"أرجان ياسمين سوَن" الكفيف منذ الولادة، الإعجاب بأدلائه الرائع للمولوية، وعزفه على الناي. ولد ياسمين سون، في ولاية مرسين جنوبي تركيا، ضريراً، وانتقل مع أسرته إلى مدينة إسطنبول عندما بلغ السادسة من عمره. وعمل الكفيف الصغير في بيع الأقلام في شوارع إسطنبول، من أجل كسب لقمة عيشه وإدخاره ما يتبقى من نقوده على تعليمه. وتغيرت حياة ياسمين سون، لدى انضمامه لمديرية المعاقين في بلدية إسطنبول، وتعرّف على الموسيقى هنا، وبدأ بممارسة أنشطة فنية من جهة، والعمل من جهة أخرى. وفي الأيام الأولى له بالمديرية، لفت اهتمام ياسمين سون، العزف على الغيتار، وسرعان ما كشفت أنشطته عن مواهبه في العزف والفن. ومع مرور الأيام أكمل ياسمين سون، تعليمه وتخرج من قسم العلاقات العامة، وغدا ينشد من أشعار جلال الدين الرومي الذي يعد أحد أعمدة التصوف، وأعلام الشعر الصوفي في الأدب الفارسي في القرن السابع الهجري. واستطاع الكفيف التغلب بعد كد وجهد كبيرين على إعاقته، وأصبح مولوياً. وفي حديثه للأناضول، قال ياسمين سون، إن أكبر شغف له كان الانخراط في عالم الفن، موضحاً أن فرقة "صوفيسم" التابعة لبلدية إسطنبول منحته هذه الفرصة. وأضاف أن تجربته الأولى كانت العزف على الناي، ومن ثم المولوية، مشيراً إلى أن تعاليم جلال الدين الرومي كانت له أثر كبير في العزف على الناي وأداء رقصة المولوية. ومضى قائلاً: "لقد تعلمت العزف على الناي والمولوية بفضل التعليم الجيد الذي تلقيته من أساتذتي في الفرقة". وأردف: "المولوية تذكرنا بالبعث بعد الموت، وقد قرأت ذلك في كتاب لجلال الدين الرومي، حيث له حديث رائع يقول فيها: لا يهم من أنت ولا الي أي طريق تنتمي، تعال لايهم من تكون. وقد أثرت فيّ هذه الجملة كثيراً، أصبحت تفتح الأبواب أمام الجميع مرة أخرى، وتمنحهم فرصة أخرى". وتابع: "ألوان اللباس الذي يرتديه المولوية، هي الأخرى أثارت إعجابي، فاللون الأبيض يذكرنا بكفن الميت، والقفطان الذي فوقه يشبه الليل الذي يستر العيوب بلونه الأسود". وقال ياسمين سون، إنه يتوضأ كل مرة يريد أن يؤدي فيه رقصة المولوية، ويقوم بهذا العمل مرتين في أسبوعياً، وفي الأيام الأخرى يمارس فيها بعض التمارين والأنشطة. وشدد على أن المولوية تتطلب الحفاظ على التوازن، وقال إنه ينبغي رش بعض البودرة على الأرض قبل أدائها، مبيناً أنه واجه بعض الصعوبات في الفترة الأولى من ممارسته لهذه الرقصة. وأردف: "أوصي من لديه الحماسة والفضول إلى أداء المولوية، ولكن في النهاية هي مسألة حب، ولها روحانيات خاصة". وأكد ياسمين سون أنه يقوم بعروض مولوية في عدد من المدن التركية، ويتمنى أن يشارك في فرق موسيقة معروفة في المستقبل وأضاف" لا يوجد سن للتعليم". وقال: "أريد أن أتابع تعليمي في المعهد الموسيقي، كما أن المعاقين يحتاجون إلى تعليم مركّز". وفي ختام حديثه أوصى نظراءه المعاقين بالإلمام بعمل مستقر والاهتمام به، وألا ييأسوا. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :