الخلاف بين الخليج وقطر.. أصله الإخوان المسلمون

  • 7/3/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كتب الباحث إريك تاغر في مجلة "ذا أتلانتيك" أن الإخوان المسلمين هم أصل الخلاف بين الدول الأربع، الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، وبين قطر مع أن الحركة نأت بنفسها أخيراً عن حركة الإخوان العالمية، إلا أن قادتها أكدوا أنها لا تزال جزءاً من المدرسة الفكرية للإخوان. وقال إن الخلافات السياسية التي تعتبر في صلب الأزمة ليست جديدة، فالتكتل المعارض لقطر اعتبر الدوحة دائماً متواطئة مع إيران، واستفزازية جداً في دعمها لقناة الجزيرة ووسائل إعلامية مماثلة ومؤيدة جداً لحركات إسلامية. أما الجديد فهو اعتبار السعودية والإمارات الدعم القطري لأتباع الإخوان تهديداً لنظاميهما، وبالتالي اعتبار سلوكهما ليس مرفوضاً فحسب، وإنما أيضاً لا يمكن التساهل معه. ومع أن لائحة المطالب الـ 13 تضم سلسلة من المسائل، فإن أكثرها ذات صلة بالمخاوف حيال علاقة قطر بالإخوان المسلمين، وتعكس رغبة هذه الدول في القضاء على ما تعتبره تهديداً وجودياً، في مهده. خط مستقل ويلفت الباحث إلى أنه مع بروز تنظيم الإخوان المسلمين بعد انتفاضات الربيع العربي، سلكت قطر خطاً مستقلاً ودعمت بقوة هذه الجماعة، في خطوات تعكس ميولها الإيديولوجية. فالشيخ حمد وثيق الصلة بالداعية الإسلامي يوسف القرضاوي، المرشد الروحي للإخوان والذي يعيش في قطر منذ 1961، ووفرت الجزيرة منصة له ولشخصيات أخرى من التنظيم لتسويق الإيديولوجية الدينية للتنظيم. إلا أن موقف قطر عكس أيضاً اعتباراتها الاستراتيجية. فمع فوز الإخوان في انتخابات مصر وتونس، بدا كأن الإخوان هم التيار الصاعد في المنطقة. ولا يشكل الإخوان تهديداً داخلياً للنظام القطري، لأن الدوحة حلت الفرع المحلي للتنظيم عام 1999. ملجأ لقادة التنظيم وعلى رغم التهديد القاتل التي تراه دول مجلس التعاون الخليجي في الإخوان، واصلت قطر مساراً داعماً لهم. وبعد إطاحة حكم الرئيس الإخواني محمد مرسي في مصر، وفرت الدوحة ملجأ لقادة التنظيم الذين فروا من مصر، واستضافتهم الجزيرة في فندق خمسة نجوم وفتحت لهم الهواء في شكل دوري للدفاع عن قضيتهم.عصب شبكات الإخوان كذلك، نقلت الجزيرة الاحتجاجات المناهضة لإطاحة مرسي وفي بعض الأحيان دفعت للإخوان للتظاهر أمام الكاميرا. ورداً على ذلك، سحبت السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من الدوحة في مارس 2014، متهمة إياها بانتهاك مبدأ مجلس التعاون الخليجي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء. ولكن الأزمة حلت سلمياً بعد ذلك بسنة، وغادر قادة من الإخوان الدوحة لاحقاً. ولكن السعودية والبحرين والإمارات رأت دائماً أن قطر لم تف بالتزاماتها، واستمرت في أن تكون عصب الشبكات الإقليمية للإخوان. ففي النهاية، تستضيف قطر قادة حماس المصنفة منظمة إرهابية في الولايات المتحدة.الاستياء من الإخوان ومع أن الحركة نأت بنفسها أخيراً عن حركة الإخوان العالمية، إلا أن قادتها أكدوا أنها لا تزال جزءاً من المدرسة الفكرية للإخوان. كذلك، لا تزال الجزيرة تسوق أصواتاً إخوانية، فيما توظف وسائل إعلامية ومراكز رأي شخصيات إخوانية وحلفاء لهم. لذلك، يرى تاغر أنه ليس مفاجئاً أن يكون الاستياء من الإخوان في صلب الأزمة الخليجية. ميدان رابعة وبعد هذا العرض، يسأل الباحث عما ستفعله السعودية والإمارات والبحرين ومصر إذا لم تلتزم قطر؟، مذكراً بأن سفير الإمارات في روسيا هدد بعقوبات جديدة ضد قطر، إلا أن مقالاً في العربية ذهب أبعد محذراً الدوحة بأن اخفاقها بقبول المطالب الـ 13 "قد يكون مثل ميدان رابعة"، في إشارة إلى فض القوى الأمنية المصرية في أغسطس2013 اعتصاماً للإخوان. بتعابير أخرى، يقول تاغر إن الانقسام يعتبر أيضاً وجودياً للحكومة القطرية. ولكن نظراً إلى التاريخ الطويل للانقلابات في الإمارة، لا جواب واضحاً للدوحة. ورفضها التزام المطالب سيفاقم التهديد الخارجي الذي تواجهه، فيما التزامها إياها سيظهرها ضعيفة داخلياً.

مشاركة :