تسير الأوضاع في مانشستر يونايتد بشكل غير جيد بالمرة، عدة تقارير صحفية قالت في وقت سابق إن جوزيه مورينيو مدرب الفريق يشعر بالغضب والإحباط من قلة نشاط إيد وودوارد نائب مدير النادي التنفيذي في سوق الانتقالات الصيفية. وقال جوزيه مورينيو في شهر مايو الماضي :"إد وودوارد لديه قائمتي، ما أريده من اللاعبين، من سأحب أن ينضم إلينا، وذلك لأكثر من شهرين". وتابع "الآن الأمر منوط به وبالملاك". ما الذي حدث بعد ذلك؟ لم يضم مانشستر يونايتد سوى فيكتور ليندلوف مدافع بنفيكا خلال سوق الانتقالات الصيفية حتى الآن، خلال شهر يوليو عام 2016 ومع تولي مورينيو لمهمة قيادة الفريق كان قد ضم إليه كل من إريك بايي وهنريك مخيتاريان وزلاتان إبراهيموفيتش. وأشارت عدة صحف بريطانية إلى أن ضعف يونايتد في انتداب اللاعبين خلال السوق الصيفية يرجع إلى وودوارد الذي لا يتعامل بطريقة مناسبة مع الأمور، ودائما ما ينظر لها من الناحية المادية والاقتصادية فقط، وبالتالي فهو يغفل الجميع من الجوانب. واستشهدت الصحف بعدة أمثلة وصفقات خسرها يونايتد في وجود وودوارد، مثل توني كروس الذي انضم إلى ريال مدريد وسيسك فابريجاس إلى تشيلسي وبيدرو رودريجيز إلى تشيلسي، وغيرهم من اللاعبين الذين فضلوا أندية أخرى عن يونايتد. ما ظهر جليا أنها تصريحات للمدرب البرتغالي حول سوق انتقالات فريقه التي كان من المفترض أن تكون نشيطة، كانت رسالة واضحة إلى وودوارد، صحيفة "مترو" فسرتها كالتالي :"قم بعملك كما يجب، وضم إلينا لاعبين يليقون باسم النادي". وأشار موقع "مانشستر إيفنينج نيوز" إلى أنه وودوارد منذ أن تولى المهمة في عام 2013 لم يتمكن أبدا من القيام بعمله على أكمل وجه، بل وأيضا إلى أنه كان أحد أسباب إقالة ديفيد مويس وفشله المبكر خاصة "بعد ضم مروان فيلايني في الساعات الأخيرة من سوق الانتقالات". ويبدو جليا من تصريحات وودوارد أنه يختص فقط بالأمور الاقتصادية في الفريق، إلا أن جوزيه مورينيو يهتم أكثر بكرة القدم وهو ما أكد عليه في أكثر من مرة. وصرح وودوارد في وقت سابق بعد تعادل يونايتد في ذهاب إقصائية دور المجموعات ضد بي إس في أيندهوفن أثناء فترة لويس فان جال التدريبية :"لا أهداف الليلة؟ والناس ستدفع أموالا لمشاهدة هذا؟". ونشرت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية تقريرا يضم مذكرات وودوارد لموسم لويس 2015-2016، وبالنظر إلى خسارة يونايتد بنتيجة 1-0 من ساوثامبتون في 23 يناير من عام 2016، وقتها أبرم الفريق الإنجليزي عقدا جديدا لبث قناته لشركة سينا سبورتس الصينية، وقتها تجاهل نائب المدير التنفيذي لكل ما يحدث وقال :"الموسم يتحسن أكثر فأكثر اقتصاديا نحن رائعون". وبرزت حالة عدم التفاهم بين مورينيو وودوارد حينما خرج الأخير بتصريح يقول من خلاله :"أعتقد أننا لسنا في مركز أو وضع يجعلنا نهرع لضم عدد كبير من اللاعبين، نريد أن نصل لحالة من الثبات، ونشتري ونبيع عدد قليل من اللاعبين في كل عام". كيف سيتعامل مورينيو مع المشكلة؟ لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يمر خلالها جوزيه مورينيو بنفس الموقف مع مدير فريقه القائم على عقد الصفقات، فقد مرة بأزمة مماثلة مع خورخي فالدانو في فترته التدريبية بريال مدريد من 2010 حتى 2013. بدأت الأزمة في 2010 حينما شعر مورينيو بأنه لا يمتلك سلطة كافية في ريال مدريد، وفي ذلك الوقت حاول إبعاد فالدانو عن طريقه. وقال مورينيو خلال شهر ديسمبر إنه لا يشعر بأن علاقته سهلة مع فالدانو، مشيرا إلى أن الأمر ليس شخصيا، كلاهما جلس في 24 ديسمبر 2010 بالمؤتمر الصحفي وبدأ من خلال صورة شهيرة وتصريحات المؤتمر أن هناك حربا دائرة بين الثنائي. وصرح مورينيو في ذلك الوقت :"لا توجد مشكلة شخصية مع أي أحد، أهم شيء لي ألا يتكرر ما حدث مع تشيلسي، أتى شخصان، كنا نصنع التاريخ، لم تكن لدي مشكلة معهما، وبعد فترة قليلة رحلت عن النادي". وكانت بداية مورينيو مع تشيلسي حينما تولى فرانك أرينسين مهمة المدير الرياضي لتشيلسي بجانب بيت دي فيسيه المستشار الرياضي لرومان أبراموفيتش مالك النادي. وتوترت الأوضاع أكثر منذ أن صرح فالدانو أن كرة القدم التي يقدمها مورينيو مع تشيلسي "سيئة للغاية". شكل كل ذلك بداية للازمة، إضافة إلى إصرار جوزيه مورينيو على ضم مهاجم قبل بداية الجولة التحضيرية، فالدانو كان قد ضم كريم بنزيمة في الصيف الذي سبق ذلك الطلب، ولم ينفذ ما طلبه مورينيو. ما زاد من المشاكل أكثر كانت إصابة جونزالو إيجواين، مورينيو طلب ضم هوجو ألميدا مهاجم فيردر بريمن في ذلك الوقت، لكن فالدانو اعترض وقال إن تلك الصفقة تعني تدمير كريم بنزيمة كليا. واعترض مورينيو أيضا على قدرته في إشراك كاكا في خط وسط النادي الملكي، خاصة لأنه كان قد غاب لفترة طويلة لإصابته في الركبة، أما فالدانو فعارض مورينيو وكان يرى أن مشاركته واجبة، خاصة وأنه كان من ضم اللاعب للفريق. وكان مورينيو يرى أن فالدانو يقلل من سلطته في الفريق، خاصة بعدما هنأ سيرخيو راموس مدافع الفريق على الظهور في مؤتمر صحفي كان المدرب البرتغالي قد طلب وقتها من اللاعب ألا يظهر من خلاله. تعامل مورينيو بذكاء بعد ذلك، وخلال 6 أشهر قرر فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد منح مورينيو سلطة أكبر، وبعدها بأيام في 24 مايو قرر إقالة فالدانو. وقال بيريز عند إقالة فالدانو :"مورينيو طلب سلطة على الجانب الرياضي مثلما كان يحدث مع الأندية الإنجليزية، أعتقد أنه كان الأفضل للمؤسسة أن نعيد بنائها بشكل مختلف". واستطرد "لقد جلبنا أفضل مدرب في العالم، لذا نرغب في التأكد من أنه حتى وإن رحل يوما ما وجلبنا أخر الأفضل في العالم، فالبنية ستظل موجودة". وكشف فالدانو فيما بعد أنه ومورينيو ظلا لا يتحدثان لفترة طويلة وقال الأرجنتيني :"لست الشخص الذي حول ريال مدريد لساحة حرب، كل مجهوداتي هذا الموسم كانت إجبارية". وأضاف "مر وقت طويل منذ أن تحدثت شخصيا مع مورينيو، يحترم كل منا الأخر، لكنه كان يتعامل مع كل شخص إلا أنا". واستطرد "مهامي مع الفريق الأول تم تقليلها، لم أشعر بالراحة في ذلك الموقف". كان ريال مدريد قد فاز بأول لقب كأس ملك إسبانيا لأول مرة من 18 عاما في تلك الفترة في موسم مورينيو الأول على حساب برشلونة. هل يتكرر الأمر مع وودوارد؟ مع أول تقرير برز بأن مورينيو محبط الأمور ذاتها تتكرر، حتى طلب مورينيو بضم مهاجم قبل الجولة التحضيرية، لذا قد نرى الأمر ذاته ألا يتحدث معه وشيئا فشيء سيشترط إما رحيل وودوارد أو جلب مدير رياضي يثق فيه، مثلما كان يثق في جابريلي أوريالي. قال عنه أوريالي في وقت سابق :"إنه الشخص الذي جلب عقلية الفوز للفريق، كنا نفتقر غليها، خاصة على الصعيد الأوروبي". وأضاف "لقد قام بإنشاء بيئة عملة وعلاقة جيدة معي".
مشاركة :