تشهد محلات زينة السيارات بشتى أنواعها إقبالًا متزامنًا مع بدء فصل الصيف ومع حلول موسم الغبار والعوالق الترابية، حيث يتوافد عدد كبير من الشباب لشراء المستلزمات الضرورية لحماية مركباتهم من التلف، فيعمد البعض منهم لتركيب ما يعرف باسم (البرقع أو القناع) وهو عبارة عن قناع واق من الجلد والبلاستيك يغطي مقدمة السيارة، فيما يكتفي آخرون بوضع ما يعرف بـ (التغبيرة) وهي عبارة عن مادة لزجة تختلف تركيبتها من محل لآخر بحسب ابتكار العاملين في محلات الزينة ومراكز خدمة السيارات كونها تعد محليًا، فالبعض يجعلها خليطًا من الرمل والديزل والبعض الآخر يكتفي ببيع العبوات الجاهزة التي تشكل طبقة عازلة لحماية الفوانيس الأمامية ومقدمة السيارة كاملًا. وبرجع متعاملون في سوق كماليات السيارات هذا الإقبال على شراء مستلزمات حماية السيارات إلى اضطرار نسبة كبيرة من سائقي المركبات إلى السفر على الطرق الطويلة في ساعات الظهيرة وهي الفترة التي تزداد فيها هبوب العواصف الرملية التي تحركها الرياح المثيرة للأتربة (الغبار) على الطرق خاصة الطرق الساحلية المكشوفة غربًا وشرقًا من المملكة. ووفقًا للبائع عبدالحميد علي، فإن الإقبال بات ملحوظًا على شراء وتركيب البراقع والأغطية البلاستكية الشفافة التي تستخدم لحماية الأنوار الأمامية وكذلك تلبيس جسم السيارة الخارجي والزجاج الأمامي بالبلاستيك بنسبة تصل لـ 30% فضلًا عن تركيب العازل الحراري المقاوم لدرجات الحرارة المرتفعة التي تشهدها معظم المناطق، لافتًا إلى أن فترة هبوب الغبار تمتد لفترة الثلاثة أشهر المقبلة. ويقول حسن عبدالله أحد (الكدادة) العاملين على الطريق الدولي الساحلي (جدة - القنفذة - جازان ) إننا نضطر للسفر في ساعات الظهيرة حسب رغبة الزبون وظروفه، بالرغم من هبوب الغبار وارتفاع درجات الحرارة لأن ذلك مصدر رزقنا ومتى ماوجدنا الزبائن سلكنا الطريق واعترف أن الغبار المصحوب بحبيبات الحصى أتلف طلاء مقدمة سيارته والفوانيس الأمامية والزجاج الأمامي وأن كل ذلك سيكلفه تجديد واجهة السيارة بكلفة لاتقل عن 3000 ريال بعد انتهاء موسم الغبار. ويضيف أحمد محسن إنني أقوم بحماية سيارتي عن طريق طلاء واجهتها بالصابون السائل الذي يشكل طبقة عازلة عندما يجف على الأنوار الأمامية وواجهة السيارة كاملة وقد حققت هذه الطريقة نجاحًا بدرجة مقنعة في حماية سيارتي من الغبار الذي يهب على الطريق الساحلي هذه الفترة معظم ساعات اليوم. من جهته طالب محمد النعمي وزارة الزراعة بالتوسع في مشروعات الأحزمة الشجرية من نبتة البزروميا لحماية الطرق الطويلة من مخاطر العوالق الترابية والعواصف الرملية وللتقليل من مخاطر الرمال الزاحفة على الطرق والقرى المجاورة لها لمقاومة عملية التصحر في المناطق المكشوفة، لافتًا إلى أن تجمع الرمال على جوانب الطرق يشكل خطرًا على حياة عابريها خاصة في فترات المساء التي تقل فيها الرؤية.