخبارات عن أن متشددين يعدون لشن سلسلة هجمات داخل لبنان. وتعد المخيمات المنتشرة في أنحاء عرسال مرتعاً للمتشددين الذين جاءوا من سورية واشتبكوا مع القوات اللبنانية التي تدهم المخيمات بحثاً عن مسلحين يختبئون وسط اللاجئين. واجتاح المتشددون عرسال لفترة وجيزة في العام 2014 حينما اندلعت معركة قتل فيها العشرات ومثلت واحدة من أخطر تداعيات الصراع السوري على لبنان.
مشاركة :