«مذبحة الفلاسفة».. آخر سنوات تدمر

  • 7/2/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة:علاء الدين محمودتستعيد رواية «مذبحة الفلاسفة» للكاتب تيسر خلف، الصادرة حديثاً عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، السنوات الأخيرة من حياة مدينة تدمر التي أصبحت في عصر ملكها أذينة عاصمة إمبراطورية المشرق.وتتحدث الرواية بلسان كاهن تدمر الأكبر في عهد الملكة زنوبيا، وتضيء على جوانب غامضة من تاريخ تلك المدينة التي تحولت في عهد ملكتها زنوبيا إلى مشروع مدينة فاضلة لم تأذن الظروف لها أن تكتمل، إذ هاجمت قوات الإمبراطور الروماني أورليانوس، بمساعدة قوات بعض القبائل العربية جيوش زنوبيا، وأنهت حكمها في العام 275 للميلاد، واقتيدت الملكة ومجلس حكمائها (الفلاسفة) مخفورين إلى حمص، حيث نصبت محكمة هناك حكمت على الفلاسفة بالإعدام، وبالإقامة الجبرية على الملكة في قصر تيبور قرب روما. تغوص الرواية عميقاً لتحاول الإجابة عن مجموعة من التساؤلات المتعلقة بالهوية الثقافية للمشرق في ذلك الزمن، وجاءت مثقلة بالسرد للكثير من المنعطفات، والوقائع التاريخية، إلا أن الكاتب استطاع بأسلوبه أن يخفف من وطأة ذلك المحمول التاريخي عبر سرد ممتع ومثير، حيث يطرح الكثير من القضايا، والمعتقدات الدينية لمجتمعات ما قبل الإسلام.لقيت الرواية صدى جيداً وسط القراء العرب، وهي من الروايات التي وصلت مرحلة القائمة الطويلة في جائزة «البوكر العربية» لهذا العام، وحظيت باهتمام القراء في مواقع مراجعات الكتب، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، الذين رأى معظمهم أن المسألة الأساسية في الرواية، التي بني عليها السرد هي أنه من المستحيل إقامة «مملكة فاضلة» في عالم مملوء بالمصالح.ويؤكد قراء الرواية أنها تميزت بسرد ممتع ومترابط، وأن اختيار الفضاء التاريخي جاء موفقاً ومنسجماً مع الإمكانات السردية للكاتب، وأسلوبه البديع، والمختلف في طرح القضايا التاريخية، حيث استطاع أن يفتح لنا نافذة مع تاريخ مشوش من منعطفات المشرق الكبيرة، إضافة إلى أن الرواية طرحت الكثير من الأسئلة الفلسفية، تقول إحدى القارئات: «الرواية حفلت بالأسئلة الفلسفية القوية، حول الخير المطلق والشر المطلق، والفضيلة، والسعادة، وتحقيق العدالة، والتوازن والانسجام والسلام الداخلي الروحي، بمزج تاريخي فلسفي سهل ممتنع».ويقول قارئ آخر: «استطاعات الرواية أن تعبر بنا في فضاء سردي ممتع، سرد لطيف، لأحداث تاريخية، بما لا يدخل الملل.. قوى وتحالفات، صراعات وهزائم، وحلم بالمدينة الفاضلة، ما بين الأديان والفلسفة، رحلة خفيفة الظل تطلعنا على تفاصيل مشوقة، وأحداث وأسماء مرت بنا عابرة، لكنها صنعت في يوم من الأيام فرقاً كبيراً».فيما علق قراء آخرون على السرد التاريخي، الذي غالباً ما يأتي جافاً يحفل بثقل الوقائع التاريخية، فبعضهم يرى أن ذلك بالفعل من العيوب الأساسية في الرواية، فهي تتحدث عن زمان ومكان تاريخيين، وهي على هذا النسق دائماً ما تفتقر إلى عناصر التشويق والمتعة، إضافة إلى مسألة الخلط بين الكتابة الإبداعية، والبحث التاريخي.

مشاركة :