أبوظبي: سلام أبوشهاب،(وام): استقبل سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي أمس في أبوظبي سيجمار جابرييل وزير الخارجية الألماني الذي يزور الدولة حالياً.وبحث سموه مع وزير الخارجية الألماني علاقات الصداقة والتعاون بين دولة الإمارات وجمهورية ألمانيا الاتحادية وسبل تعزيزها وتطويرها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين.كما جرى خلال الاستقبال استعراض مجالات التعاون في القطاعات الاقتصادية والمالية والاستثمارية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وألمانيا وسبل تنميتها وتوسيعها وإمكانية الاستفادة من خبرات وإمكانيات البلدين في دعم المشاريع والبرامج المشتركة في القطاعين الحكومي والخاص والتي من شأنها أن تعود بالفائدة على الجانبين.حضر اللقاء الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة، وعدد من المسؤولين.من جهة أخرى، التقى سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، أمس، سيجمار جابرييل، الذي يزور البلاد. واستُعرضت، خلال اللقاء، علاقات التعاون بين البلدين، والسبل الكفيلة بتعزيزها ومناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خصوصاً الأوضاع في ليبيا وسوريا والعراق.ورحب سموّ الشيخ عبدالله بن زايد، بزيارة الوزير جابرييل، وأكد أن دولة الإمارات تولي أهمية خاصة لعلاقتها الثنائية وشراكتها الاستراتيجية مع جمهورية ألمانيا الاتحادية، التي ترسّخت على مدار أكثر من أربعة عقود، وأصبحت أكثر شمولية وحيوية في مختلف المجالات.و قال سموّه، إن العلاقات بين البلدين تقوم على أسس راسخة من المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، وتعدّ نموذجاً للعلاقات المتطورة بين الدول.وعقب اللقاء، عقد سموّ الشيخ عبدالله بن زايد، مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع الوزير جابرييل، أكد سموّه فيه أن العلاقات بين الإمارات وألمانيا، نمت بشكل مطّرد، ووصل حجم التجارة غير النفطية بين البلدين إلى نحو 16 مليار دولار، ووصل عدد الشركات الألمانية في الإمارات إلى 3600، تقوم بدور مهم في تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين. وقال: نرحب بالوزير الضيف، وعلى الصعيد الشخصي، أنا سعيد بوجود أكثر من 14 ألف ألماني، سعداء في الإمارات، وأتمنى أن نوفر لهم كل سبل الراحة، في المقابل هناك 87 ألف إماراتي يزورون ألمانيا سنوياً، وهناك 112 رحلة جوية بين البلدين، وأكثر من 650 ألف سائح ألماني يزورون الإمارات، ما يؤكد متانة العلاقات، ومدى رغبة البلدين في تطويرها. وأضاف سموّه، أن زيارة زميلي الوزير جابرييل، تمثل فرصة للحديث عن المواضيع ذات الاهتمام المشترك، في سوريا والعراق وليبيا، وفرصة للحديث عن التطورات في اليمن وعملية السلام بين الفلسطينيين و«إسرائيل»، وفرصة للحديث عن تطورات الأزمة القطرية، وسنستمر في المشاورات في هذه الموضوعات.وقال الوزير جابرييل: خلال زيارتي للإمارات حصلت على معلومات مفيدة عن التطورات الجارية في المنطقة. وأكد أن الإمارات من أقرب شركاء ألمانيا، وألمانيا لديها علاقة وثيقة بالإمارات، مشيراً إلى أن الشركات الألمانية في المنطقة، تجد في الإمارات موقعاً اقتصادياً مهماً، إلى جانب أن الإمارات لديها علاقات جيدة مع دول العالم. وأوضح أنه جرى التباحث مع الجانب الإماراتي في كثير من الموضوعات، منها ما يتصل بمكافحة الإرهاب والتطرف، إلى جانب الحديث عن الكثير من المسائل التي تهم الجانبين، مشيراً إلى أنه لدينا تصورات مشتركة للتوصل إلى حل في سوريا وليبيا، بالجمع بين الأطراف المتنازعة، لتحسين الوضع الكارثي للاجئين والمتضررين في هذه الدول، ولا نريد تقسيم العراق، ولدينا تصور مشترك لدولة فلسطينية مستقلة، ونتشارك الرأي مع الإمارات. وقال الوزير الألماني: إننا ضد تمويل الإرهاب وإيواء المتطرفين ويجب إنهاؤه، وهذا يخص كل المنطقة، مؤكداً أهمية مجلس التعاون الخليجي، وأن ألمانيا لديها مصلحة مشتركة في التعاون مع مصر، واستقرار مصر هو استقرار لكل المنطقة وأوروبا. وأضاف سموّ الشيخ عبدالله بن زايد: زميلي الوزير الألماني تحدث عن نقطة مهمة في موضوع مكافحة تمويل الإرهاب، وهي النظر إلى كل التحديات في هذا الأمر، ولمواجهة الإرهاب، لا بدّ من مواجهة التطرف وتسهيل الإرهاب والإرهابيين، وإيوائهم وتمويلهم، ومواجهة خطاب الكراهية، ولا يمكن أن نكون في مجتمع دولي يريد أن يصل إلى الفضاء، على صوت التطرف وأعمال الإرهاب التي نراها اليوم دون اجتثاث هذا العمل بشكل واضح ومشترك. وأكد الوزير الألماني، أنه منذ البداية تحدثنا إلى المسؤولين في المنطقة عن أهمية التركيز على مكافحة الإرهاب والتطرف، مشيراً إلى أننا نرى أن للإمارات صدقية في المنطقة، وتقوم بدور متقدم في هذا المجال، وللإمارات رؤية شاملة لمكافحة الإرهاب، وهناك مشاورات مع المؤسسات الدولية لبناء الثقة في إطار مثل هذه الاتفاقيات. وأوضح سموّه رداً على سؤال عن التقدم الملحوظ الذي تحرزه قوات التحالف في اليمن، أنه لا شك هناك تقدم تحقق في الأيام الماضية، انعكس بشكل إيجابي في محاور عدة، وبدورنا نعزز ونسرع في إيصال المساعدات الإنسانية إلى كل الأطراف اليمنية، وعلى القوات الانقلابية على الشرعية أن لا تعيق إيصال المساعدات التي تصل، سواء من قوات التحالف أو المنظمات الإنسانية، وهذا أمر رئيسي خاصة في ظل الصعوبات الشديدة التي يعانيها السكان. زيارة جامع الشيخ زايد الكبير رافق سمو الشيخ عبدالله بن زايد، أمس، سيجمار جابرييل خلال الزيارة، التي قام بها لجامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، وذلك في إطار زيارته الرسمية للدولة. وتجول سموه ووزير خارجية ألمانيا والوفد المرافق له في قاعات الجامع وأروقته، وتعرفوا من خلال أحد الأخصائيين الثقافيين في مركز جامع الشيخ زايد الكبير إلى جماليات الجامع وبديع فنون العمارة الإسلامية التي تجلت بوضوح في جميع زواياه، إضافة إلى التعرف إلى تاريخ تأسيس الصرح الكبير.
مشاركة :