بينما يحبس العالم أنفاسه بانتظار معرفة طبيعة الرد القطري على لائحة المطالب التي اشترطتها السعودية وحلفاؤها في الخليج ومصر، وفيما ترزح تحت عقوبات اقتصادية من تلك الدول، أعلنت الدوحة عن مشروع غازي كبير يهدف لزيادة انتاج الدولة من الغاز المسال ليصل الى مئة مليون طن سنويا أي بزيادة الثلث عن النسبة الحالية المقدرة ب 77 مليون طن في السنة. وقد تم الإعلان عن المشروع خلال مؤتمر صحفي لرئيس شركة قطر للغاز سعد شريدة الكعبي صباح اليوم في الدوحة. حيث توقع أن المشروع سيعزز من مكانة هذه الدولة الخليجية الصغيرة كما وعد بأن تحافظ بلاده على الريادة في قطاع انتاج الغاز المسال ولفترة طويلة. ومن المتوقع أن يتم انجاز المشروع الغازي بالتعاون مع شركات أجنبية. وفي حال ممارسة السعودية وحلفائها ضغوطا لمنع هذا الشراكة، فإن قطر ستمضي في مشروعها حسب ما أكده السؤول القطري أثناء مؤتمره الصحفي. حيث قال: “إذا لم توجد شركات مستعدة للعمل معنا فإننا سنحقق هدفنا في التوصل لإنتاج 100 مليون طن من الغاز المسال في فترة تمتد من 5 إلى 7 سنوات”. وتشارك قطر إيران في ملكية حقل غازي في الخليج يسمى “ساوث بارس” ويتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة إذ يُعتبر أول أكبر حقل غازي في العالم باحتياطي يقدر ب 51 تريليون متر مكعب ويمتد على مساحة 9700 متر مربع أي ما يعادل مساحة بلد كلبنان تقريبا. وكانت إيران قد أعلنت أمس عن مشروع شراكة في الجزء التابع لها من هذا الحقل. حيث وقّعت على عقد شراكة مع شركة توتال الفرنسية بقيمة 5 مليارات دولار تقريبا ولفترة عشرين عاما. وتعتبر الصفقة مع توتال أول شراكة اقتصادية للجمهورية الاسلامية مع الشركات الأجنبية منذ رفع العقوبات عليها بعد التوصل الى اتفاق في الملف النووي في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما. ومن المتوقع أن تزيد الدوحة من عائداتها التي مكّنتها حتى الآن أن تكون أول بلد في العالم من حيث دخل الفرد. فقد جنت بين عامي 1997 و2014 عائدات قُدَرت ب 125 مليار دولار من صادراتها من الغاز المسال بحسب موقع عالمي متخصص في التجارة الدولية.
مشاركة :