طبيب المستقبل.. برنامج معلوماتي على الكمبيوتر

  • 7/2/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

طبيب المستقبل.. برنامج معلوماتي على الكمبيوترالتوجه العالمي لإنترنت الأشياء في طور الاقتراب أكثر فأكثر من معالجة الإنسان من كل الأمراض واكتشافها في وقت مبكر من خلال إعلان العلماء من وقت إلى آخر عن ابتكارات جديدة تعمل على تغيير الطرق التقليدية للتشخيص والتداوي.العرب  [نُشر في 2017/07/02، العدد: 10679، ص(18)]تحسين أسلوب الرعاية الصحية لندن - لا ينفك العلماء عن الإعلان عن ابتكار أجهزة ذكية لمساعدة البشر على الحصول على حياة مريحة أكثر. ويحقق الذكاء الاصطناعي خطوات كبيرة في المجال الطبي، بحيث أن البعض لم يعد يستبعد أن يصبح الطبيب في المستقبل برنامجا معلوماتيا. وتقبل على الاستثمار في هذا المجال الشركات الكبرى في سيليكون فالي وأيضا من خلال عدد كبير من الشركات الناشئة. وتقدّر شركة فروست سوليفان المتخصصة أن المبالغ المستثمرة في هذا القطاع ستصل إلى ستة مليارات و600 مليون دولار في العام 2021، علما أن هذا الرقم لم يكن يتجاوز 634 مليونا في العام 2014. يمكن للتقنيات المصممة أن تشخّص الأمراض في وقت مبكر وأن تقلّص المصاريف الصحية. وتتطور هذه التقنيات معتمدة بشكل أساسي على أجهزة الهاتف الذكي والأجهزة الموصولة بالإنترنت. وتؤكد شركة كارديوغرام الناشئة أن التطبيق الذي صممته يمكنه أن يرصد وجود دقات القلب غير الطبيعية من خلال ساعة ذكية توضع في المعصم. فأجهزة الاستشعار الموصولة بالساعة يمكن أن “تميز بين الوتيرة الطبيعية لدقات القلب والرجفان الأذيني” وهو أحد أنواع الاضطراب في دقات القلب الذي قد لا ينتبه إليه المريض. وكمثال آخر على الذكاء الاصطناعي في مجال الطب صمم باحثون في جامعة هارفرد وفي جامعة فيرمون جهازا يمكن أن يحدد إصابة الأشخاص بالاكتئاب من خلال تحليل صورهم المنشورة على إنستغرام. ويقول الباحثون الذين استخدموا معطيات تتعلق بـ43 ألف صورة “تميل صور المكتئبين عموما إلى الأزرق أو الرمادي أو الألوان القاتمة”. وأكد الباحثون أن نتائجهم من هذه الطريقة كانت أكثر دقة من التشخيص العادي الذي يقوم به الطبيب العام. ولطالما كان للتكنولوجيا مكانها في الطب لكنها بلغت نقطة تحول في العام 2015 حين أطلقت مجموعة أبل تطبيق ريسرتش كيت الذي يتيح لمستخدمي أجهزة أيفون أن يجمعوا معلومات عن المسافات التي يمشونها ووتيرة ضربات القلب وغيرها من المعطيات في تقييم حالتهم الصحية. وتقول كايت ماكارثي الباحثة في شركة فورستر إن التقدم المحرز في مجال الذكاء الاصطناعي فتح احتمالات جديدة على “الطب الشخصي” وسمح أيضا بتسريع وتيرة الأبحاث. ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون واقيا من العديد من الأمراض من خلال تقديم تحليل الملفات الطبية ونتائج الاختبارات، بحسب ما تقول نارغ رازافان المدرّسة في جامعة نيويورك والتي أجرت دراسة حول التحليل الوقائي لأكثر من 100 مرض.الذكاء الاصطناعي يحقق خطوات كبيرة في المجال الطبي، بحيث لم يعد يستبعد أن يصبح الطبيب في المستقبل برنامجا معلوماتيا وتقول الباحثة “عملنا يقضي بأن نحاول التنبؤ بالأمراض التي يمكن أن يصاب بها الشخص في الأشهر الست المقبلة، بحيث يمكن أن نتصرف”. وصمّم الفريق معادلات رياضية تتيح الكشف بشكل دقيق عن أمراض معينة ولا سيما السكّري وفشل القلب. ويبدي عملاق آخر في سيليكون فالي وهي مجموعة غوغل اهتماما بالذكاء الاصطناعي في مجال الطب أيضا، ولا سيما من خلال قسم ديب مايند الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدة الأطباء على تقييم مخاطر انتشار مرض السرطان وتحديد العلاجات المناسبة بالأشعة. وتتعاون أيضا كل من آي بي أم وأنتل ومايكروسوفت مع باحثين في مجال تحليل المعطيات الطبية. وهذه الشركات ليست وحدها من يعمل في هذا القطاع. فقد أحصت شركة سي بي إنسايتس 106 شركات ناشئة تستثمر في هذا القطاع أيضا في العام 2017. ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في توقّع إصابة الشخص باكتئاب وأمراض نفسية أخرى. وبحسب جيسيكا ريبيرو الباحثة في جامعة فلوريدا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتوقع في 80 إلى 90 بالمئة من الحالات أن شخصا ما قد يُقدم على الانتحار خلال عامين. لكن ليندا شين الباحثة في جامعة تكساس تخفف من الحماسة في هذا المجال بالتشديد على أن التكنولوجيا لا يمكن أن تقوم بالتقدّم الطبي وحدها. رغم ذلك يبدو أن مفهوما جديدا للرعاية الصحية في طريقه إلى العالم الحقيقي، من خلال ابتكار عيادة صحية روبوت ذاتية القيادة تسير باتجاه المرضى لمساعدتهم. ويهدف هذا المشروع الذي يُطلق عليه اسم Aim إلى تسخير الذكاء الاصطناعي لتحسين أسلوب الرعاية الصحية اليومية، وذلك باستخدام الأجهزة الذكية في المنزل، فضلا عن تطبيق الهاتف المحمول لتتبع بيانات المريض. ويمكن للمرضى الحصول على الرعاية الصحية من العيادة ذاتية القيادة في حال لم يتمكنوا من الوصول إلى الطبيب، بما في ذلك قياس الحرارة والتصوير وفحص التنفس، كما تقدم العيادة خدمة النقل السريع إلى المستشفى في حالات الطوارئ. وصُممت العيادة للمساعدة في التغلب على بعض التحديات في مجال الرعاية الصحية، حيث تقدم منصة للبيانات وإمكانية التنقل المستقل وتشخيص حالة المرضى بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي. وسيقوم النظام المبتكر بدمج البيانات من أجهزة الإنترنت في المنزل مثل الساعات الذكية أو أجهزة تتبع اللياقة البدنية. كما سيعتمد على الإبلاغ الذاتي من المريض الذي يمكن القيام به عبر تطبيق الهاتف.

مشاركة :