تونس - تتجلى يوما بعد يوم بوادر انتعاش الموسم السياحي التونسي بعد انتكاسة دامت سنوات، تأثرا بالوضع الأمني المتردي الذي عاشته تونس ما بعد الثورة، وذلك بعد المساعي التونسية لاستعادة صورتها بالخارج. ونجحت تونس، في ظل حالة الاستقرار السياسي والأمني خلال السنتين الأخيرتين، في استرجاع ثقة منظمي الرحلات ووكالات الأسفار الدولية وبالتالي استرجاع موقعها بين الوجهات السياحية المعتمدة لدى السوق الأوروبية. وقد تحسن توافد السياح الأوروبيين باتجاه تونس وخاصة من فرنسا وألمانيا، فضلا عن عودة أعداد هامة من بريطانيا رغم الحظر الذي تفرضه على السفر إلى تونس، بالمقابل حافظت السياحة المغاربية على مستوياتها السابقة وخاصة الوافدين من الجزائر. ويتوقع المسؤولون في تونس أن يشهد الموسم السياحي في البلاد انتعاشا كبيرا خاصة بعد أن زارها أكثر من 2 مليون و500 ألف سائح، من الأول من يناير/كانون الثاني وحتى الثلاثين من يونيو/حزيران 2017، أي بنسبة نمو 29.3 بالمئة، مقارنة بسنة 2016. وتشير الإحصاءات الرسمية، التي أنجزتها مصالح الحدود بوزارة الداخلية التونسية مع مصالح وزارة السياحة، إلى تواصل انتعاش تدفق السياح الفرنسيين، حيث زار البلاد، خلال النصف الأول من 2017، أكثر من 202 ألف سائح فرنسي مقارنة بالفترة نفسها من العام 2016. وتروج فرنسا مؤخرا إلى تونس كوجهة سياحية آمنة وتشجع مواطنيها على زيارتها، وقد من بثت قناة "تي أف1" الفرنسية في الثاني من جوان حزيران تقريرا حول ارتفاع نسبة حجوزات السياح الفرنسيين في تونس خلال الموسم الصيفي الحالي. عبر عدد من الفرنسيين عن ارتياحهم لقضاء عطلتهم في تونس خاصة بعد تحسن الوضع الأمني في البلاد. وفي مايو أيار نشرت وكالة الأنباء الفرنسية، تقريرا صحفيا تدعم فيه السياحة في جربة، أشادت من خلاله بالتعزيزات الأمنية التي تشددها قوات الأمن في تونس من أجل تأمين البلاد مما جعل الوجهة التونسية تعود إلى خارطة المتوسط. وذكرت تقارير إعلامية تونسية أن أكثر من 11 ألف سائح بريطاني قد زاروا البلاد خلال السنة الجارية رغم حظر السفر الذي تفرضه بلادهم، حيث قاموا بالتنقل عبر متعهدي رحالات خارج بريطانيا، أو بالاعتماد على طرقهم الخاصة. كما زار تونس أكثر من 194 ألف سائح روسي، وسجل القادمون من إيطاليا نموا بنسبة 16.2، ومن ألمانيا بنسبة 36.1 مقارنة بسنة 2016. وتحسن تدفق السياح الوافدين من السوق الأوربية قابله تدفق غير مسبوق القادمين من الجزائر هذه السنة، حيث زار تونس أكثر من 766 ألف سائح جزائري، أي بارتفاع بنسبة 61.2 بالمئة عن السنة الماضية علما وان ذروة الموسم السياحي لم تنطلق بعد في تونس. كما سجلت السوق السياحية الصينية نموا كبير في تونس، حيث تجاوز عدد السياح الصينيين الوافدين ثمانية آلاف سائح مقابل 1900 في الفترة نفسها من سنة 2016. كما وصل 8209 سائحا من الولايات المتحدة الأميركية، و4750 من كندا، أي بارتفاع بنسبة 42.2 مقارنة بالفترة نفسها من العام الذي سبقه.
مشاركة :