صانع الخبز في مواجهة النيران الحامية

  • 6/20/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يمضي (حسن) أغلب يومه في مواجهة مع النيران الملتهبة التي تمد لسانها طالبة المزيد، يظل يقاومها بعصاه التي يلقي بها الخبز في أتون النار، ليقدم الخبز كما يشتهي الزبون، رائحة التميس لا تقاوم رغبات الزبائن، فالتميس الذي يعد من أهم وأشهر أنواع الخبز يلقى رواجا لدى الكبار والصغار، حيث يمتهن حسن صنعه وإنتاجه. مواجهة النار يقول حسن: أسعار المواد الأولية والخام متفاوتة غير أن الفرق يحدث طبقا لموقع المحل وقيمة إيجاره وشهرته التي اكتسبها، إذ أن هناك أسماء معروفة في هذه الصنعة والاسم يكون كافيا لجذب الزبائن. ويضيف حسن: أعمل يوميا أكثر من عشر ساعات على فترتين، صباح ومساء، وتعودت على لفحات النار على وجهي مع مرور الوقت، وهذه لقمة العيش التي لا بد أن أصبر عليها وأتحمل التعب والمشقة في سبيلها. أمضيت في هذه الحرفة قرابة 15 عاما وتنقلت في أكثر من مكان إلى أن استقررت في هذا الفرن ليصبح بمثابة منزلي. أين القفازات؟ محمد ناصر كان يعمل في أحد المخابز في مكة المكرمة لمدة طويلة وتنقل في أكثر من فرن حتى وصل إلى جدة، ويعتقد بأن صنع أنواع مختلفة وتشكيلات متعددة من الخبز يلقى إقبالا جيدا لدى الزبائن، مشيرا إلى أن الزيادة المطردة في المخابز الآلية وتنوع منتجاتها وأصنافها ساهم في الركود والهدوء، حتى الدخل بات أقل من السابق بكثي، لكن مع ذلك هناك زبائن ما زالوا يحضرون باستمرار إلينا رغم تعدد أنواع الخبز والمخابز الآلية. أحد الزبائن كان مشغولا بجمع أقراص التميس الساخن قال: أفران التميس لها نكهة خاصة مع تعدد أصناف الخبز، لكن المشكلة الوحيدة تكمن في تطبيق الاشتراطات الصحية، مثل إلزام الفرانين بلبس القفازات والكمامات، وهو أمر لا يهتم به أصحاب الأفران وذلك أحدث عزوفا في الإقبال. بعزيمة لا تلين يعود (حسن) إلى أخذ قطرات من الماء لرشها داخل الفرن استعدادا لصنع خبز ساخن لزبون جديد.

مشاركة :