لقد تم تدمير الموصل. وهو ما حلم به المالكي. وهو ما يعزز شعوره الطائفي بالانتصار. لقد انتصر أخيرا على السنة. ولكن العراق خسر المدينة السنية الأهم. لن يكون في إمكان اسامة النجيفي وهو متعهد وفيات وحفلات عزاء أن يتحدث باسم سكان الموصل الذين فقدوا مدينتهم. أتراه سيكون مجرد بومة تنعق على اطلال مدينة ما عادت موجودة؟ بعد كل ما أصابها من الأهوال من الصعب التفكير في عودة الموصل إلى ما كانت عليه قبل داعش، بل قبل أن تحرمها سياسات المالكي الاقصائية من الحياة الطبيعية. لقد أُذل العراق كله يوم سُلمت الموصل للإرهابيين. اما استعادتها أطلالا فإنها لا تعيد الكرامة لأحد بقدر ما تعبر عن انتصار المالكي على العراقيين. المدينة المستباحة هي عراق مصغر مستباح. فاروق يوسف
مشاركة :