بغداد: «الخليج»، وكالات عاد تنظيم «داعش» إلى تصعيد هجماته الانتحارية في مواجهة تقدم القوات العراقية، التي تخوض معارك شرسة في آخر المساحات التي لا تزال تحت سيطرته في المدينة القديمة بغرب الموصل، وفق ما أعلن قائد عسكري أمس، فيما استعادت القوات العراقية مناطق جديدة بالمدينة القديمة، بينها باب السراي ومنطقتا «الخاتونية والطوالب»، وأحبطت هجوماً انتحارياً في الأنبار، بينما وزعت منشورات ولافتات تنعى زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في قضائي الحويجة وتلعفر. وقال قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله في بيان، إن «قطعات الجيش حررت منطقتي (الخاتونية والطوالب) في المدينة القديمة للموصل»، فيما أعلنت قيادة الشرطة الاتحادية تحرير منطقة باب السراي في المدينة. وأكد قائد قوات مكافحة الإرهاب، الفريق الركن عبد الغني الأسدي أن «القتال يزداد صعوبة يوماً بعد يوم؛ بسبب طبيعة المدينة القديمة من أزقة وشوارع ضيقة والقريبة جداً من منازل المدنيين». لكنه أشار أيضاً إلى أن «هذه النقطة أيضاً تخدم جنود مكافحة الإرهاب؛ حيث إن المباني العالية والأزقة تساعد في تواريهم عن عيون قناصة «داعش»». وشدد الأسدي على أنه «في كل الحروب توجد خسائر، وهذا شيء طبيعي، ولكن خسائرنا ليست بالحد الذي يمنعنا من التقدم في المعارك».ولفت الفريق الركن سامي العارضي من قوات مكافحة الإرهاب إلى أنه «ما زال هنالك ما لا يقل عن 200 مقاتل من تنظيم «داعش»، 80 في المئة منهم من أصول أجنبية ومعظمهم يتواجدون مع عائلاتهم». ورجح أن «تنتهي المعركة خلال خمسة أيام إلى أسبوع». وأشار العارضي أيضاً إلى أن «العدو يستخدم الانتحاريين، وخاصة النساء منذ الأيام الثلاثة الماضية، في بعض الأحياء. قبل ذلك، كانوا يستخدمون القناصة والعبوات الناسفة أكثر». وفرضت قوات مكافحة الإرهاب إجراءات أمنية جديدة على المدنيين النازحين من الموصل القديمة، طالبة منهم خلع بعض الملابس قبل الاقتراب من الحواجز. وطلب من الرجال خلع قمصانهم والبقاء فقط بالبنطال، فيما على النساء أن ينزعن نُقُبهن أو عباءاتهن. ومن جانب آخر، قال مصدر محلي في محافظة نينوى، إن «منشورات وبأعداد قليلة جداً تم رميها في الطرقات وإلصاق البعض الآخر على واجهات المحالّ وسط تلعفر تحمل اسم وشعار «داعش»، وتعلن مقتل زعيم التنظيم المدعو (أبو بكر البغدادي) وفق الصيغة المعتمدة من قبل التنظيم نفسه في نعي قيادته». كما قام مجهولون بوضع قطعة لافتة تنعى البغدادي قرب شارع الأطباء وسط قضاء الحويجة بمحافظة كركوك، حيث قام عناصر التنظيم برفع اللافتة، وتم الاستنفار بحثاً عن المجهولين الذين قاموا بهذا العمل. إلى ذلك، ذكرت مصادر أمنية أمس أن ثلاثة انتحاريين من تنظيم «داعش» هاجموا مقراً لقوات حشد الأنبار في شرق الرمادي مركز محافظة الأنبار. وقالت المصادر، إن «ثلاثة انتحاريين من تنظيم «داعش» يرتدون أحزمة ناسفة حاولوا مهاجمة مقر الفوج الأول حشد الأنبار في منطقة جزيرة البوعبيد شرق الرمادي». وأضافت أن القوات الأمنية تمكنت من قتل أحدهم، فيما اضطر الآخران إلى تفجير نفسيهما خارج أسوار المقر.
مشاركة :