لا يختلف اثنان في أن المُعلم كمال جنبلاط شخص استثنائي في مواقفه وفكره وإنسانيته وحضوره، ترك أثراً عميقاً في كل من عاصره. في 16 مارس 19٧7 خطفته يد الغدر، ولكنّ آراءه بقيت، كما يجمع أهل الفكر، حية تُرزق. بمناسبة مرور مئة عام على ولادته (1917 - 2017)، وأربعين عاماً على استشهاده (16 مارس 1977)، وتزامناً مع انطلاق «مهرجانات بيت الدين الدولية» في لبنان، افتتحت لجنة مهرجانات بيت الدين ورابطة أصدقاء كمال جنبلاط معرض «كمال جنبلاط: رجل الفكر والقيم الإنسانية»، في قصر بيت الدين، ويستمر لغاية 12 أغسطس المقبل. ضمن مهرجانات بيت الدين الدولية في لبنان، يزور الجمهور معرض «كمال جنبلاط: رجل الفكر والقيم الإنسانية»، من إعداد كريستيان موسى، ويتضمن المحطات التالية: السيرة الذاتية لكمال جنبلاط في مراحلها الأساسية من تاريخ العائلة وطفولته، ومقتل والده، ومراحل دراسته، وحياته السياسية، فضلاً عن آثاره الفكرية وكتبه في السياسة والفلسفة والروحانيات والأدب والشعر والاقتصاد والمذاهب السياسية. يضمُّ المعرض أيضاً أغراضاً شخصية وصوراً عن نشاطات المفكر الراحل واهتماماته وعلاقاته، وقصائد علقت على الجدران، والفيلم الوثائقي عنه «كمال جنبلاط الشاهد والشهادة»، الذي يبث بطريقة العرض المتواصل. في حفل الافتتاح، ألقت رئيسة «لجنة مهرجانات بيت الدين» نورا جنبلاط، كلمة جاء فيها: «هذا المعرض لرجل الفكر والقيم الإنسانية هو تحية لمناضل كرس حياته في سبيل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، في سبيل الإنسان أينما كان على وجه الأرض، في سبيل العروبة الحضارية المتحررة، في سبيل فلسطين والثورة الفلسطينية». نورا جنبلاط رأت في افتتاح مهرجانات بيت الدين موسمها لهذا العام مع كمال جنبلاط امتيازاً وفرصة: «امتياز أن تتوج المهرجانات أنشطتها مع كمال جنبلاط، وفرصة لتجديد الالتزام بنهج الانفتاح والاعتدال». في الافتتاح أيضاً، ثمّن رئيس رابطة أصدقاء كمال جنبلاط عباس خلف «عالياً إقامة المعرض في صرح يختزن الكثير من ذاكرة الوطن وتاريخه». وقال: «اخترنا للمعرض عنواناً يتمحور مضمونه حول فكر كمال جنبلاط الذي تناول مختلف حقول المعرفة، في السياسة، والاقتصاد، والأدب، والتربية، والفلسفة، والروحانيات، وحول مسيرته التي التزم خلالها بالقيم الإنسانية والأخلاقية، وهو الذي تميَّز طوال سنين نضاله بصلابة الموقف، والجرأة في قول ما يعبِّر عن قناعاته، وما يراه ضرورياً لإقامة لبنان الوطن لا لبنان الدكان». وكمال جنبلاط القائل: «لا حرية بلا وعي، ولا إنسان من دون حرية»، كان هدفه الإنسان والحرية والوعي، وهذه هي شروط تحقيق إنسانية الإنسان، وكل المؤسسات ومختلف الأنظمة لا قيمة لها إذا لم تحقق للإنسان هذا الهدف، كما أوضح خلف. وختم: «نأمل بإخلاص أن يحظى هذا المعرض باهتمام كل الذين يتوقون للتعرف الى الرجل الذي كان معلماً بالقدوة والمثال، وبالموقف والنضال، وبالالتزام الصارم بالمبادئ والقيم، وبالرمز والحرف والكلمة، وفيما يتعدى الحرف».
مشاركة :