يهاجم المغص الكثير من الأطفال الرضع ويؤرق منامهم، ويسبب حالة من الانزعاج للأم والطفل والأسرة ككل، بسبب حالة الصراخ التي تنتاب الطفل المصحوبة بعدم الراحة، ويمكن أن يكون المغص حاداً للغاية لدى بعض الأطفال، حتى تظن الأم أن هناك مرضاً عضالاً أصاب الطفل، نتيجة هذا البكاء الشديد، وتهرع إلى الطبيب ليؤكد لها أنه مغص ويحتاج الطفل إلى بعض الأدوية، ورغم إعطاء الأم طفلها هذه العلاجات إلا أنه في بعض الحالات يستمر المغص ولا يزول.في حالات أخرى يستجيب الطفل للعلاج ويهدأ، وتظل حالة عدم الاستقرار لدى الطفل فترة من الوقت، يمكن أن تصل إلى سنة كاملة من عمره أو أقل، ويزيد بكاء الطفل في أول أشهر من حياته، وتعاني الأم من هذه الحالة، وتحمل طفلها وتسير به وتحاول تخفيف آلامه ولكن دون فائدة، لأن نوبات البكاء يمكن أن تستمر ساعات خلال اليوم، والسبب الحقيقي لهذه الحالة غير معروف، ولكن هناك الكثير من العوامل والمسببات التي تؤدي إلى حالة المغص لدى الطفل، وهو من المشاكل المرضية التي تلازم الكثير من الأطفال الرضع في بداية فترات عمرهم، ويجعل الطفل يصرخ بصورة هستيرية أحيانا، وسوف نتناول هذه الظاهرة المرضية بالتفاصيل، مع كشف الكثير من الأسباب التي تؤدي إليها، والأعراض التي تبدو على الرضيع، وطرق تخفيف هذه الحالة ومحاولة الوقاية منها، ثم نقدم بعض طرق العلاج الطبيعية والدوائية.النوع الحاديصيب هذا المغص بعض حالات من الرضع، ولكنه يكون من النوع الحاد والقوي، ويختلف عن حالات المغص التي تهاجم معظم الأطفال الرضع، وفيه يبكي الطفل بكاءً شديدًا ويتلوى من الألم، وتفشل كل محاولات تهدئة الطفل وإلهائه، حتى الأدوية لم تأتِ بنتيجة ومفعولها لم يخفف عن الطفل، وربما تشعر الأم بالعجز والفشل، لأنها فعلت كل شيء في محاولة لإسكاته وتخفيف حدة البكاء، وهذه الحالة تحدث في نسبة من الأطفال وتستمر حتى يتم عمر 4 أشهر أو أكثر، وهذه الحالة ليست خطيرة على صحة الطفل، ولكنها تسبب توترًا وقلقًا للبيت بأكمله، ولكي تطمئن الأم عليها أن تذهب بالطفل إلى الطبيب، وذلك للتأكد أن الطفل الرضيع غير مصاب بأي أمراض أو فتق أو أية مشاكل صحية كبيرة، ولكن السبب لهذا البكاء هو المغص الحاد، وبعض الأمهات يتساءلن كيف أعرف أن طفلي مصاب بهذا النوع من المغص الحاد؟، والإجابة أن الأطفال الرضع في الطبيعي يبكون ما يقرب من ساعة إلى ساعتين يوميا، أما اذا كان طفلك يبكي اكثر من ساعتين وبشكل شديد ويتلوى من الألم، ولكنه مع ذلك يرضع بشكل طبيعي ويتمتع بصحة جيدة، فإنه بذلك مصاب بالنوع الحاد من المغص، ويمكن أن تلاحظي أنه يسحب رجله إلى ناحية البطن وهو يبكي ويتلوى، وتتكرر نوبات البكاء الشديد مع صعوبة التهدئة، ويمكن أن تسمعي صوتًا في بطنه مع إخراجه للريح والغازات أثناء البكاء، ويستمر هذا الطفل فترة طويلة في الرضاعة غير المعتادة، هذه هي علامات إصابة الطفل بالمغص الحاد.ضعف الهضميوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الطفل بالمغص، ومنها عدم اكتمال الجهاز الهضمي للطفل الرضيع، وذلك يؤدي إلى ضعف القدرات الهضمية بالشكل الكامل، مما يتسبب في تكوين كمية كبيرة من الغازات، ويصاب الطفل بحالة من الانتفاخ المصاحبة للتقلصات العنيفة والمغص، ويمكن أن يكون المغص بسبب رضاعة فترات طويلة وكميات كبيرة من لبن الأم، وأيضا يصاب الطفل بهذا المغص اذا تناولت الأم بعض الأطعمة التي تسبب له نوعًا من الحساسية، مثل منتجات الألبان والفراولة وبعض الخضراوات ومنها القرنبيط والبروكلي والملفوف أو الكرنب، والأطعمة الحارقة، والثوم وبعض المكسرات، وطبيعي أن تسبب الخمور والكحوليات هذه الحالة، ويجب أن تلاحظ الأم حالة طفلها بعد تناولها للطعام كي تحدد ما هو الأكل الذي يسبب له هذا المغص، وتمتنع عنه لحين اكتمال الطفل 4 أشهر، كما أن الحالة النفسية السيئة للأم تنتقل إلى اللبن وتسبب حدوث مغص للطفل بعد الرضاعة مباشرة، وأيضا من الأسباب الحساسية التي تصيب بعض الأطفال الرضع، ومن العوامل أيضا الهواء المحبوس في تجويف البطن، ولذلك على الأم أن تعود الطفل على عملية التجشؤ بعد كل رضعة.الإمساك والإسهال والمواعيدتدخين الأم أيضا يؤدي إلى إصابة رضيعها بالمغص، وينصح الخبراء الأم بالإقلاع عن التدخين خاصة في الأشهر الأولى من عمر الرضيع، ويحدث المغص كذلك نتيجة حدوث حالات الإسهال والإمساك للطفل الرضيع، وبعض الأمراض تسبب هذه المشكلة الصحية، مثل مرض النزلات المعوية، وإصابة الطفل ببعض الطفيليات، ويمكن أن يحدث المغص بسبب أساليب الرضاعة الخاطئة والأوضاع غير السليمة، وعدم الانتظام في مواعيد الرضاعة، ولذلك تنصح المراكز المتخصصة في هذا الشأن بتحديد مواعيد منتظمة يوميا لإرضاع الطفل، مع اكتساب بعض ثقافة الرضاعة الصحيحة، وبعض الأمهات لا يهتم بعملية تجشؤ الصغير بعد الرضاعة ودخول كميات كبيرة من الهواء إلى البطن، فهذا الخطأ يؤدي إلى إصابة الطفل بالمغص، كما أن بعض أنواع الحليب الصناعي الذي تستخدمه الأم في بعض الأحيان، لاستكمال تغذية الطفل يؤدي إلى حدوث المغص، وعلى الأم في هذه الحالة استشارة الطبيب في تغيير هذا النوع إلى نوع آخر حتى يستقر الطفل، ومن عوامل الإصابة بهذه الظاهرة المرضية سوء التغذية لدى بعض الأطفال، وأيضا عدم النظافة الشخصية للطفل وإهمال الأم في تنظيفه جيدا، ومراعاة تنظيف الأشياء التي يمكن أن يضعها في فمه.بكاء وعدم راحةتظهر بعض الأعراض التي تدل على إصابة الطفل بالمغص، وهي البكاء يوميا فترة تصل إلى 4 ساعات أو أكثر، ويتكرر ذلك كل يومين أو ثلاثة، تزيد حالة البكاء بعد تناول الرضعة، وعدم الراحة واستيقاظ الطفل من النوم مفزوعاً في حالة صراخ من شدة المغص، وأيضا يصاب الطفل بحالة من الالتواء ويثني رجله إلى بطنه مع بعض التشنجات، ويحمر وجه الطفل، واذا زاد المغص يمكن أن يصاب الطفل بحالة من التقيؤ المتكرر، وتتغير درجة حرارة الجسم ولا تستقر، وأحيانا يتغير لون البراز، ويزيد وزن الطفل، واذا لاحظت الأم هذه الأعراض على طفلها لأول مرة عليها التوجه إلى الطبيب المتابع لحالة الطفل، للتأكد أن هذه الحالة ناتجة من المغص فقط، وليست هناك أمراض أخرى، واذا حدثت هذه الأعراض مع ارتفاع في درجة الحرارة، وحدوث إسهال وتقيؤ أو إمساك ينبغي الذهاب فوراً للطبيب، واذا استمرت حالة المغص بنفس الشدة عند الطفل الذي وصل عمر إلى 4 أشهر يجب استشارة طبيب في هذه الحالة، وكذلك في حالة امتناع الطفل عن الرضاعة نتيجة المغص الحاد، وانخفاض وزنه بصورة ملحوظة عن المعدلات الطبيعية، حتى لا يؤثر ذلك على نمو جسمه وبقية الأعضاء ويحدث له مشاكل صحية في المستقبل.أدوية وعلاج طبيعيتخفف الأدوية من حدة المغص الذي يصيب بعض الأطفال، ويمكن ألا تؤثر هذه الأدوية على حالة الطفل ويظل المغص مستمرًا لفترة، ويهدأ من نفسه ثم يعاود الرجوع بعد الرضاعة، فالمغص نفسه ليس له علاج، ولكن العلاج يخفف من حدته، والدكتور يحدد الدواء المناسب، مثل الأدوية الطاردة للغازات والمسببة للمغص، وغالبا ما تكون هذه الأدوية تحتوي على أنواع من الأعشاب الطبيعية، مثل ماء غريب، وفي معظم الحالات يقل المغص بعد عملية الإخراج، ويمكن استخدام بعض العلاجات الطبيعية، مثل إعطاء الطفل حماماً دافئاً وقت إصابته بالمغص، حتى يهدأ تماماً ويشعر بالنوم، وأيضا يمكن عمل كمادات دافئة على بطن الطفل، كنوع من المساعدة على إخراج الغازات، وكذلك يمكن عمل تمرين الركبة، بثني رجل الطفل على بطنه بشدة طفيفة لمحاولة طرد الغازات، وتخفيف حدة المغص، ويمكن تدليك البطن بزيت الزيتون الدافئ، ولا تنسَ الأم تجشؤ طفلها بعد كل رضعة لمنع المغص، وإخراج الغازات من الفم. تساوٍ بين الرضاعة الطبيعية والصناعية تشير الدراسات الحديثة إلى أن أغلبية الأطفال الرضع يعانون الإصابة بالمغض في بداية فترات النمو، ويعبرون عن هذا المغص بالبكاء المتواصل دون سبب ظاهر، وفي بعض الحالات تسمع الأم أصوات قرقعة الغازات داخل بطن الرضيع، وبعض الدراسات توضح أن هذه الحالة تصيب ما يقرب من 40% من الأطفال الرضع، ويستمر حتى 4 شهور أو 6 شهور وفي بعض الأطفال يظل حتى عمر 12 شهراً، والإصابة بهذا المغص شائع بنفس النسبة بين الأطفال الذين يرضعون طبيعياً وبين الأطفال الذين يرضعون صناعياً، ويصيب البنات والصبيان بقدر متساوٍ، وهي حالة مرضية ليست على درجة كبيرة من الخطورة، ويمكن أن تكون طبيعية لعدم اكتمال أعضاء كثيرة في جسم الرضيع، من النصائح التي تقدمها المراكز المتخصصة في هذا الشأن، هي وضع الطفل على البطن لمدة تصل إلى 15 دقيقة يومياً، يمكن أن توفر الأم صوتاً للطفل حتى يشغله عن البكاء مثل صوت التلفزيون أو المروحة، وتنصح الأبحاث أن تتناول الأم الزبادي كغذاء أساسي في وجباتها اليومية، لتحسين اللبن الناتج للطفل، وتغيير اللبن الصناعي إذا كان هناك تخوف أنه يسبب هذه الحالة، ولا تنسى الأم عملية التجشؤ.
مشاركة :