صدمة| طقس مصر لم يعد «حار جاف صيفًا»: الأرصاد تسعى لتغيير منهج الجغرافيا

  • 7/4/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

«حار جاف صيفًا، دافئ ممطر شتاءً»، جملة تتردّد على مسامعنا مُنذ الطفولة، كتعريف مُختصر لأحوال الطقس في مصر، ولكن مع تطوّر الزمن وحدوث التغيرات المناخية، تغير الأمر تمامًا ولم يتغير التعريف أبدًا، فمع أولى موجات الصقيع تتحول مصر إلى قطعة من أوروبا، أما في الصيف، تأتي الموجات الحارة، فنُصبح على صفيح ساخن. يُعرّف تصنيف «كوبن» للمناخ، مناخ مصر، بأنه يقع ضمن دول إقليم البحر المتوسط والتى تعترف بقاعدة «حار جاف صيفًا معتدل مُمطر شتاءً»، حيث أن الكتلة المدارية البحرية القارية هي المسئول الأول عن حرارة الصيف وجفافه، في حين أن الكتلة القطبية البحرية تعود إليها الأمطار واعتدال طقس فصل الشتاء. وفي كُتب الجغرافيا المصريّة، تُذكر مصر بأنها ضمنْ إقليم البحر المتوسط أيضًا، حيث تمتاز بالحرارة المعتدلة التى تميل إلى الارتفاع صيفاً وإلى الانخفاض شتاءً، وهو أكثر اقاليم مصر مطراً، وهذا المناخ يمتد من سواحل مصر الشمالية إلى دائرة عرض طنطا تقريباً. مع التغيُرات المناخية الحالية، لم يقتنع طُلاب المدارس المصريّة بجملة «حار جاف صيفًا، دافئ ممطر شتاءً» التى يدرسونها داخل المناهج التعليمية، بدءً من المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الثانوية، مثلما تشرح «سلوى»، مدرس الدراسات الاجتماعيّة بمدرسة «عُمر بن الخطاب»: «الجملة دي لسه موجودة في المناهج، من أكتر من 20 سنة، وبندرسها للطلاب، من أول ابتدائي لحد ثانوي». وعن اندهاش الطُلاب من استمرار وجود تلك الجملة، قالت «سلوى»:«لمّا بندرس الجملة دي في الفصل، وأقول (دافئ مُمطر شتاءً)، الطلبة يقولوا (دافئ ازاي وإحنا بنتجمد والحرارة نزلت لـ 10 و9 درجات»، وتُضيف: «الكوميدي اللّى بيحصل لمّا نقول (حار صيفًا) يقولولي (ده مناخ خليجي مش مصري)». وبعد عدة مُناوشات بين «سلوى» والطلاب، ينتهى الأمر بأن تقول لهُم «هتذاكروا اللّى مكتوب»، مُبررة ذلك بـ«أنا بقالي 21 سنة بدرّس نفس المنهج، وأنا بضطر أقولهم يتعاملوا مع الموضوع، عشان لمّا يجي السؤال في الإمتحان، الطلبة يجاوبوا عشان ميكتبوش إجابة غلط». «هيئة الأرصاد بتسعى لتغيير صيغة (حار صيفًا….)، لأن المناخ فعليًا بدأ يتغير من 5 أو 6 سنين في مصر»، هكذا علَّق، رئيس هيئة الأرصاد الجوية، دكتور أحمد عبدالعال، على استمرار استخدام تلك الصيغة داخل المناهج المصرية، مؤكدًا أن التغيرات المناخية لا تقتصر على مصر فقط، وإنما تشمل شتى بِقاع العالم. وأضاف «عبدالعال» أن الهيئة تسعى الآن لبحث دراسة جديّة لتغيير الصيغة، لتُناسب تغيرات المناخ مصريًا وعالميًا، فيما يتم بعد ذلك إرفاق الصيغة الجديدة في المناهج، حين الانتهاء من الدراسة، قائلاً: «إحنا بدأنا دراسة لتغيير الصيغة من سنة تقريبًا ولكن لم تنته بعد»، وعن الصيغة المتوقع إضافتها في المناهج التعليمية، قال: «مفيش صيغة واضحة، هنستنى نشوف الدراسة هتنتهي بإيه، وربنا يسهل». ومن جانبِه، قال، ممدوح قدري، مستشار مادة التاريخ والدراسات بوزارة التربية والتعليم: «إحنا منتظرين تعديل هيئة الأرصاد، عشان نعدل المناهج»، وذلك بجانب إضافة مادة جديدة عن الطقس والظروف المناخيّة، تدرس في المناهج منذ الصف الأول الابتدائي، بعنوان «الأرصاد» من أجل تعليم كل الطلاب كل جديد عن حالة الطقس.

مشاركة :