سيدات الأعمال السعوديات والتحديات (2-2)

  • 8/14/2013
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

--> إن واقع المرأة في الأعمال الريادية غير واعد في ظل الظروف والتحديات الحالية غير المواتية، فالعقبات التي تواجهها سيدات الأعمال السعوديات كثيرة لا تساعد على نجاح مشاريعهن، خاصة المشاريع الصغيرة التي بحاجة للدعم المالي والإداري والتسويقي وغيرها من النشاطات في بيئة أعمال تتسم بالمنافسة العالمية، حيث لم تعد حماية الحكومة للمؤسسات الاقتصادية سياسة مقبولة من قبل منظمة التجارة العالمية. وعامة فإن المؤسسات العائلية النسائية الصغيرة لا تستطيع مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية من غير دعم المصارف والشركات الكبيرة الحاضنة في الممكة، ناهيك عن الحاجة لدعم المؤسسات الحكومية من حيث التمويل والتقنين والضوابط الاحترازية التي تحميها من الإغراق الأجنبي والاحتكار المحلي المضر بالاقتصاد. والجدير بالإشارة أن عدم دعم سيدات الأعمال في مشاريعهن سيؤدي إلى الإحباط وبالتالي تتراجع المبادرات الريادية من قبلهن، ولذلك أرى أهمية قيام مؤسسة حكومية متخصصة في دعم المشاريع النسائية الصغيرة والمتوسطة التي تساهم في التنمية الاقتصادية في المملكة، حيث تتوافر نسبة كبيرة من السعوديات اللاتي يستحوذن على مدخرات مالية كبيرة تساهم في تأسيس الشركات الناجحة إذا شغلت بالطريقة والمنهجية الصحيحة. ويعد تمويل مشاريع أعمال سيدات الأعمال في نظر الكثير من المؤسسات المالية مخاطرة كبيرة، حيث الثقافة والعادات والتقاليد السعودية لا تتقبل ملاحقة المرأة من قبل المصارف الممولة، لذلك تتخوف من اقراض سيدات الأعمال. ويتوقف تمويل التوسع في مجال الأعمال على دعم الجهات الحكومة المعنية إما بالتمويل المباشر أو بضمان حكومي اقترحه في هذا المقال لتسديد القروض للمصارف في حال عدم السداد لأسباب خارجة عن استطاعة المقترضات من سيدات الأعمال. التحدي الأكبر الذي يواجه سيدات الأعمال السعوديات، لكنه لا يظهر على السطح هو التفرقة بينهن وبين رجال الأعمال من قبل المؤسسات الحكومية والخاصة التي يديرها رجال. هذا التحدي سلوكي تدفعه توجهات عديدة منها العادات والتقاليد والغيرة غير المبررة والحقد والحسد. ان عدم تمكن سيدات الاعمال من الأخذ بالرؤية والخطة والأهداف الإستراتيجية والمتوسطة والقصيرة الأجل يجعلهن غير قادرات على بناء مؤسسات فعالة، حيث ليس لديهن القدرة على التواصل الاجتماعي مباشرة مع جميع شرائح المجتمع من الرجال والنساء لبناء قاعدة عريضة من الزبائن، حبث يعد التواصل الاجتماعي أحد الأسس الفعالة في نشاط التسويق والترويج لمنتجات سيدات الأعمال. ويمكن تقديم الحلول لما ورد من تحديات، وذلك ببناء مؤسسات تمويل نسائية تستطيع تقديم القروض الميسرة لسيدات الأعمال بالاضافة الى تحصيل الديون بما يتماشى مع القيم الدينية والاجتماعية. اما من ناحية تطوير القدرات والمهارات الإدارية لسيدات الأعمال فإنني انصح بتوفير مراكز التدريب المتقدمة لتطوير سيدات الأعمال بالمستوى والجودة المطلوبة في التسويق والادارة والتمويل والمحاسبة والتخطيط والقيادة وتقييم وتقويم الأداء. ومن الأهمية أن تكون هناك محاكم متخصصة في حل النزاعات التجارية بين الأطراف النسائية من جهة وبينهن وبين رجال الاعمال من جهة أخرى. وبالنسبة للشركات النسائية سواءً الفردية أو العائلية القائمة أرى اهمية الاندماج بين المتجانسة منها لتكوين شركات أكبر تستطيع المنافسة محلياً وعالمياً ثم إدراجها لاحقاً في سوق المال. ولصندوق التنمية الصناعي دور كبير في تمويل المشاريع بما فيها النسائية، لذلك يجب التوسع في اقراض المشاريع النسائية التي تحتاج للتمويل لتنمو وتتوسع. جامعة الملك فهد للبترول والمعادن abdulwahab.alkahtani@gmail.com مقالات سابقة: د. عبدالوهاب بن سعيد القحطاني القراءات: 1

مشاركة :