يقف الاتحاديون اليوم على أعتاب مرحلة مختلفة متخمة بالوفاء والطموح والتغيير، تحفهم أماني صحوة النمر من سباته غير المعتاد ونهوضه على نحو يعيد هيبته وقوته، ليس على المستوى المحلي فحسب بل على مستوى القارة بأكملها. فبينما تتعاظم أمنيات الاتحاديين تلك، إلا أن شأنا آخر يترقبه عشاق العميد مساء هذا اليوم على نحو خاص يتمثل في عودة عرابهم نحو البطولات وصانع فرحهم الدائم محمد نور، الذي قرر أن لا يغادر ميادين الكرة من غير ميدانه المترف بذكرياته الجميلة وإنجازاته الفريدة وتاريخه المشرق. ويريد الاتحاديون أن لا يكون وداع أسطورتهم للملاعب على نحو مألوف، لأنهم يرون أن محمد نور أسطورة لن تتكرر وأن وداعه يجب أن يكون استثنائيا. التاريخ والحاضر يأتي نور إلى الاتحاد هذه المرة بعد أن أنجز مع فريقه في الموسم الماضي النصر وحقق له ما عجز عنه سواه طيلة 18 عاما، فكان له الفضل في تحقيق النادي العاصمي بطولتين مهمتين وثالثة ودية، حيث فاز بالدوري للمرة الاولى بغير زي فريقه الاتحاد الذي غادره لظروف قاهرة كما ساهم في تحقيق بطولة كأس ولي العهد للعالمي بعد أكثر من 40 عاما لم يحقق فيها أي بطولة على مستوى الكأس. ويقفز اسم الأسطورة الاتحادية نور في مقدمة النجوم التي صنعت التاريخ في أنديتها وساهمت في تغييره على نحو مختلف، إذ أنه جاء على رأس من أحدث التغيير في ناديه العميد وقاده ليكون على رأس أندية الوطن مزاحما أكثرها تحقيقا للبطولات، في زمن وجيز لم يخل طيلة أيامه من التحديات المؤلمة والعراقيل والإجحاف. ولأنه نور تخطى بثبات كل ذلك ولم يقف أمام العقبات الصعبة، ومضى يفتش عن أرقامه في كل محفل يتواجد فيه، غير آبه بمحاولات تعطيله وتكسير مجاديفه من قبل من كان لا يروق لهم تحقيقه للألقاب الشخصية والأوليات الخاصة. ويحسب لابن مكة المكرمة أنه يختلف عن بقية أساطير الكرة السعودية بنوعية الإنجازات التي حققها، إذ أنها حبلى بالأرقام الخاصة وبالنوعية التي لا تضعه في مقدمتهم وحسب بل أنها تصنفه على أنه الوجه الأكثر إشراقة بينهم على مستوى الألقاب والأولويات خارج الحدود. إنجازات نوعية يحسب لنور أنه أسطورة من نوع خاص فكان اللاعب القائد الذي نجح في تحقيق البطولة الآسيوية بشكلها المختلف في نسختين متتاليتين ولازال الهداف الأول فيها، كما أنه الهداف التاريخي السعودي في بطولة أندية العالم، وحقق هداف البطولة التي قدم فيها الاتحاد ممثل الكرة السعودية أداء مشرفا، منافسا كبار أندية العالم، وهي إنجازات تفوق في تنوعها على غيره من الأساطير، فهو الوحيد الذي شارك في بطولتي كأس العالم للمنتخبات وللأندية، وكان الوحيد الذي حقق دوري أبطال آسيا، كما أنه يحمل رقما آسيويا قياسيا حيث دون اسمه الأبرز قياسا بمشاركاته وتهديفه في البطولات القارية إذ سجل 23 هدفا على بعد هدف واحد من سامي الجابر، ويميزه هنا أنه لاعب وسط وصانع ألعاب وحقق هذا الرقم الكبير. وهو في مقابل ذلك، كان أكثر لاعب سعودي شارك مع فريقه ووصل أدوارا متقدمة في دوري الثمانية بدوري أبطال آسيا. تأثيره في الفريق يصنف على أنه نجم استثنائي نتيجة تأثيره على مسيرة فريقه الاتحادي وحضوره المميز مع المنتخب، وصنع التغيير في فريقه منذ قدومه إليه عام 97 وحتى انتقاله لفريق آخر عام 2012، حيث نقل العميد من مركزه الرابع على مستوى البطولات إلى ثاني الترتيب وبفارق كبير عن ملاحقيه وصعد إلى منصات التتويج 37 مرة كأكثر لاعب سعودي. كما أنه وضع بصمة كبيرة مع المنتخب لولا تعرضه لإجحاف من بعض المدربين وسقوط اسمه من قوائمه رغم أنه كان محليا وقاريا يحصد الجوائز مع ناديه الاتحاد، وكانت محل استغراب الجميع وانتقادهم للقيمة المميزة التي يتمتع بها. وشارك نور في كأس العالم مرتين، وفي بطولة القارات مرة، كما ساهم في بلوغ الأخضر نهائي كأس آسيا 2007 وحقق 3 ألقاب معه. وله سجل حافل محليا، إذ أنه أكثر اللاعبين السعوديين تحقيقا للدوري 8 مرات، وتوج مع فريقه ببطولة دوري أبطال العرب أمام الصفاقسي التونسي 2005، وخطف مع المونديالي كأسي السوبر المصري 2001 و2004. أرقامه الخارجية شارك مع الاتحاد عربيا 36 مباراة ببطولات أعوام (1998، 2000، 2003، 2004، 2005، 2006، 2008، 2010، 2012 م) حقق فيها 10 أهداف كأكثر الاتحاديين تسجيلا للأهداف عربيا. أما آسيويا فقد شارك في دوري أبطال آسيا أعوام 2004 و2005 و2006 و2008 م، وبلغ عدد المباريات التي لعبها 24 مباراة، وسجل من الأهداف 6. وفي كأس الكؤوس الآسيوية شارك عامي (98 و99م)، ولعب 10 مباريات وسجل من الأهداف 3، فيما شارك في بطولة الأندية أبطال الدوري عامي 2000 و2001 م بـ 7 مباريات سجل خلالها هدفين، أما كأس السوبر الآسيوي فقد كان له مشاركة في عام 2000 م ولعب مباراتين. وبلغ عدد إجمالي المباريات الآسيبوية 43، وهو أكثر الاتحاديين مشاركة وتهديفا في تاريخ المشاركات الآسيوية، وتبرز هذه الأرقام تفرده عن غيره كونه من أفضل صانعي اللعب في المنطقة العربية والآسيوية ويزاحم كبار المهاجمين بهذه الأرقام. ألقاب ومسميات أطلق على محمد نور مجموعة من الألقاب الجماهيرية التي ظلت رفيقة له، بينها القوة العاشرة ومفتاح جدة والأواكس وسيد الوسط ومنبع الإمتاع ومضرب المثل، وهو اللاعب الوحيد الذي حقق جميع البطولات مع ناديه بمختلف مسمياتها محليا وإقليميا وقاريا، بالإضافة إلى مشاركته في بطولة أندية العالم وهو الوحيد بين الأساطير في السعودية الذي شارك فيها، ولعب دورا في تحقيق الثلاثية الشهيرة عام 97 بطولة الدوري وكأس ولي العهد وكأس الأمير فيصل. !!Article.extended.picture_caption!!
مشاركة :