عطلة الملك للعام الثالث على التوالي يستعد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لقضاء عطلته الصيفية بمدينة طنجة المغربية. وحسب مصادر مقربة من الديوان الملكي فعطلة الملك تبدأ في الحادي والعشرين من الشهر الجاري وتمتد لعدة أسابيع. فريق العمل المشرف على ترتيبات العطلة أشار إلى أنّ الفريق الأول من الوفد المرافق للعاهل السعودي خلال عطلته، “سيحل بالمغرب، منتصف الشهر الجاري؛ من أجل إنهاء الترتيبات الخاصة بالزيارة، في مدينة طنجة، شمال المملكة المغربية. وسيقيم الملك سلمان بن عبد العزيز، بمنطقة “كاب سبارطيل“، وهي عبارة عن منتجع سياحي في مدينة طنجة، يضم شواطئ وغابات. مدينة طنجة المغربية تعيش منذ أسابيع حالة من الترقب، فرضها اختيار العاهل السعودي، لقضاء إجازته الخاصة للعام الثالث على التوالي بعروس الشمال، وعلى هذا الأساس، فقد جرى حجز مئات من الغرف في أكبر الفنادق بالمدينة، إضافة إلى شقق وفيلات، ومئات السيارات الفارهة، التي ستخصص لاستقبال الوفد المرافق للملك سلمان. ودأب الملك سلمان بن عبد العزيز على قضاء إجازاته الخاصة بمدينة طنجة، منذ أن كان ولياً للعهد، غير أن زيارته للمدينة باتت مصدر اهتمام دولي منذ جلوسه على العرش في بداية العام 2015. ووقع الاختيار على مدينة طنجة منذ الضجة الكبيرة التي رافقت العائلة السعودية الحاكمة في فرنسا على خلفية الاحتجاجات الشعبية ضد إغلاق شاطئ قريب من قصره، حتى تتاح له السباحة في مياه البحر بعيدا عن الاختلاط بعموم المصطافين. ويبعد قصر الملك السعودي عن وسط مدينة طنجة بحوالي عشرة كيلومترات، ويمتد على مساحة كبيرة تقدر بنحو 6 آلاف متر مربع، في منطقة شاطئ “با قاسم“، وكان يطلق على المكان اسم “فيلا السعودي“، في إشارة إلى شخصية سعودية كبيرة اشترت العقار، لكن المكان طرأت عليه تحديثات كبيرة، كبناء سور عال يحيط بالمكان، في حين توزعت في الداخل إقامات ملكية فاخرة ومطاعم وصالات رياضة وأجنحة خاصة. ولي العهد يضطلع بالحكم أثناء غياب والده وخلال عطلة العاهل السعودي سيضطلع ولي العهد محمد بن سلمان بشؤون المملكة، وهذا أمر منطقي، فولي العهد الجديد يملك من القوة والنفوذ ما يؤهله للانفراد بالسلطة. إنّ صعود محمد بن سلمان إلى ولاية العهد كان متوقعًا، والسؤال فقط كان عن التوقيت، وحتى هذا جاء مبكرًا عن معظم التوقعات، فالحشد الدولي الواسع الذي صاحب زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمملكة في أيار-مايو الماضي، وما نتج عنها من اتفاقات ثنائية بين واشنطن والرياض تجاوزت قيمتها 350 مليار دولار، كل ذلك كان بمثابة تدشين عملي، بمباركة أميركية، لكون بن سلمان هو الرجل القوي في المملكة، وصانع سياستها الخارجية والاقتصادية. وفي متناول ولي العهد كافة ملفات الاقتصاد والسياسة الخارجية، إضافة لملف الدفاع، كما استحوذ مؤخرا على الملف الأمني، الذي كان يديره بن نايف سواء مع والده أو بمفرده منذ أكثر من 30 عامًا.
مشاركة :