موسكو - قال الكرملين الأربعاء إنه يأمل في أن يساهم اللقاء المزمع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب هذا الأسبوع في حوار عمل فعال بينهما. وقال الكرملين إن موسكو وواشنطن تحتاجان إلى مثل هذا الحوار للمساعدة في حل النزاعات في أرجاء العالم. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحفي إن الاجتماع المقرر على هامش مؤتمر مجموعة العشرين في هامبورج الجمعة سيستكشف ما إذا كانت هناك إمكانية واستعداد لدى الدولتين لمحاربة الإرهاب العالمي سويا في سوريا. وأشار إلى أن بوتين سيستغل لقاءه المباشر الأول مع ترامب في شرح موقف موسكو من الصراعات الدائرة في سوريا وأوكرانيا. وأضاف أن قصر مدة الاجتماع تشير إلى أن الرئيس الروسي ربما لن يكون لديه الوقت الكافي ليقدم تحليلا مكتملا لأسباب النزاع في أوكرانيا. والمواضيع الجوهرية المطروحة على هذا اللقاء كثيرة، من سوريا إلى مكافحة الإرهاب مرورا بأوكرانيا وكوريا الشمالية. غير أن العديد من الأسئلة الملحة تحوم حول المحادثات بين الرئيسين فهل سيتطرق ترامب إلى مسالة التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية؟ وإلى أي مدى سيلقي تحقيق الإف بي آي حول تواطؤ محتمل بين أوساط ترامب والكرملين بظله على المناقشات؟ ويتوخى الطرفان في الوقت الحاضر الغموض حول شكل اللقاء ومدته وجدول أعماله، غير أنه سيكون موضع مراقبة عن كثب في واشنطن حيث يدعو العديد من الجمهوريين في الكونغرس إلى المزيد من الحزم تجاه موسكو، وهو موقف يلقى أصداء في العالم أيضا. وقال مستشار الكرملين يوري أوشاكوف إن "هذا اللقاء جوهري بالنسبة للاستقرار والأمن الدوليين"، من دون الدخول في التفاصيل. من جهته أكد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض الجنرال هربرت ريموند ماكماستر عدم وجود "جدول أعمال محدد"، داعيا إلى علاقة "بناءة أكثر" مع موسكو بحسب صيغة لا تخرج عن العموميات، وهو ما لا يمنع على حد قوله إبداء حزم حيال "سلوكها المزعزع للاستقرار". وسيتحتم على الرئيس المعروف بأطباعه النزقة والذي لا يزال يخطو خطواته الأولى على الساحة الدولية ، أن يجد النبرة المناسبة ما يتطلب حنكة في الموازنة بين الشدة والليونة، وذلك في وقت يعاني من تراجع شعبيته إلى أدنى مستوياتها في الولايات المتحدة. والعلاقات متوترة بين البلدين في الملف السوري، وشهدت الأشهر الماضية تبادل تصريحات حادة، واعتبرت موسكو "غير مقبولة" تهديدات البيت الأبيض بالرد على النظام السوري لاتهامه بالإعداد لهجوم كيميائي. إلا أن الفوضى في سوريا تتطلب أكثر من أي ملف آخر حوارا بين موسكو وواشنطن، في وقت أدت النكسات المتتالية التي لحقت بتنظيم الدولة الإسلامية إلى تبدل الوضع على الأرض، حيث باتت مدينة الرقة، معقل الجهاديين في سوريا، على وشك السقوط في قبضة "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من واشنطن. وفي موضوع أوكرانيا التي يسودها نزاع مسلح بين الانفصاليين الموالين لروسيا وقوات كييف، فإن تعزيز العقوبات الأميركية المفروضة على روسيا أثار غضب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي وصل إلى حد التنديد بـ"الهاجس المعادي لروسيا" في الولايات المتحدة. وإن أراد ترامب القيام ببادرة تجاه موسكو، فقد يلغي قسما من العقوبات التي فرضها سلفه باراك أوباما على أجهزة الاستخبارات الروسية قبيل انتهاء ولايته، ومن الخطوات التي يمكنه القيام بها بهذا الصدد إعادة مجمعين دبلوماسيين في نيويورك وماريلاند أغلقتهما السلطات الأميركية.
مشاركة :