إعداد: عبير حسين مسيرات احتفالية وألعاب نارية وكرنفالات ورحلات وحفلات موسيقية ومباريات بيسبول وحتى مناسبات لمّ شمل العائلات القاطنة في ولايات متباعدة بين الشرق والغرب. هذه هي مفردات اليوم في مئات المدن الأمريكية التي تحتفي بذكرى يوم الاستقلال المعروف شعبياً «بعيد الرابع من يوليو» وهو عطلة فيدرالية أقرت بمناسبة التوقيع على وثيقة استقلال الولايات المتحدة عن بريطانيا العظمى في مثل هذا اليوم من العام 1776. وبمقتضى معاهدة باريس في العام 1783 تم الإعلان عن الاستقلال رسمياً بعد قبول بريطانيا هزيمتها العسكرية في حرب الاستقلال التي استمرت نحو 8 أعوام (1775 1783).خلال الثورة الأمريكية، وقع الانفصال القانوني للمستعمرات ال13 عن بريطانيا العظمى، عندما أعطى الكونجرس موافقته على قرار الاستقلال الذي كان اقترح مطلع نفس الشهر من قبل ريتشارد هنري لي من ولاية فرجينيا معلناً أن الولايات المتحدة مستقلة عن بريطانيا العظمى. وبعد التصويت لصالح الاستقلال، حول الكونجرس اهتمامه إلى إعلان الاستقلال، الذي كان عبارة عن بيان يوضح هذا القرار، أعدته لجنة مكونة من خمسة نواب كان من أهمهم توماس جيفرسون وجون آدامز وبنجامين فرانكلين وفي مصادفة جديرة بالانتباه خدم ثلاثتهم كرؤساء للولايات المتحدة، كما توافق ذكرى رحيلهم في نفس يوم عيد الاستقلال في أعوام مختلفة.اندلعت حرب الاستقلال الأمريكية وسط ظروف مثيرة للدهشة إذ كانت القوات البريطانية في أوج قوتها وإحكام سيطرتها على عشرات الولايات بعد هزيمتها للقوات الفرنسية من جانب وطردها عشرات القبائل الهندية من أراضيها على جانب آخر. إضافة إلى ذلك كان من حق المستعمرات انتخاب ممثليها لجمعية تشريعية تسن القوانين وتفرض الضرائب، ولكن حاكم المستعمرة كان له حق نقض أي من تلك القوانين. وبدا أن الأمور مستقرة لها في العالم الجديد الذي شرعت فور اكتشافه في استغلاله اقتصادياً. من المفارقات الغريبة أن «الاقتصاد» كان هو السبب الأول لاندلاع حرب الاستقلال الأمريكية التي بدأت برفض المستوطنين البيض قرارات الحاكم البريطاني بحرمانهم من بناء مستوطنات في الأراضي الواقعة غرب جبال الأبلاش والتي خصصتها لإسكان قبائل للهنود الحمر. واندلع القتال بعد ذلك بسبب ما عرف تاريخياً ب«قانوني تاونزهند» اللذين أقرهما البرلمان البريطاني نسبة إلى وزير الخزانة البريطاني وقتها، والذي فرض أحدهما ضريبة على الرصاص والأصباغ والورق والشاي، بينما فرض الآخر إنشاء مكتب للجمارك لجمع الضرائب في بوسطن. رفض سكان عدة ولايات أمريكية دفع الضرائب بحجة عدم تمثيلهم في البرلمان البريطاني، وأتلف بعدها الأمريكيون حمولة باخرة شاي وهو ما جعل الوضع يتطور إلى مقاطعة اقتصادية برفض استهلاك البضائع الإنجليزية.وعلى الرغم من إلغاء الضرائب التي فرضها القانون بعد نشوب احتجاجات عنيفة ضده، فإن الاعتراضات استمرت في بوسطن ونتج عنها قتل الجنود البريطانيين ل5 أشخاص، وهي المناسبة التي يحتفظ بها التاريخ الأمريكي تحت مسمى«مذبحة بوسطن».تصاعدت المواجهات بين الفريقين بشكل سريع وبدأ على الفور تشكيل جيش من المتطوعين قاده جورج واشنطن بدعم من الجيش الفرنسي الذي انتهى بإعلان ممثلي الولايات الاستقلال في مثل هذا اليوم من العام 1776.
مشاركة :