أفادت الجمعية الفلكية بجدة أن الانقلاب الصيفي يحدث في السعودية وكامل النصف الشمالي من الكرة الأرضية السبت 21 يونيو 2014 عند الساعة 1:51 بعد الظهر بتوقيت مكة المكرمة وفي هذا الوقت يكون شروق الشمس في أمريكا الشمالية وغروب الشمس في الساحل المحيط الأسيوي وتكون الشمس واقعة مباشرة فوق الراصدين في أقصى جنوب ليبيا بالقرب من الحدود الليبية ـ التشادية وهو أول أيام فصل الصيف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية ، وبداية فصل الشتاء في النصف الجنوبي. وفي يوم الانقلاب الصيفي تصل الشمس أقصى نقطة لها باتجاه الشمال في السماء وتكون مباشرة فوق مدار السرطان وتكون ساعات النهار أطول من ساعات لليل ، والشمس تشرق وتغرب في أقصى الشمال ، والسبب في ذلك أن الأرض تدور حول الشمس ومائلة حول محور دورانها حول نفسها بمقدار 23 درجة ونصف درجة وهي الآن تقع في مكان في الفضاء حيث إن النصف الشمالي من الكرة الأرضية مائل باتجاه الشمس لذلك نعيش أطول فترة من ساعات النهار في حين يحدث العكس في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية جنوب خط الاستواء. ولذلك فان المناطق شمال خط الاستواء يكون طول النهار أكثر من 12 ساعة في الانقلاب الصيفي ، في حين أن كل المناطق جنوب خط الاستواء يكون أقصر من 12 ساعة. ويلاحظ أن ضوء الفجر أصبح مبكرا وغروب الشمس يتأخر وقوس المسار الظاهري للشمس عالٍ في قبة السماء كل يوم ويمكن ملاحظة أن ظلال الأشياء عند الظهر في الانقلاب الصيفي تكون الأقصر خلال العام . فالشمس في الانقلاب تأخذ أقصى مسار ظاهري نحو الشمال عبر السماء وهي أعلى شمس ارتفاعا كما تشاهد من مدار السرطان وكل المناطق الشمالية ، في حين أنه يحدث العكس في النصف الجنوبي فان الشمس تكون منخفضة والظلال طويلة في ذلك الجزء من الأرض. ومن المفارقات أن زيادة حرارة الطقس تزيد في أواخر الصيف أواخر يوليو و أغسطس على الرغم من أن يوم الانقلاب الصيفي أطول نهارا وأشعة الشمس تسقط على النصف الشمالي بشكل مباشر. وذلك لنفس السبب عندما يكون الوقت بعد الظهر أسخن من وقت الظهر ، فالكرة الأرضية تستغرق فترة لكي تسخن بعد فصل الشتاء حتى في يونيو ، فالجليد أوالثلج لا يزال مترسبا في بعض الأماكن وتعمل الشمس على إذابته وتسخين المحيطات بعدها نشعر بالحرارة الشديدة للصيف. يشار إلى أنه منذ حوالي 5000 سنة عرفت الحضارات القديمة أن مسار الشمس الظاهري عبر السماء " طول ضوء النهار " وموقع شروق الشمس وغروبها يتغير بطريقة منتظمة خلال السنة وقاموا ببناء مواقع مثل الدوائر الصخرية كتلك التي توجد في إنجلترا والتي تم نظمها مع شروق شمس الانقلاب الصيفي. وهذا الأسلوب لم يكن منعزلا في جزء واحد من العالم ففي نفس وقت بناء الدوائر الحجرية اثنان من الأهرامات وأبو الهول بنيت في مصر فعند وقوف الراصد عند أبو الهول يوم الانقلاب الصيفي والنظر باتجاه الهرمين فسوف يشاهد أن الشمس تغرب بينهما تماما. جدير بالذكر أنه بعد يوم الانقلاب الصيفي ستبدأ الشمس بالانتقال باتجاه الجنوب من جديد في قبة السماء وتتقلص ساعات النهار تدريجيا وذلك نتيجة تقدم الأرض في مدارها حول الشمس حتى موعد الاعتدال الخريفي في 23 سبتمبر المقبل.
مشاركة :