من مضخات النفط إلى كرات الجولف أرامكو تراهن على إنتاج المواد الكيميائية

  • 7/4/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أبها: الوطن 2017-07-04 12:33 AM تحت خيمة في الصحراء السعودية يستعرض زياد اللبان رؤيته لأضخم دولة مصدرة للنفط، وتبدو رؤيته شبيهة بمتجر إيكيا. وقضى اللبّان حياته المهنية في مساعدة أرامكو السعودية في أن تلبي 10% من الاحتياج العالمي للنفط، ولكن حاليا كل ما يرغب في الحديث عنه هو البتروكيماويات المستخدمة في المنزل العصري الذي كررها في شركة «صدارة»، المجمع الجديد الذي يديره في مدينة الجبيل الصناعية والذي يبلغ قيمته 20 مليار دولار (75 مليار ريال). الفرش في غرف النوم والصحون في المطبخ وحتى شيفروليه كابريس في الطرق. إن اللبان متحمس جدا للكشف عن مختلف المنتجات التي تم تعزيزها بمواده الكيميائية لدرجة أنه لم يشعر بحرارة الجو العالية (46 درجة مئوية)، حسبما جاء في تقرير لوكالة بلومبيرج. تنويع الاقتصاد سأل اللبان متحمسا، «هل ترى شاشة التلفاز البلازما؟»، «سنقوم بإنتاج الغلاف الكيميائي الذي يغطي هذه الشاشة». أدار اللبان وحدات أرامكو سابقا، بما فيها وحدات داخل الولايات المتحدة، ولكن هذه الوحدة ليست مشابهة لسابقيها. فـ«صدارة» مشروع مشترك مع شركة داو للكيماويات. وإنجاز هذا المشروع ومنشأته أمر ضروري ومهم لمحاولات المملكة في تنوعيها للاقتصاد، وتطوير صناعات جديدة وتوفير وظائف للملايين من الشباب. وهي أكبر محطة من نوعها تم بناؤها في مرحلة واحدة على الإطلاق، حيث احتاجت إلى أكثر من 60.000 عامل كي يقوم بتجميعها في خمس سنوات. ذروة الإنتاج تبعد بضعة أسابيع فقط، وهذا خبر سار لولي العهد الأمير محمد بن سلمان. فمع ركود الاقتصاد وعجز الميزانية، أجل الأمير محمد الطرح العام الأولي لأسهم أرامكو إلى العام المقبل، وكان هذا أحد الجوانب الرئيسية لرؤيته «رؤية 2030» لحياة ما بعد النفط. وتوقع البعض أن تصل قيمة الشركة إلى 3 تريليونات دولار(11.25 تريليون ريال)، مما سيؤدي إلى جمع 100 مليار دولار (375 مليار ريال) في حال تم بيع 5%، بالرغم من أن العديد من المحللين قد توقعوا نصف هذه المبلغ. الاستثمار في النفط أشارت بلومبيرج، إلى أن فتح مجال النفط الوطني أمام المستثمرين الأجانب للمرة الأولى منذ أن تم توطينه في 1980 يعتبر مغامرة كبرى بالنسبة لقادة المملكة. فهم يراهنون على إنفاق مليارات من الدولارات كي تصبح الدولة ذات دور كيميائي رئيسي بشكل يجعلها جذابة للمستثمرين وذلك بتخفيف اعتماد أرامكو، وكذلك اعتماد الدولة، على النفط الخام. قال النائب الأعلى للرئيس للتكرير والتسويق في أرامكو، عبدالعزيز الجديمي في مقابلة في المقر الرئيسي للشركة في الظهران: «هدفنا هو أن نكون شركة كيميائية من الدرجة الأولى بحلول 2030». إذا تم كل شيء كما هو مخطط له فإن «صدارة» ستنتج أطنانا من جليكول الاسترات والإيزوسيانات وغيرها من المواد الكيميائية المستخدمة في كل شيء من كرات الجولف والغراء وحتى الأرائك والصوابين، ولكن طموحات أرامكو لا تتوقف هنا فحسب. كون صدارة قائمة ومشغلة، فإن أرامكو تقوم برسم خطط لمجمع آخر قيمته 20 مليار دولار (75 مليار ريال)، وسيكون هذا المجمع بالتعاون مع الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك»، وهي أكبر شركة للكيماويات في الدولة حتى الآن. أضاف الجديمي : «سنتوسع بشكل عضوي، ونسعى وراء الفرص غير العضوية». أن التنويع سيقلل من تعرّض أرامكو لأسواق الطاقة المتقلبة، إلا أن القطاع يعطي هوامش منخفضة ويتطلب معرفة كافية حول ما ينقص الشركة. المواد الكيميائية يقول الجديمي بأنه قادر على تحقيق «زيادة ضخمة في قيمة كل طن إذا اتجهنا لأعمال المواد الكيميائية بدلا من الوقود المكرر». وإن أرامكو وشركاءها عززوا من السعة الكيميائية بـ60% في العام الماضي أي إلى 28 مليون طن، كما أنها أسست شركة تابعة جديدة، ولم يتم تسميتها بعد، «للإشراف على موادها الكيميائية والبلاستيكية سريعة النمو». في قطاع النفط، عادة ما تكون الوحدات الكيميائية مهمّشة، ولكن كون أن سعر النفط أقل من 50 دولارا فذلك قد غير من حسابات كبرى الشركات مثل شركة إكسون موبيل وشركة رويال داتش شل وشركة توتال. وعادة ما يكون إنتاج البتروكيماويات أكثر ربحا عندما تكون أسعار النفط منخفضة، مما يجعل من المواد الخام أرخص. ولكن البيانات المأخوذة من أقرانها تشير إلى أن معالجة النفط الخام إلى مواد كيميائية بدلا من الوقود قد يزيد من أرباح البرميل الواحد. المواد المطاطية في 2015 استثمرت أرامكو 1.37 مليار دولار (5.1 مليارات ريال) في مشروع مشترك مع الشركة الألمانية «Lanxess AG» التي تقوم بتصنيع المواد المطاطية، المستخدمة في جعل كرات الجولف ذات قابلية نط أكثر والعلكة أكثر ليونة. وشهد المشروع المشترك -النشط في 9 دول- أرباحا في 2016 قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك بلغت 373 مليون دولار (1.3 مليار ريال). وتبني الحكومة منطقة خاصة في الجبيل أسمتها مجمع بلاس كيم والذي سيكون «مخصصا لصناعات المواد الكيميائية والتحويلية والتي ستكون ذات استخدام مباشر أو غير مباشر لمنتجات صدارة». وفي غضون 10 سنوات تتوقع صدارة من الشركات المتواجدة في المجمع أن تشتري حوالي ثلث إنتاجها. وقامت شركة هاليبرتون بتنصيب متجرها وتخطط شركة رافاجو أن تبدأ بإنتاج البلاستيك هناك في وقت لاحق من هذا العام. قال اللبان إن مصنعه الجديد اللامع يقوم بالمساهمة في تحويل النموذج الاقتصادي الذي هيمن على الدولة خلال القرن الماضي. وأضاف: «نريد أن نكون قيمة من النفط والغاز داخل السعودية. لا نرغب في تصدير النفط فحسب»، كما قال رئيس صدارة.

مشاركة :