تمكن باحثون من معهد كارولينسكا بالسويد بالتعاون مع جهات أخرى، من تركيب علاج مستخدم لحالة التوتر السطحي لرئة الخدج، من حرير العنكبوت، والذي أثبتت التجارب على الحيوان فاعليته كالدواء الحيوي المستخدم حالياً لتلك الحالات.شكلت الأدوية المستخدمة لإنقاص التوتر السطحي لرئة الخدج ثورة علمية في مجال العناية بالأطفال المولودين قبل اكتمال فترة الحمل، وذلك من خلال تخفيض التوتر السطحي بالحويصلات الهوائية الرئوية وجعلها قادرة على الانتفاخ عند لحظة الولادة، وهو علاج طوره الباحثون أنفسهم في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، وتم إنتاجه بواسطة عزل البروتينات من رئة بعض الحيوانات وهي عملية مكلفة ومعقدة وربما تكون خطرة؛ أما الآن فقد تمكنوا من خلال الدراسة الحديثة التي نشرت بمجلة «تواصل الطبيعة»، من إنتاج العلاج بطريقة أسهل وأقل تكلفة، وذلك بروتين العنكبوت واعتمدت عملية الإنتاج على الطرق التي يستخدمها العنكبوت في تجميع البروتينات لغزل الحرير؛ ويقول أحد الباحثين إنهم اختاروا إنتاج بروتين C الخافض للتوتر السطحي للرئة لأنه عالمياً من أكثر البروتينات التي تميل للتجمع. تمكن الباحثون من تطبيق تلك الطريقة من إنتاج مجموعة من العقاقير الحيوية الفعّالة باستخدام جزء من بروتين العنكبوت التي تضمن بقاء البروتينات قابلة للتحلل؛ ويقول الباحثون، إن لديهم بكتريا تنتج ذلك الجزء من البروتين والذي تم ربطه بعد ذلك ببروتينات دواء مختلفة. قارن الباحثون بين الدواء المركب حديثاً وبين الدواء الحيوي المتوفر بالأسواق ووجدوا أنهما متساويان في الفاعلية، حيث قاما بالكفاءة ذاتها بتخفيض التوتر السطحي لدى حيوانات وليدة تعاني اضطرابات الجهاز التنفسي الوليدي؛ وبما أن تلك الطريقة الإنتاجية أسهل وأقل تكلفة فإنها ربما تصبح مستقبلاً علاجاً لكثير من مشاكل الرئة وليس فقط تعديل رئة الخدج.
مشاركة :