إذا كان الألمان يبحثون عن التجديد وعن جيل جديد قادر على خلافة أبطال مونديال 2014 الذين سيعود معظمهم إلى تشكيلة روسيا 2018، فإن المنتخب التشيلي يسعى للتأكيد بأنه أصبح من اللاعبين الكبار على الساحة العالمية. وأصبح “لا روخا” على بعد مباراة واحدة من إحراز لقبه الثالث في ثلاثة أعوام، ببلوغه النهائي في أول مشاركة له في البطولة بعد فوزه الأربعاء بركلات الترجيح على البرتغال بطلة أوروبا، التي تخوض بدورها الأحد ضد المكسيك مباراة المركز الثالث دون نجمها وقائدها كريستيانو رونالدو الذي ترك المنتخب لرؤية توأميه حديثي الولادة. وفرض حارس تشيلي كلاوديو برافو نفسه بطلا قوميا في مباراة الأربعاء التي أقيمت في كازان، بصده الركلات الترجيحية الثلاث التي نفذها أبطال أوروبا بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي. وسيحاول أبطال أميركا الجنوبية، الفائزون بلقب “كوبا أميركا” بنسختيها الأخيرتين عامي 2015 و2016، الذهاب حتى النهاية وإحراز لقبهم الثالث في غضون ثلاثة أعوام ثم المراهنة على مقارعة الكبار على اللقب العالمي عندما تستضيف روسيا مونديال 2018 الصيف المقبل. ورغم رحيل المدرب الأرجنتيني خورخي سامباولي، مهندس التتويج الأول لتشيلي في “كوبا أميركا” عام 2015 والاستعانة بالإسباني من أصل أرجنتيني خوان أنتونيو بيتسي، حافظ “لا روخا” على الوتيرة التي خاض بها البطولة القارية قبل ثلاثة أعوام. وتوّجت تشيلي بلقب “كوبا أميركا” مرتين على التوالي بنفس التشكيلة تقريبا، وهي تخوض كأس القارات 2017 بلاعبين أصبحوا يتمتعون بالخبرة الكافية في البطولات العالمية. وعلى رأس هؤلاء اللاعبين هناك الحارس برافو واللاعب أليكسيس سانشيس اللذان يعتبران من العناصر التي لا غنى غنها في فريقيهما أرسنال ومانشستر سيتي، وأرتورو فيدال الذي فرض نفسه بقوة في وسط ملعب بايرن ميونيخ وأحرز مع الأخير ثلاثة ألقاب في موسمين معه حتى الآن. وتوقع برافو أن يكون النهائي مشابها لمباراة الدور الأول بين البلدين الذي انتهى بالعادل الإيجابي 1/1، مضيفا “أعتقد أن ما حصل خلال الدور الأول سيتكرر بعض الشيء، لا سيما في ما يخص بناء اللعب من جانبنا”. وعندما يلتقي المنتخبان الألماني والتشيلي في سان بطرسبورغ الأحد في المباراة النهائية لبطولة كأس القارات 2017، ستكون البطولة على موعد مع بطل جديد لم يسبق له الفوز باللقب. وخاض منتخب تشيلي البطولة للمرة الأولى عبر النسخة الحالية فيما فشل المنتخب الألماني “المانشافت” في الفوز باللقب في كل من مشاركتيه السابقتين بالبطولة في 1999 و2005. ورغم غيابه عن أول نسختين وعن النسخة الحالية (العاشرة)، ما زال المنتخب البرازيلي لكرة القدم يفرض نفسه بقوة على تاريخ بطولة كأس القارات التي توج بلقبها أربع مرات في النسخ السبع الماضية، ليصبح الفريق الأكثر فوزا باللقب على مدار تاريخ البطولة. وخطف المنتخب البرازيلي لقبه الأول في كأس القارات مع بداية مشاركاته في البطولة في النسخة الثالثة التي استضافتها السعودية عام 1997، كما توج فريق “السامبا” بلقب كأس القارات أعوام 2005 بألمانيا و2009 بجنوب أفريقيا و2013 بالبرازيل، ليتفوق بذلك على إنجاز المنتخب الفرنسي الذي فاز بلقب البطولة في نسختين متتاليتين عامي 2001 و2003.
مشاركة :