ناقش صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمبعوث الأميركي جيسون غرينبلات في واشنطن أمس جهود استئناف عملية السلام، ضمن لقاءات قام بها عريقات في واشنطن لتحريك هذا الملف.وقالت مصادر فلسطينية إن عريقات عرض على غرينبلات مرة أخرى الموقف الفلسطيني المتمسك بحل الدولتين عبر إقامة دولة فلسطينية على حدود 67، مطالباً بضرورة معالجة كل الملفات النهائية والاتفاق عليها ضمن مفاوضات محددة بسقف زمني.وبحسب المصادر، فقد اتفق عريقات وغرينبلات على عقد لقاءات أميركية - فلسطينية لاحقة لمناقشة وجهة النظر الفلسطينية من الملفات النهائية. ويفترض أن يلتقي وفد خماسي فلسطيني بآخر أميركي على أن يقدم الوفد الفلسطيني رؤيته في الملفات الأكثر أهمية التي تحتاج إلى اتفاق، وسيلتقي الوفد الأميركي بآخر إسرائيلي.وتفكر واشنطن في طرح وثيقة مبادئ، لكن الفجوة بينها وبين الفلسطينيين تبدو كبيرة حتى الآن بسبب الخلاف على مرجعية عملية السلام، وقضايا أثارها الإسرائيليون مثل التحريض ودفع رواتب الأسرى.ويريد الفلسطينيون اعتماد المبادرة العربية وقرارات الشرعية الدولية مرجعية لعملية السلام، وأن تستند المباحثات إلى اتفاقات سابقة وفق التزام بإقامة الدولة الفلسطينية في حدود الرابع من يونيو (حزيران)، لكن الأميركيين لا يلتزمون بمبدأ حل الدولتين، ويبحثون عن سلام إقليمي أولاً.وقال عطا الله خيري، سفير دولة فلسطين لدى الأردن، إن الرئيس محمود عباس يقود جهوداً سياسية ودبلوماسية تهدف إلى تهيئة الظروف المناسبة لإعادة الحياة إلى المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، على أساس مبادرة السلام العربية، ومبدأ حل الدولتين، مضيفاً أن التحرك الذي يقوده الرئيس عباس «يتم بتنسيق كامل مع الأشقاء العرب، خصوصاً الأردن الشقيق رئيس القمة العربية، وقرارات قمة عمان والمبادرة العربية للسلام ومبدأ حل الدولتين تشكل مرتكزات العمل السياسي والدبلوماسي الفلسطيني خلال المرحلة المقبلة».وأوضح خيري أن الرئيس عباس سيبدأ اليوم جولة أفريقية - عربية - أوروبية، وسيشارك في اجتماعات القمة الأفريقية، التي ستعقد في أديس أبابا، وسيجري على هامشها كثير من اللقاءات والاتصالات مع القادة والزعماء الأفارقة، تتمحور حول عملية السلام في الشرق الأوسط، وممارسات وسياسات الحكومة الإسرائيلية، التي تشكل عقبة رئيسية أمام تحقيق تقدم حقيقي في المفاوضات، مشيراً إلى أن الرئيس عباس سيتوجه من العاصمة الإثيوبية إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي ماكرون، وتقديم التهاني له بفوزه في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وبحث آخر التطورات والمستجدات في منطقة الشرق الأوسط، وسبل تحريك عملية السلام، ومن هناك سيتوجه إلى تونس لإجراء سلسلة لقاءات مع الرئيس التونسي وكبار المسؤولين التونسيين.وأضاف السفير خيري أن التحرك الفلسطيني يستند إلى دعم وتأييد عربي وإسلامي وفرته قمة عمان وقمة الرياض العربية الإسلامية - الأميركية، ويجري بتنسيق كامل مع الأشقاء في الدول العربية. وأكد عريقات في كلمته في الأمم المتحدة على هذه المضامين، وقال إن الشعب الفلسطيني يمارس حقه المشروع في الدفاع عن نفسه ضد جرائم الحرب التي ترتكبها سلطة الاحتلال إسرائيل ضده، من خلال احتلال يستمر منذ 5 عقود. وقدم عرضاً لطبيعة الجرائم الإسرائيلية التي تتخللها عمليات الاغتيال والاعتقالات، وهدم البيوت ومصادرة الأراضي، والاستيطان الاستعماري والحصار والإغلاق، وخصوصاً المفروض منذ 10 سنوات على قطاع غزة، وقال إن «القانون الدولي والشرعية الدولية، بما فيها قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات العلاقة، تشكل نقطة ارتكاز للحل بما يضمن إقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967، وحل قضايا الوضع النهائي كافة بما فيها اللاجئون والأسرى، استناداً لقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة».ووصف عريقات الاحتلال الإسرائيلي بأعلى أنواع الإرهاب، موضحاً أنه أصبح نظام فصل عنصري «أبرتهايد» بكل ما يحمله الاصطلاح من معنى، وأنه آن الأوان للمجتمع الدولي لمساءلة ومحاسبة الحكومة الإسرائيلية، ومقاطعة شاملة للاستيطان الاستعماري الإسرائيلي بكل أشكاله. كما دعا عريقات دول العالم، التي لم تعترف بدولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967، القيام بذلك بشكل فوري للحفاظ على مبدأ الدولتين، ولهزيمة خيار نتنياهو المتمثل بالدولة بنظامين: أي «الأبرتهايد»، وإبقاء الوضع على ما هو عليه.وفي رده على سؤال لصحافي إسرائيلي بشأن اعتبار حركة حماس وقوى فلسطينية حركات إرهابية، رد عريقات بالتأكيد على أنها جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني ونضاله ضد الاحتلال.وتلقى عريقات أمس مكالمة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أكد فيها التزامه التام ببذل كل جهد ممكن لتحقيق خيار الدولتين على حدود الرابع من يونيو عام 1967. وأبلغ غوتيريش عريقات أنه قرر أن يقوم بزيارة إلى المنطقة في شهر أغسطس (آب) المقبل، للعمل من أجل إحياء عملية السلام.
مشاركة :