الصين تعول على "الجليد القابل للحرق" لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة

  • 7/3/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بكين (أ ف ب) - تكثف الصين عمليات الحفر في قاع البحار بحثا عن "جليد قابل للحرق"، وهو مصدر طاقة أحفورية يوفر غاز الميثان، غير أن الانتفاع منه قد يستغرق 10 سنوات على الأقل على الصعيد العالمي. وهذا "الجليد" مؤلف في الواقع من جزيئات ميثان محبوسة داخل جزيئات ماء مجمدة. ويمكن العثور عليه في قاع المحيط أو في التربة الصقيعية في المناطق القطبية، غير أن عملية استخراجه صعبة ومكلفة جدا. وتعد الصين من البلدان القليلة التي تنوي الانتفاع من هذا المصدر لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة. وقد أعلنت بكين مؤخرا عن "تقدم تاريخي" إثر عمليات حفر ناجحة في بحر الصين الجنوبي، بعد أبحاث استغرقت عقدين من الزمن تقريبا. وفي خلال ستة أسابيع، استخرجت الصين أكثر من 235 ألف متر مكعب من "ماء الميثان" من المياه الواقعة على بعد حوالى 300 كيلومتر من جنوب شرق مدينة جوهاي (أقصى الجنوب)، بحسب السلطات الجيولوجية الوطنية. وقال يي جيانلونغ رئيس قسم الجيولوجيا البحرية في مدينة غوانغجو (الجنوب) الذي يشرف على أعمال الحفر إن "الصين تخطت التوقعات في تجارب البحث عن الجليد القابل للحرق بفضل استخدام ابتكارات وطنية في مجال التكنولوجيا". - طاقة المستقبل؟ - ومن شأن المتر المكعب الواحد من ماء الميثان المعروف بـ "الجليد القابل للحرق" أن يدر 164 مترا مكعبا من غاز الميثان، بحسب وزارة الطاقة الأميركية. وتختلف التقديرات العالمية لمخزون الطاقة هذه باختلاف الجهات، لكنها قد تتخطى "مخزون كل مصادر الطاقة الأحفورية الأخرى المعروفة حتى اليوم"، وفق الولايات المتحدة. ويبدي محللون مستقلون تحفظات إزاء تقييم مدى نطاق الحقول، لكنهم يؤكدون أن المخزون يمتد على مساحات شاسعة، ما قد "يغير المعادلة" بالنسبة إلى البلدان التي لديها نفاذ محدود إلى مصادر الطاقة الأحفورية التقليدية. وأوضح إنغو بيشير الأستاذ المحاضر في كلية العلوم في جامعة أوكلاند الأسترالية "اليابان خير مثال. فليس فيها الكثير من الغاز التقليدي وقد يشكل ذلك مخزونا كبيرا بالنسبة إليهم". وتعول اليابان كثيرا على عمليات استيراد الغاز الطبيعي المسيل، لأن أغلبية المفاعلات النووية متوقفة عن العمل في البلاد، وذلك بعد ست سنوات على كارثة فوكوشيما. وأكد بيشير أن "المعادلة اقتصادية بجزء كبير منها". وقد رصدت مخزونات "للجليد القابل الحرق" في أنحاء العالم أجمع، من نيوزيلندا إلى ألاسكا، غير أن التحدي يقضي بإيجاد حقول غنية جدا بالجليد يسهل الوصول إليها. - 10 سنوات - تعتزم عدة بلدان الاستفادة من هذا النوع من الجليد القابل للحرق. وقد نجحت أعمال الحفر التي اجرتها اليابان قبالة ساحلها الشرقي. وتوصلت الولايات المتحدة أيضا إلى نتائج إيجابية إثر العمليات التي أجرتها في خليج المكسيك. غير أن تنظيم إنتاج فعال على الصعيد الاقتصادي "قد يستغرق 10 سنوات"، بحسب بول دزيرلو المدير العام لمجموعة "بوسطن كونسالتينغ غروب" التي تتخذ في طوكيو مقرا لها. وبرأي خبراء صينيين في الجليد القابل للحرق، قد يدر مصدر الطاقة هذا الأرباح اعتبارا من "2030 تقريبا". ولفت دويرلو "نعرف أماكن وجود المخزونات ولدينا التكنولوجيا اللازمة، غير أن كمية الإنتاج ليست كافية على الصعيد التجاري نظرا للأسعار الحالية". ويستخرج الميثان إثر عملية تسخين أو من خلال تخفيض الضغط داخل الآبار بغية تفكيك الجزيئات. ومن الصعوبات الأخرى، خطر انتشار الميثان، وهو غاز مسبب لمفعول الدفيئة، في الغلاف الجوي، بحسب يوان تشو الأستاذ المحاضر في قسم الجغرافيا وإدارة الموارد في جامعة هونغ كونغ الصينية.أليسون جاكسون © 2017 AFP

مشاركة :