أثار إطلاق كوريا الشمالية صاروخا عابرا للقارات، الأمر الذي رفضه الجيشان الروسي والأمريكي، دعوات إلى ضبط النفس من جانب موسكو وبكين اللتين انتقدتا «الحرب الكلامية» بين بيونغ يانغ وواشنطن. وأكدت كوريا الشمالية الثلاثاء، أنها أطلقت بنجاح صاروخا بالستيا عابرا للقارات، في تجربة تعني أنها اجتازت خطوة جديدة تقربها من التهديد بضرب الولايات المتحدة بسلاح نووي. وقال خبراء أمريكيون، إن الصاروخ الذي أطلق صباح الثلاثاء، تزامنا مع احتفال الولايات المتحدة بعيدها الوطني، قادر على استهداف الآسكا. واستدعى إطلاق الصاروخ ردا شديد اللهجة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي طالب بكين، الحليف الرئيسي لبيونغ يانغ «بوضع حد نهائي لهذه العبثية». وتزامنت المطالبة الأمريكية مع وجود الرئيس الصيني شي جينبينغ في موسكو للقاء فلاديمير بوتين. وفي بيان مشترك دعا وزيرا الخارجية الصيني والروسي، بيونغ يانغ إلى وقف تجاربها النووي والبالستية، وواشنطن إلى الكف عن إجراء تمارين عسكرية واسعة النطاق مع حليفتها كوريا الجنوبية. وعبر هذا الموقف المشترك، بدا أن روسيا انضمت إلى المقاربة الصينية القاضية بوضع حد لتصاعد الأخطار في شبه الجزيرة الكورية وتسهيل الحوار والتفاوض. ودعت العاصمتان أيضا إلى سحب الدرع الأمريكية المضادة للصواريخ من أوروبا ومنظومة ثاد المنتشرة حاليا في كوريا الجنوبية، معتبرتين أنهما تشكلان تهديدا لأمنهما.تقدم كوري شمالي كبير .. تمتلك كوريا الشمالية التي أجرت خمس تجارب نووية، ترسانة صغيرة من القنابل الذرية، وتسعى لحيازة صواريخ عابرة للقارات قادرة على بلوغ الأراضي الأمريكية. وتبرر بيونغ يانغ، برامجها النووية بالتهديد الذي تشكله لها الولايات المتحدة التي تنشر 28 ألف جندي في كوريا الجنوبية. وامتلاك بيونغ يانغ لصواريخ بالستية عابرة للقارات سيغير تقييم المخاطر التي تشكلها بيونغ يانغ. أشرف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، على التجربة «التاريخية» لصاروخ «هواسونغ-14»، بحسب ما أعلنت في نشرة خاصة مذيعة في التلفزيون الرسمي الكوري الشمالي. وأكدت المذيعة، أن كوريا الشمالية «قوة نووية كبيرة» تمتلك «صواريخ عابرة للقارات شديدة القوة قادرة على ضرب أي مكان في العالم». ويبدي محللون شكوكا حول قدرات كوريا الشمالية على بناء رؤوس نووية يمكن تحميلها على صواريخ. ويستبعدون أن تكون بيونغ يانغ تمتلك حاليا التكنولوجيا الضرورية لبناء صواريخ عابرة للقارات. إلا أنهم متفقون حيال التقدم الكبير الذي حققته البرامج البالستية والنووية لكوريا الشمالية، إحدى الدول الأكثر عزلة في العالم، منذ وصول كيم جونغ أون إلى السلطة. والاختبار الصاروخي الذي رصدته القوات الكورية الجنوبية واليابانية والأمريكية استدعى ردا شديد اللهجة من ترامب. وكتب الرئيس الأمريكي في رد فعل أولي على «تويتر» متسائلا، «أطلقت كوريا الشمالية للتو صاروخا جديدا. أليس لدى هذا الرجل (الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون)، شيئا أفضل يفعله في حياته؟». وأضاف الرئيس الأمريكي، «من الصعب أن نصدق أن كوريا الجنوبية واليابان ستتحملان هذا الأمر لفترة طويلة. ربما تتخذ الصين بادرة قوية في موضوع كوريا الشمالية وتضع حدا نهائيا لهذه العبثية». تخضع كوريا الشمالية لعدد كبير من العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة بسبب برامجها النووية والبالستية المحظورة. وقالت هيئة أركان القوات الكورية الجنوبية في بيان، إن «الصاروخ البالستي غير المحدد» أطلق من موقع قريب من بانغيون في مقاطعة بيونغان الشمالية الواقعة في غرب كوريا الشمالية، قبل أن يسقط في بحر الشمال، وهي التسمية الكورية لبحر اليابان. وأكد الجيش الأمريكي، أن الصاروخ متوسط المدى وسجل مدة تحليق وصلت إلى 37 دقيقة، وهي مدة طويلة وغير اعتيادية. بدوره، خلص الجيش الروسي إلى تجربة صاروخ بالستي متوسط المدى. من جهتها أعلنت وزارة الدفاع اليابانية، أن الصاروخ ارتفع إلى علو يزيد عن 2500 كلم، وسقط في بحر اليابان، في المنطقة الاقتصادية الحصرية للأرخبيل. وقالت متحدثة باسم الدائرة الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي في بيان الثلاثاء، إن الاتحاد «سيفكر في رد ملائم.. يشمل إجراءات عقابية محتملة». وحضت المتحدثة بيونغ يانغ على «وقف إطلاق» الصواريخ، و«التخلي لمرة واحدة وأخيرة عن برنامجها للصواريخ البالستية في شكل تام لا عودة عنه». وأضافت، أن وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موغيريني، «ستتحدث في الأيام المقبلة إلى وزراء خارجية الشركاء الدوليين لبحث الرد الدولي وإمكان اتخاذ إجراءات جديدة من جانب مجلس الأمن الدولي». وطالب الاتحاد، كوريا الشمالية «بالامتناع عن أي عمل من شأنه تصعيد التوتر الإقليمي والبدء بحوار صادق مع المجتمع الدولي.. بهدف نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية».إنه صاروخ عابر للقارات .. وقال الباحث في معهد ميدلبوري جيفري لويس في تغريدة على «تويتر»، «إنه صاروخ عابر للقارات. الصاروخ العابر للقارات قادر على الوصول إلى إنكوراج، وليس سان فرانسيسكو، ولكن مع ذلك يبقى تهديدا». واعتبر العالم ديفيد رايت العضو في منظمة اتحاد العلماء المهتمين (يونيون أوف كونسورند ساينتستس)، أنه بالنظر إلى المعلومات المتوفرة فإن الصاروخ اتخذ مسارا «شديد الانحناء»، وهو «قادر على عبور مدى أقصاه 6700 كلم في مسار اعتيادي». ويتابع، رأيت «هذا المدى لا يسمح بالوصول إلى الولايات الثماني والأربعين (الواقعة جنوب كندا) أو الجزر الكبرى في هاواي، ولكنه كاف للوصول إلى آلاسكا». من جهته صرح رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي للإعلام، أن «إطلاق الصاروخ يظهر بوضوح أن التهديد قد تضاعف». واعتبر الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، الداعم للعقوبات ولجهود إحياء المفاوضات مع كوريا الشمالية، والذي التقى ترامب الجمعة، أن ثمة «خطا أحمر» يجب ألا تتجاوزه بيونغ يانغ. وأضاف، «آمل بألا تصل كوريا الشمالية إلى نقطة اللاعودة».أخبار ذات صلةميركل وشي مدفوعان لعناق على مضض قبل قمة العشرينبوتين: روسيا والصين تطالبان بضبط النفس بشأن التوتر مع كوريا…روسيا: إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ ينتهك قرار مجلس الأمن
مشاركة :