الدوحة - الراية : ما أشبه اليوم بالأمس... أمس كان فيه أنور السادات بين أحضان إسرائيل فيما اعتبر خيانة كلفت الرجل حياته لاحقاً.. واليوم أنور آخر وهو الجنرال السعودي أنور عشقي في المكان ذاته يفاخر بقبول بلاد الحرمين بوجود إسرائيل على خارطة العالم العربي. الجنرال السعودي أنور عشقي أصر على أن يكون له من اسم الرئيس المصري الأسبق أنور السادات نصيب في الأفعال ليوجه رسالته عبر الإعلام الإسرائيلي الذي بدوره أخذ الجنرال السعودي على محمل الترحيب وراح يسوق لأفكاره شرقاً وغرباً.. اللواء المتقاعد أنور عشقي هو جنرال سابق في القوات المسلحة السعودية ومستشار بهيئة الخبراء بمجلس الوزراء السعودي بالإضافة إلى رئاسته لمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالشرق الأوسط في مدينة جدة. زيارته إلى إسرائيل كانت مثار جدل في الأوساط الإعلامية والسياسية إذ أنه حضر أكثر من 5 اجتماعات كممثل عن المملكة العربية السعودية للتنسيق مع إسرائيل بخصوص الموقف من إيران منذ يناير 2014 وحتى مايو 2015 . وفي يوليو 2016 كان على رأس وفد سعودي رفيع يضم عدداً من رجال الأعمال السعوديين في زيارة لإسرائيل لم يسبقه إليها أحد والتقى أعضاء من الكنيست الإسرائيلي وضباطاً في جهاز الموساد. رأس حربة حضور عشقي الواسع في وسائل الإعلام منذ بدء الحصار على قطر ولغته الهجومية إزاء الدوحة تطرح تساؤلا عن الغاية من تصدير رجل يعرف بعلاقاته مع إسرائيل ليكون رأس حربة في مهاجمة قطر وهل بروز هذه الشخصية المعروفة بتاريخها التطبيعي مع إسرائيل جاء من قبيل الصدفة أم أن هناك خارطة جديدة ترسم للمنطقة. اعترافات وأكد أنور عشقي في مقابلة له مع صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية أن السعودية وإسرائيل «تستطيعان بسهولة تحديد أعداء مشتركين». وأضاف أن «السعودية في حال وفىّ نتنياهو بوعده ستبادر لعملية تشجع دولاً عربية للبدء بالتطبيع مع إسرائيل، ما سينعكس إيجاباً على علاقاتها مع مصر والأردن ودول أخرى». وأشار إلى أن السعودية قريباً ستبدأ ببناء جسر يصل بين آسيا وإفريقيا، وفي منطقة مضائق تيران ستبني منطقة تجارية حرة،. وتابع «في حال تبنت إسرائيل مبادرة السلام العربية، فإن السعودية ستدعوها لتكون شريكة في السوق الحرة وهذه فرصة لها لتحقيق أرباح بالغة». ونوه إلى أن «العالم سيرى مسؤولين سعوديين وإسرائيليين في لقاءات علنية، وسيفاجأ كم ستكون الرياض فعالة». القناة السعودية من جانبها وصفت الصحيفة الإسرائيلية «عشقي» بأنه سيواصل التجول في العالم ملائماً أجندته حسب مشاركة إسرائيليين في مؤتمرات دولية. و«عشقي» البالغ من العمر 73 عاماً، يعمل رئيسا لمركز الشرق الأوسط في جدة للدراسات الاستراتيجية والقانونية والمستشار السابق للأمير السعودي والسفير في الولايات المتحدة، «بندر بن سلطان» . ويعتبر مراقبون «عشقي» بمثابة القناة السعودية الرسمية مع الإسرائيليين، والمكلف بملف العلاقات بين البلدين، مشيرين إلى أنه ليس من المعقول أن يلتقي الجنرال «عشقي» مسؤولين وخبراء إسرائيليين ويدلي بتصريحات يشيد فيها بـ «بنيامين نتنياهو» وقوته وواقعيته، دون أن يأخذ الضوء الأخضر، بل التوجيه، من قبل الحكومة السعودية وقيادتها. غزل في نتنياهو وسبق أن ظهر «عشقي» على شاشة قناة تلفزيونية إسرائيلية متغزلا بـ «نتنياهو». كما التقى «عشقي» «دوري جولد» مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية والمستشار الأبرز لـ «نتنياهو» أكثر من مرة، وجرى نشر صور للاثنين وهما يتصافحان ويتبادلان الابتسامات. واحتفل الإعلام الإسرائيلي منتصف العام الماضي ومعه بعض الإعلام الأمريكي بلقاء «عشقي»، بمدير مركز معهد القدس للقضايا الاستراتيجية الإسرائيلي «دوري جولد»، على هامش ندوة محاضرات عقدها مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي في واشنطن، وتم نشر صور للاثنين وهما يتصافحان. وكتب الإسرائيليون أن هذا اللقاء لم يكن الأول، وشاركهم بعض الإعلام الأمريكي في نشر قصص عن أن المملكة و(إسرائيل) تتعاونان ومنذ مدة لمواجهة الخطر الإيراني المشترك. سفارة سعودية وحديث «عشقي» حول (إسرئيل) والمصالح المشتركة مع إسرائيل ليس جديدا، ففي أبريل العام الماضي، قال «عشقي»، إن الرياض ستقدم على إنشاء سفارة لها في (إسرائيل) إذا قبلت تل أبيب مبادرة السلام العربية المطروحة عام 2002. وأوضحت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن «عشقي» سئل خلال مقابلة مع فضائية الجزيرة «متى ستفتح السعودية سفارة لها في إسرائيل؟ فأجاب: «عليك أن تسأل نتنياهو(رئيس الوزراء الإسرائيلي)». وأضاف أنه «إذا أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية أنه يقبل المبادرة العربية، فالمملكة سوف تبدأ على الفور في إنشاء سفارة لها في تل أبيب». تقارب غير رسمي ومنذ قيام ما يعرف بـ «دولة إسرائيل» عام 1948، رفضت السعودية الاعتراف بها، ودعمت حقوق الشعب الفلسطيني في السيادة على الأراضي التي تحتلها «إسرائيل» منذ عام 1967. ومع ذلك، فإن المملكة الخليجية لم تشارك في أي من الحروب العربية ضد «إسرائيل». لكن شهدت الفترة الأخيرة تقارباً غير رسمي بين الرياض وتل أبيب؛ حيث زار رجال أعمال ومسؤولون سعوديون سابقون «إسرائيل»، والتقطت عدسات الكاميرات مصافحات بين مسؤولين «إسرائيليين» وأمراء سعوديين؛ وهو أمر غير مسبوق. كما يتشارك البلدان النظرة إلى إيران على أنها «تهديد استراتيجي» لهما، وكلاهما حليفان وثيقان للولايات المتحدة. ودعمت (إسرائيل) الحصار الحالي الذي تفرضه السعودية والإمارات على قطر.
مشاركة :