< يشكل مشروع تطوير الكورنيش الشمالي، الذي يتصدر مشاريع تطوير الواجهة البحرية بمحافظة جدة، إضافة مهمة ولمسة جمالية جاذبة لشواطئ جدة، فضلاً عن أنه سيكون متنفساً لـ 120 ألف نسمة من سكان وزوار المحافظة. في حين منحت المساحة الهائلة والتصميم المبدع لها صبغة الرقي في الابتكار والتنفيذ حتى بات نموذجاً يحاكي أرقى الواجهات البحرية في العالم ومثالاً حضارياً في الجمال الإنشائي والبنية التحتية المتكاملة. ويشمل المشروع ست مراحل، إذ تم الانتهاء من المراحل الثلاث الأولى التي تم تنفيذها ابتداء من حرس الحدود جنوباً وحتى دوار النورس شمالاً، فيما تأتي المرحلتان الرابعة والخامسة اللتان يتم تنفيذهما حالياً، لتتبقى المرحلة السادسة التي سيتم تنفيذها مستقبلاً، وتمتد من شارع جبير بن الحارث وحتى مسجد الرحمة شمالاً، لتصل نسبة الإنجاز في هذا المشروع لـ 80 في المئة. وأشار أمين محافظة جدة الدكتور هاني أبو راس إلى أن المشروع يجري تنفيذه وفق أعلى المعايير العالمية ليسهم في زيادة مساحة الساحات العامة ويشكل عامل جذب سياحي لمحافظة جدة وتبلغ مساحته الإجمالية 700 ألف متر مربع ويحتضن مسطحات خضراء بمساحة تقدر بـ 275 ألف متر مربع، لافتاً إلى أن خطط المشروع الذي تصل كلفته إلى 800 مليون ريال تعمل وفق الخطط المعمول بها. ويعتبر المشروع ضمن منظومة مشاريع الأمانة لتطوير الواجهات البحرية، إذ شهدت محافظة جدة خلال السنوات القليلة الماضية تطوير الكورنيش الجنوبي ومتنزه وشاطئ ذهبان، وذلك في إطار سعي الأمانة للاستفادة من مقومات هذه الواجهات البحرية المتوافرة وتطويرها بما يحقق رفاهية المواطنين والمقيمين والزوار. وقال: «تشمل أعمال البنية التحتية للمشروع شبكات الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار وشبكة وخزانات ري ومياه شرب وكهرباء واتصالات إضافة لممشى بحري بطول 4634 متراً و3 شواطئ للسباحة يقدر إجمالي مساحتها بـ 50 ألف متر مربع تشتمل على حاجز حماية وأعمال التغذية بالرمال مع وجود شبكة حماية من سمك القرش، فيما تشتمل منطقة الشاطئ على مبانٍ للمرشحات، إضافة إلى أبراج للمراقبة». وأوضح أن المشروع يستوعب بعد اكتماله 120 ألف نسمة، إذ يشمل 17 منطقة بلازا و14 نافورة، و5 أبراج مراقبة للشواطئ، و5 مبان مرشحة لخدمة مرتادي مناطق السباحة، إضافة إلى التاكسي البحري من خلال إنشاء «مارين» مخصص للقوارب وملاعب ومجسمات جمالية وجسر مشاة حديد معلق يربط بين الكورنيش وشارع الأمير فيصل بن فهد وهو يعد أطول جسر مشاة في المملكة بطول 650 متراً، ويحتوي على إنارة أرضية و3 منحدرات للصعود لاستخدام المشاة وذوي الاحتياجات الخاصة وسلمين للطوارئ. وألمح إلى أن المشروع يحوي رصيفاً بحرياً لصيد الأسماك بطول 125 متراً داخل البحر وغرفة اتصالات وتحكم تخدم مراحل تطوير الكورنيش كافة، وأماكن ترفيهية تناسب الأعمار كافة والعاباً تعليمية للأطفال بجوار الألعاب التقليدية إلى جانب منطقة خاصة بالمطاعم والعربات المتنقلة وأماكن للجلوس تم تصميمها على هيئة «الجلد» في شكلها الخارجي، كما ستتم إنارة أعمدة المشروع بالكامل بإضاءات الـ LED توفيراً لاستهلاك الكهرباء. وأضاف: «أن ما يميز مشروع تطوير الكورنيش الشمالي بمحافظة جدة وجود 12 نافورة منها 4 نوافير تفاعلية و8 عادية وحديقة ألعاب مائية، كما أن مسافة الطرق بالمشروع تصل لحوالى 9,4 كيلو متر، ويتضمن المشروع مواقف للسيارات تستوعب 1600 سيارة، فضلاً عن نظام التحكم والمراقبة والإنذار وشبكة مراقبة بالكاميرات لمسطح المشروع كافة بعدد 96 كاميرا ودورات مياه يصل عددها لحوالى 100 دورة مياه عامة روعي فيها الوصول الشامل منها 20 دورة مياه ذكية مدفوعة الأجر». ولفت إلى أنه روعي في تنفيذ المشروع إنشاء ساحات للتنزه يصل عددها إلى 17 ساحة موزعة على المشروع بإجمالي 247 ألف متر مربع تستوعب 54 ألف شخص، وبها أماكن للجلوس ومساحات للاستثمار وأماكن مخصصة للصلاة ومظلات ومناطق ألعاب للأطفال بمسطح 8 آلاف متر مربع من ضمن الساحات الرئيسة وتعد أكبر ساحة تنزه مفتوحة على شواطئ جدة بمساحة 53 ألف متر مربع، لافتاً إلى أن المشروع يضم 12 مجسماً جمالياً لفنانين سعوديين و25 «كشكاً» بتصميمات موحدة وبعيدة عن البحر بحوالى 15 متراً حتى لا تحجب الرؤية عن الزائرين، إضافة لتميز المشروع بوجود حواجز حديدية تطل على البحر مباشرة بارتفاع 120 سنتمتراً. وأردف: «تتضمن الأعمال الإنشائية لمشروع الكورنيش الشمالي وجود الجدار البحري بطول 4580 متراً طولياً، منشأ على كامل طول ممشى الكورنيش ويتكون من جدار خرساني أعلى قاعدة خرسانية شريطية، وتوجد حجارة متدرجة الأوزان أسفل القاعدة، والجدار معزول بواسطة مادة تسمى «pvc» غير منفذة تماماً للمياه كما توجد طبقة من الأحجار أمام الجدار للحماية من البحر». وزاد: «تشمل الأعمال الإنشائية أيضاً رصيف صيد الأسماك والعبارة عن سقالة صيد بطول 125 متراً طولياً ومتوسط عرض 50 متراً على الواجهة البحرية، إذ تم إنشاؤه على خوازيق خرسانية وسقف خرساني يوجد بها 15 مظلة و6 جلسات مظللة والأرضيات من الخشب الصناعي ومرسى للصيد بمساحة 2450 متراً مربعاً وتصل الطاقة الاستيعابية للمرسى لنحو 814 فرداً، وإنشاء بنية تحتية تخدم كامل مسطح المشروع مع الربط بشبكات البنية التحتية المنفذة، وتتألف من شبكة تصريف السيول والأمطار بطول 14 كيلو متراً من خطوط رئيسة وفرعية ومصبات باتجاه البحر». وبين أن المشروع زوّد بشبكة صرف صحي للمباني بطول 6 كيلو مترات وشبكة تغذية المياه والحريق بطول 6 كيلو مترات وشبكة الري الرئيسة بطول 7 كيلو مترات وعدد من الوصلات الفرعية ومحابس الحريق وشبكة للكهرباء تتكون من 16 كيلو متراً من كابلات الجهد المتوسط و35 كيلومتراً من كابلات الجهد المنخفض ونظام مراقبة بكاميرات وكابلات الألياف الضوئية بطول 14 كيلومتراً. ونوه الى أن المشروع يمتاز بوجود مرفأ مراكب التنزه والمكون من جزأين شمالي وجنوبي بمساحة 1800 متر مربع وتم إنشاؤه على خوازيق خرسانية وسقف خرساني والأرضيات من الخشب الاصطناعي ويحتوي على رصيف عائم يستخدم في صعود ونزول الركاب إلى القوارب، مبيناً أن حجم أعمال الطرق بالمشروع يصل إلى 4761 متراً باتجاهين شمالاً وجنوباً بعرض 10 أمتار وتشتمل على 3 حارات لكل اتجاه، وتحتوي على أعمال مواقف للسيارات بمسطح 50 ألف متر مربع تستوعب 1600 سيارة إلى جانب تخصيص مسار للترام بعرض 12 متراً بكامل طول المشروع. وشدد على أن المشروع يهدف لربط الواجهة البحرية ككتلة تصميمية واحدة ذات استخدامات متعددة تتخللها الخدمات العامة والترفيهية والاجتماعية وتوظيف الثروة الجمالية من الأعمال الفنية والمجسمات الحالية في التصورات المستقبلية والعمل على إعادة تطويرها وتأهيلها وتوفير مناطق ترفيهية واجتماعية لكل أفراد الأسرة وفئات المجتمع مع الاهتمام برقي المنطقة لتواكب المنطقة كوجهة سياحية. وتابع: «يرمز المشروع على توطين مبدأ السلامة والمتعة لمرتادي المنطقة وإيجاد المواقع الآمنة لممارسة الهوايات المختلفة كالصيد ورياضة المشي ومشاهدة البحر مطبقاً مبدأ الدراسات المعتمدة الخاصة بالنقل والمرور لتسهيل الحركة المرورية وانسيابية الحركة وتوفير النقاط اللازمة لحركة المشاة والعدد الكافي لمواقف السيارات وتأكيد الخطوط الفرعية المساعدة لمنطقة الكورنيش مع توفير البنية التحتية للمنطقة من الخدمات الأساسية للكهرباء والماء والصرف الصحي وتصريف الأمطار والسيول». «السياحة»: جدة هي الوجهة السياحية الأولى على مستوى المملكة < قال المدير العام للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة مكة المكرمة محمد العمري: «عندما أتحدث عن تطوير الكورنيش، فلابد أن أتطرق إلى موضوع مهم يرتبط بتاريخ ومميزات جدة، فجدة هي الوجهة السياحية الأولى على مستوى المملكة وبالتالي لا بد أن تكون جميع مشاريع البنية التحتية والفوقية تتناغم وحاجات المواطن من جهة والزائر من جهة أخرى». وأضاف: «أن ما حدث نحو خطة تطوير الكورنيش هو في الواقع نقلة نوعية عن ما كان عليه الوضع السابق، فالمرحلة الحالية لتطوير الكورنيش بلا شك ستكون لها تأثيرات اجتماعية وترفيهية واستثمارية وسياحية، بل وستفتح مجالات جديدة لأنواع متجددة من الممارسات مثل رياضة المشي وركوب الدراجات وكذلك تدعم الجانب الاستثماري على الجزء الشرقي من الكورنيش، إضافة إلى الدور الاجتماعي والنفسي والبيئي الذي سيلمسه كل من يزور الكورنيش». وأكد أن كل هذه العوامل ستجعل جدة في مصاف المدن الساحلية المتقدمة من ناحية الاستفادة المثلى من الكورنيش وستزداد جمالاً إلى جمالها ويجعلها في مقدم المدن الشاطئية المميزة ذات الاستثمار السياحي الكبير، وهذا ما تؤكده الخطة الاستراتيجية السياحية لجدة، مشيداً في الوقت ذاته بالتناغم والرؤى المشتركة بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وأمانة محافظة جدة ليس في هذا المشروع فقط وإنما في مشاريع كثيرة وتعاون مميز على كل المجالات. وأشاد في هذا الصدد برائد التنمية وصاحب مبادرات التخطيط المستقبلي مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل، ومحافظ جدة مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز، مهندس الجمال في هذه المحافظة، وأمين محافظة جدة الدكتور هاني أبو راس والعاملين معه على هذا المشروع الرائد.
مشاركة :