الجيش يلاحق آخر فلول الإرهابيين في الموصل القوات العراقية المدعومة بعناصر من الجيش الأميركي تستعيد المزيد من الأحياء في مدينة الموصل حيث تمكنت من السيطرة على حي الفاروق وكنيسة الساعة وجامعي عمر الأسود والكرار في الجانب الأيمن من المدينة، في مؤشر واضح على اتجاه العراق إلى الانتصار على ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في الموصل خلال الأيام القليلة المقبلة، ليتصاعد بذلك الضغط على التنظيم المتطرف تزامنا مع تضييق الخناق عليه في سوريا المجاورة. ووفق القادة في عمليات “قادمون يا نينوى” لا يزال بين مائتي وثلاثمائة عنصر من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل القديمة. قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي أشار إلى أنّ المتبقي من عناصر التنظيم الإرهابي أغلبيتهم من الأجانب. العقيد بات وورك، مستشار الجيش الأميركي قال: “كان لدى تنظيم الدولة عامين ونصف العام لإعداد الدفاع عن الموصل، وهي مدينة واسعة ذات عدد كبير من السكان، لقد وضع دفاعا هائلا، لدرجة أنّ أيّ جيش سيواجه صعوبة في التعامل معه. لكن قوات الأمن العراقية واصلت باستمرار الهجوم، وعلى مدى المائة والعشرين يوما الأخيرة على الجانب الغربي من المدينة، وصلت إلى درجة السيطرة على آخر الجيوب الدفاعية لداعش، وهي تواصل التقدم لإنهاء العملية، تماما مثلما ترون وراءنا”. وبالتزامن مع تقدم القوات العراقية في المدينة القديمة من الموصل أكد قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت في أنّ “وحدات من الشرطة الاتحادية فرضت سيطرتها الكاملة على عدد من الأحياء وتواصل تطهير المستشفى الجمهوري ومستشفى البتول ومبنى القاصرين ودار الأيتام ومبنى الطوارئ ومبنى طب الأسنان ودار الأطباء في حي الشفاء من مخلفات المتطرفين“، مضيفا أنّ قوات الشرطة الاتحادية قتلت 54 إرهابياً ودمرت 7 مركبات ومركزاً للاتصالات ومعملاً للتفخيخ وفككت 15 حزاماً ناسفاً وعثرت على 40 صاروخاً و24 عبوة ناسفة. احباط هجمات لداعش وفي الأنبار أكد مصدر أمنى أنّ تنظيم الدولة الإسلامية نفذ مؤخرا هجوما ضد الحشد الشعبي وحرس الحدود شمال منفذ الوليد الحدودي العراقي مع سوريا غربي البلاد، لكن الحشد الشعبي وحرس الحدود تمكنا من صدّ الهجوم القادم من القائم على بعد 350 كيلومترا غرب الرمادي، وأوقعا خسائر مادية وبشرية في صفوف التنظيم. وعلى ما يبدو يواجه تنظيم الدولة الإسلامية، الذي أعلن دولة الخلافة على أراض واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق قبل ثلاث سنوات، هجومين متزامنين على معقليه الرمزيين في الموصل والرقة، وبالرغم من أن خسارة المدينتين ستكون ضربة قاسية للتنظيم، فإنها لن تمثل نهاية التهديد الذي يشكله، فمن المرجح أن يعود الإرهابيون من خلال تنفيذ هجمات بأسلوب التمرد والسيارات المفخخة والعمليات الانتحارية. وبدأت القوات العراقية هجومها على الموصل في 17 تشرين الأول-أكتوبر، حيث استعادت الجانب الشرقي من المدينة في كانون الثاني-يناير، قبل أن تطلق بعد شهر هجومها على الجزء الغربي ذي الكثافة السكانية العالية. وحسب التقارير الأمنية يقتصر وجود الجهاديين حاليا على منطقة صغيرة من البلدة القديمة في الموصل، ولكن شوارعها الضيقة ووجود المدنيين جعلوا العملية تستعيد السيطرة عليها. وبالرغم من أنّ المنطقة التي لا يزال يسيطر عليها التنظيم صغيرة جدا، غير أن أزقتها وشوارعها الضيقة إضافة إلى تواجد المدنيين فيها، جعلت العملية العسكرية محفوفة بالمخاطر. وأبدى مقاتلو التنظيم المتطرف مقاومة شرسة في المدينة القديمة، باستخدام قذائف الهاون والمفخخات والقناصة، لعرقلة تقدم القوات العراقية. وكانت القوات العراقية قد أعلنت الخميس أنها استعادت جامع النوري الكبير في المدينة القديمة بغرب الموصل، الذي شهد الظهور العلني الوحيد لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي في 2014. وأمام تقدم القوات العراقية أقدم التنظيم المتطرف في 21 حزيران-يونيو على تفجير منارة الحدباء التاريخية وجامع النوري الكبير. وأعتبر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن استعادة جامع النوري يعد إعلانا لنهاية “دويلة الباطل الداعشية”.
مشاركة :