مسيرة السياسة الخارجية وتجربتي الدبلوماسية

  • 8/13/2013
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أحسب.. بل وأكاد أجزم أنه لو عمد كل من عمل بالسلك الدبلوماسي إلى كتابة مذكراته ورواية ذكرياته لأثرى المكتبة العربية والسعودية خاصة بكل ما يحتاج إليه الباحث والدارس من مراجع تروي تاريخ السياسة الخارجية للمملكة. أخي الأستاذ محمد يوسف محمد حسن طرابلسي أصدر مؤخرا مؤلفا بعنوان : مسيرة السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية وتجربتي الدبلوماسية، وقد اشتمل الكتاب على جزءين : شطره الأول قراءة لبعض تاريخنا السياسي والدبلوماسي منذ البدايات الأولى لكيان المملكة العربية السعودية والرموز التي أثرت في منهجية وآلية العمل وتطوره بوزارة الخارجية. والثاني منه تسجيل لتجارب دبلوماسية ثرية عايشها الكاتب في صميم هذا المجتمع الراقي بأدبياته ونواميسه ومحاذيره. ولذا فإن هذا الكتاب يعتبر أفضل مرجع لتاريخ الدبلوماسية السعودية. وفي المجمل يشتمل الكتاب على آراء وتحليلات سياسية للكاتب حول بعض أهم قضايا وتغيرات المنطقة.. وهو في هذا يعتبر الأول من نوعه لأحد الدبلوماسيين السعوديين بعد انفكاكه من الخدمة الرسمية بما يساهم في سد شيء من الفراغ الذي تحتاجه المكتبة الوطنية، مع التركيز على أهم قواعد العمل الدبلوماسي التي تستوجب على كل دبلوماسي ومثقف ممن يعنيهم رفعة هذا الكيان الإحاطة بها. وقد جاء في المقدمة التي كتبها الأستاذ محمد الطرابلسي : إن الكتابة في مثل هذه المواضيع مسؤولية، فالهدف المتيقن من هذا العمل ليس اسباغ الطابع الرسمي عليه، فهذا ما لا أدعيه بل ما لا أبتغيه، وانما نقل تجربتي الشخصية بما لها وما عليها للعناصر الشابة التي تواصل المسيرة تحدوني الثقة بأنها الأقدر على تحقيق النجاح المأمول إذا ما أحسن صقلها وتوجيهها وفق التخصصات المناسبة لطبيعة العمل الراقي الذي يعتمد في حقيقته على مدى قدرة الدبلوماسي في اكتساب واستيعاب طبيعة العمل من خلال الممارسة والتطبيق، هذا إذا كان هم الدبلوماسي الحقيقي احترام ذاته بتثقيفها، واحترام قيمه وكبريائه وقدرته على الانجاز، لا مجرد حرصه على الوصول إلى الدرجات العليا في السلم الوظيفي بأي ثمن لملء الفراغ. تحية تقدير للأخ الكريم الأستاذ محمد يوسف طرابلسي لما أثرى به المكتبة والشكر له على إهدائه الكريم. آيـة : «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون». وحديث : «البر حسن الخلق». شعر نابض : إن السعادة فيما أنت فاعله وقفت مرتجلا أو غير مرتجل.

مشاركة :