تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة الكثير من الشائعات حول ديانة مدرب الهلال، وأنه ليس مسيحياً وإنما هو يهودي، وحول زوجته وأنها كانت تعمل عارضة أزياء، وغير ذلك من الشائعات، والهدف منها بالطبع تشويه سمعته وإلقاء الضوء على أشياء لا تنتقص منه، حتى وإن كانت حقيقية. وقد صرح مكتب رعاية الشباب بالوسطى على لسان مديره أن ديانته مسيحية، وماذا إن كان يهودياً فهو من أهل الكتاب وديننا يأمرنا بمعاملة أهل الكتاب معاملة حسنة، وقد رهن الرسول عليه الصلاة والسلام درعه عند رجل يهودي وذبائحهم مسموح لنا بأكلها. ولا يفوتني أن فضيلة الشيخ صالح بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام وعضو هيئة كبار العلماء، أوضح في خطبته يوم الجمعة 15 شعبان 1435هـ أن المؤمن الصالح الصادق والناصح المخلص هو من يحسن ترتيب أولوياته ويقدم فيها الأهم على المهم وينفع أمته ولا يشغل نفسه بالكلام والمشاركة غير المثمرة، ويحذر من المشاركات التي تغلب فيها شهوة الكلام على جدية العمل والعطاء. كما لا ينبغي أن تكون أدوات التواصل الاجتماعي ومواقعه وسائل شحن للنفوس وتشنيع بالشائعات بدعوى الحرية في الرأي والحق في النقد والرغبة في الإصلاح. ولنا في السلف الصالح نعم الأسوة فقد احترم الصحابة في كل الفتوحات التي قاموا بها ديانات الناس في البلاد التي فتحوها وعاملوهم بالحسنى مع دفع الجزية. وهذا المدرب الروماني مثله مثل غيره من الأجانب المتعاقدين من مدربين ولاعبين جاء بصورة رسمية من سفارة خادم الحرمين الشريفين في رومانيا هو وزوجته، وينبغي عدم القدح فيه بأي صورة من الصور والكثير غيره من المدربين حضروا وذهبوا ولم يتكلم عنهم أحد فلماذا هذا المدرب بالذات. ويجب على المهتمين بالرياضة والقائمين عليها التصدي لمثل هذه الممارسات، فالرجل جاء من أجل تنمية وتطوير الرياضة وتعزيز قدرات الشباب السعودي في لعبة كرة القدم، سواء لفريق الهلال أو غيره من الفرق السعودية والرياضة أولاً وقبل كل شيء هي خلق وتشجيع باحترام، والذي يجب أن نأخذ من عطائه وخبرته وتدريبه الرياضي وألا يأخذ فكرة خاطئة عنا ويردد ذلك في بلاده ويدعي أننا لا نحترم آدمية الإنسان وديانته أياً كانت طالما أنها ديانة سماوية لاسيما أن ديننا يحترم جميع الديانات وما برنامج خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- ومتعه بالصحة والعافية الذي يدعو للحوار في جميع البلدان إلا دليلاً على احترام هذه الديانات.
مشاركة :