الأزمة المنسية

  • 7/5/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

فتح العليم الفكييبدو أن اتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي تم توقيعه يوم 20 يونيو/ حزيران الماضي في العاصمة الإيطالية روما بين حكومة إفريقيا الوسطى و13 جماعة مسلحة لن يصمد كثيراً، خاصة وأنه وبعد ساعات فقط من التوقيع عليه وقبل أن يجف المداد الذي وُقع به، تجددت الاشتباكات وبصورة أكثر ضراوة ووحشية بين الميليشيات المتحاربة في شرقي البلاد وأوقعت ما لا يقل عن 100 قتيل. والأحد الماضي سقط 15 قتيلاً من عناصر «الحركة القومية لجمهورية إفريقيا الوسطي» في تبادل لإطلاق النار مع جنود القبعات الزرق في بعثة الأمم المتحدة «مينوسكا» في شمال العاصمة بانغي، ما أثار المخاوف بشأن الاتفاق الذي رعته جماعة «سانت ايجيديو» الكاثوليكية المعنية بالسلام في مقرها في روما، والذي نص على الوقف الفوري للاقتتال والاعتراف بنتيجة الانتخابات الرئاسية التي أجريت العام الماضي وأوصلت الرئيس فوستان أرشانج تواديرا إلى سدة الرئاسة. ومنذ عام 2013 تعيش إفريقيا الوسطي واحدة من أخطر الأزمات المنسية في القارة، حيث أدت أعمال العنف التي اندلعت في كافة ربوع البلاد، إثر إطاحة ميليشيا مسلمة بالرئيس السابق فرانسوا بوزيريه إلى مقتل الآلاف من المدنيين، وتشريد نحو مليون شخص أي ما يعادل ربع سكان البلاد، واعتماد نحو 2,5 مليون نسمة بشكل كامل على المساعدات الإنسانية التي تأتي بشكل متقطع لنقص التمويل. لقد أنهى العنف والمجازر غير المسبوقة التي عاشتها البلاد حالة التعايش السلمي بين مختلف الطوائف التي كانت تميز إفريقيا الوسطي، البلد الذي اشتهر على مدى التاريخ بالأسر متعددة الديانات، وعاش فيه المسلمون والمسيحيون جنباً إلى جنب في وئام وسلام، ولكن برزت بعد المذابح التي ارتكبت بحق المسلمين في أواخر سنوات حكم الرئيس الأسبق انجي فيليكس الانقسامات العرقية والطائفية بشكل حاد حتى داخل المؤسسة العسكرية. ويتهم الكثير من المراقبين تدخل فرنسا الدولة المستعمرة السابقة، بإطالة أمد الصراع في إفريقيا الوسطى، ولعبها بالورقة الطائفية وانحيازها إلى جانب المسيحيين الذين تمثلهم ميليشيا «انتي بالاكا» على حساب المسلمين، وتدخل قواتها في نزع سلاح أكثر من سبعة آلاف مقاتل مسلم من جماعة «سيليكا» التي كانت بمثابة قوة الحماية للمسلمين. لا شك أن المجتمع الدولي وخاصة مجموعة الاتصال الدولية حول إفريقيا الوسطي، كان يعول كثيراً على أن يفضي اتفاق روما الأخير إلى عودة الهدوء في البلاد ويحقق السلام والاستقرار خاصة وأن 13 فصيلاً مسلحاً من جملة 14 وقعت عليه، ولكن اندلاع العنف والاشتباكات تفرض على الوسطاء التحرك وبشكل عاجل لإنقاذ الاتفاق من الانهيار ومنع انزلاق البلاد في دوامة العنف والعنف المضاد. alzahraapress@yahoo.com

مشاركة :