«رسالة تحذير قوية» من أمريكا وكوريا الجنوبية ردا على صاروخ الشمال

  • 7/5/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أطلقت القوات الأمريكية والكورية الجنوبية اليوم، الأربعاء، صواريخ بالستية خلال مناورات تحاكي هجوما على كوريا الشمالية، في “رسالة تحذير قوية” إلى النظام الشيوعي، الذي أطلق صاروخا عابرا في أول تجربة من نوعها. وأكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، اليوم الأربعاء، أن التجربة الناجحة أمس، الثلاثاء، يوم العيد الوطني الأمريكي “هدية للأوغاد الأمريكيين”. ويشكل امتلاك كوريا الشمالية صاروخا بالستيا عابرا للقارات يمكن تزويده برأس نووية منعطفا مهما للنظام الشيوعي، الذي أجرى حتى اليوم 5 تجارب نووية، ويمتلك ترسانة صغيرة من القنابل الذرية. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعهد في يناير/ كانون الثاني بأن ذلك “لن يحصل”، إلا أن العديد من الخبراء قالوا إن صاروخ هواسونج-14 يمكنه بلوغ ألاسكا. سيفرض هذا النجاح، الذي حققته بيونج يانج ويشكل تحديا جيوسياسيا لواشنطن، إعادة تقييم للتهديد الذي يمثله أحد أكثر الأنظمة انعزالية في العالم. وتؤكد بيونج يانج التي قامت بخمس تجارب نووية حتى الآن ولديها مخزون صغيرها من القنابل الذرية، أن الصاروخ الجديد يمكن تزويده بـ”رأس نووي كبير”. بعد أقل من 24 ساعة على التجربة التي أثارت تنديدا من قبل الأسرة الدولية، قامت القوات الاميركية والكورية الجنوبية بإطلاق عدة صواريخ قصيرة المدى سقطت في بحر اليابان. الهدنة والحرب وتحدثت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية عن توجيه “رسالة تحذير قوية”، من خلال المناورات بينما أوضحت رئاسة أركان القوات الكورية الجنوبية أن التدريبات “أثبتت القدرة على توجيه ضربة محددة بدقة إلى القيادة العامة للعدو في حال الطوارئ”. من جهته، أعلن الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي أن المؤيد لاستئناف الحوار مع الشمال أن “الاستفزاز الخطير من قبل الشمال يتطلب منا ردا أكثر من  مجرد بيان”. وصرح  قائد القوات الأميركية في كوريا الجنوبية الجنرال الأمريكي فينسنت بروكس أن “ضبط النفس خيار وهو يفصل بين الهدنة واطلاق النار”. وحذر بروكس “إطلاق صواريخ بالذخيرة الحية دليل على قدرتنا على تعديل خيارنا بحسب أوامر القادة المحليين للتحالف”. وتربط بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة اتفاقية تعاون عسكرية كما ينتشر نحو 28 ألف عسكري أمريكي في القسم الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية. من المتوقع أن تثير هذه المناورات غضب الشمال الذي يشدد على أنه مضطر لتطوير برامج عسكرية وبالستية لمواجهة التهديد الذي يمثله الانتشار العسكري الأمريكي الكثيف في الجنوب. وكان مجلس الأمن الدولي أصدر عدة قرارات مرفقة بعقوبات بحق بيونج يانج لحثها على العدول عن برامجها الصاروخية والنووية. ومن  المقرر أن يعقد مجلس الأمن اجتماعا طارئا، اليوم الأربعاء، للتباحث في الملف الكوري الشمالي، وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش علق مساء الثلاثاء بأن التجربة الصاروخية الكورية الشمالية “تصعيد خطير” و”انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن الدولي”. وأثارت تجربة الشمال رد فعل قويا من ترامب، الذي طالب بكين الحليف الدولي الأبرز لبيونج يانج بـ”وضع حد نهائي لهذه العبثية”. هاواي في مرمى النار؟ ودعا الرئيس الصيني شي جينبينج الذي يقوم بزيارة إلى موسكو مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بيونج يانج إلى وقف تجاربها النووية والبالستية وواشنطن إلى العدول عن المناورات العسكرية على نطاق واسع مع حليفتها الكورية الجنوبية. وأفادت وكالة الانباء الكورية الشمالية أن الزعيم كيم جونغ اونغ الذي أشرف شخصيا على عملية إطلاق الصاروخ “قال إن الأوغاد الأمريكيين لن يكونوا مسرورين كثيرا بهذه الهدية التي أرسلت في ذكرى الرابع من يوليو/ تموز”. وتابعت أن كيم أعرب لدى معاينته صاروخ هواسونج-14 عن “الرضا”، وقال إن الصاروخ “كطفل جميل ومكتمل”. الأربعاء، خصصت صحيفة “رودونج سينمون” الناطقة باسم الحزب الحاكم 5 من صفحاتها الست لعملية إطلاق الصاروخ ونشرت ما لا يقل عن 50 صورة للحدث. لا تزال هناك تساؤلات حول مواصفات الصاروخ وقدرة بيونج يانج على تصغير رأس نووي لتثبيته على صاروخ ومدى امتلاكها لتقنية دخول الصواريخ في المجال الجوي. وأكدت وكالة الأنباء الكورية الشمالية، أن عملية الإطلاق استوفت “كل المعايير التكنولوجية بما فيها مقاومة الحرارة والثبات الهيكلي للصاروخ”، وهي عوامل ضرورية لضمان عودته عبر الغلاف الجوي دون أضرار، وأضافت أن رأس الصاروخ مصنوع من ألياف الكربون. وأوضحت الوكالة “في ظروف صعبة من بينها درجات حرارة تقارب الآلاف والضغط والارتجاجات ظلت الحرارة داخل رأس الصاروخ مستقرة وتراوحت بين 25 و45 درجة مئوية”، وأشارت إلى أن الصاروخ كان له مسار “ممتاز” وبلغ هدفه بدقة”. ولم يعبر الصاروخ سوى مسافة تقل عن ألف كلم لكن العلو الذي بلغه (أكثر من 2800 كلم بحسب بيونغ يانغ) دليل على أنه قادر على التحليق لمسافات أطول. من جهته، أشار وزير الدفاع الكوري الجنوبي هان مين كو إلى إمكان أن يتراوح مدى الصاروخ بين 7 و8 آلاف كلم، ما سيتيح بلوغ القيادة الأمريكية في المحيط الهادئ ومقرها هاواي بسهولة. كانت كوريا الشمالية قد صرحت أنها أجرت اختبارا على صاروخ باليستي عابر للقارات طورته في الآونة الأخيرة ليكون قادرا على حمل رأس نووي كبير مما دفع واشنطن إلى الدعوة لتحرك عالمي من أجل تحميل بيونجيانج المسؤولية عن سعيها لحيازة أسلحة نووية. وذكرت متحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، أن الوزارة خلصت إلى أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخا باليستيا عابرا للقارات، وهو ما يعتقد بعض الخبراء أن مداه يصل إلى أجزاء من الأراضي الأمريكية. وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، إن الاختبار الذي أجرته بيونجيانج عشية يوم الاستقلال الأمريكي مثل “تصعيدا جديدا للتهديد” ضد الولايات المتحدة وحلفائها وتعهد باتخاذ إجراءات أشد. وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية، وهي الوكالة الرسمية لكوريا الشمالية، إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون قال إن الاختبار الناجح أكمل قدرة البلاد في مجال الأسلحة الاستراتيجية التي تشمل قنابل ذرية وهيدروجينية وصواريخ باليستية عابرة للقارات. كما نقلت الوكالة عنه قوله إن بيونجيانج لن تتفاوض مع الولايات المتحدة للتخلي عن أسلحتها ما لم تكف واشنطن عن سياستها العدائية تجاه الشمال. وأضافت الوكالة “(كيم) أبلغ المسؤولين والعلماء والفنيين والابتسامة تكسو وجهه أن الولايات المتحدة ستكون مستاءة… في ظل تلقيها حزمة من الهدايا في يوم استقلالها”. وجاء اختبار الصاروخ قبل أيام من اجتماع زعماء دول مجموعة العشرين لبحث خطوات لكبح جماح برامج الأسلحة التي تطورها كوريا الشمالية في تحد لعقوبات مجلس الأمن. وذكرت وكالة الأنباء الكورية أن الاختبار نجح في التحقق من معاودة دخول الرأس الحربي المجال الجوي للأرض. وحذر تيلرسون في بيان من أن أي دولة تستضيف العمال الكوريين الشماليين أو تقدم دعما اقتصاديا أو عسكريا لبيونجيانج أو تتقاعس عن تنفيذ عقوبات الأمم المتحدة فإنها بذلك “تساعد وتعين نظاما خطيرا”. وقال “على جميع الدول أن تظهر علانية لكوريا الشمالية أن هناك عواقب لسعيها إلى حيازة أسلحة نووية”. ضغوط دبلوماسية ويحث الرئيس الأمريكي الصين، وهي الشريك التجاري الرئيسي لكوريا الشمالية وحليفها الكبير الوحيد، على الضغط على بيونجيانج للتخلي عن برنامجها النووي. والصين أيضا هي الرئيس الحالي لمجلس الأمن. ويعقد المجلس اجتماعا طارئا بشأن الإطلاق في الثالثة مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة (1900 بتوقيت جرينتش) اليوم الأربعاء بناء على طلب من الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية. ويقول دبلوماسيون إن الصين لم تطبق بشكل كامل العقوبات الدولية على جارتها وتقاوم فرض إجراءات أكثر صرامة عليها مثل الحظر النفطي وحظر شركة الطيران الوطنية الكورية الشمالية وحظر استضافة عمال كوريين شماليين وإجراءات ضد البنوك الصينية وغيرها من الشركات التي تتعامل مع الشمال. وقدرت وثيقة للأمم المتحدة في 2015 أن أكثر من 50 ألف عامل كوري شمالي يعملون في الخارج ويحولون عملات صعبة إلى النظام وأن الغالبية العظمى منهم في الصين وروسيا. وأشار ترامب مؤخرا إلى نفاد صبره حيال الخطوات الصينية المتواضعة للضغط على كوريا الشمالية. وقالت إدارته إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة ومنها الخيار العسكري لكنها أوضحت أنه سيكون ملاذا أخيرا وأن العقوبات والضغوط الدبلوماسية هما المسار المفضل. ويلتقي ترامب بالرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة مجموعة العشرين. ووحدت روسيا والصين جهودهما الدبلوماسية يوم الثلاثاء ودعتا كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة إلى توقيع خطة صينية لنزع فتيل التوتر بشأن برنامج بيونجيانج الصاروخي. صاروخ طويل المدى ذكرت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية أن الصاروخ هواسونج-14 حلق لمدة 39 دقيقة لمسافة 933 كيلومترا وبلغ ارتفاع 2802 كيلومتر. وقال بعض المحللين إن تفاصيل رحلة الصاروخ تدل على أنه بلغ مدى يزيد على ثمانية آلاف كيلومتر وهو ما يؤهله لبلوغ مناطق مهمة بالبر الرئيسي الأمريكي وذلك في تقدم كبير لبرنامج بيونجيانج الصاروخي. وقال جون شيلينج خبير الصواريخ الذي يقيم بالولايات المتحدة إن التجربة مبكرة و”أكثر نجاحا من المتوقع” موضحا أن كوريا الشمالية أصبحت الآن على بعد عام أو عامين من الوصول إلى “القدرات التشغيلية الأدنى”. في غضون ذلك قال الجيش الأمريكي يوم الثلاثاء، إن القوات الأمريكية والكورية الجنوبية أطلقت صواريخ في المياه قبالة كوريا الجنوبية في استعراض للقوة بعدما أجرت كوريا الشمالية اختبارا على صاروخ باليستي عابر للقارات. وأضاف الجيش الأمريكي في بيان “القدرة على توجيه ضربات دقيقة في العمق تمكن التحالف (الكوري الجنوبي) الأمريكي من التعامل مع كل الأهداف الحيوية في مختلف الأحوال الجوية” مضيفا أنه سيجري استخدام منظومة الصواريخ التكتيكية الأمريكية والصاروخ الكوري الجنوبي (هيونمو 2). وذكر مكتب رئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن، الذي أمر بالمناورة، “لم يعد كافيا الرد على استفزازات كوريا الشمالية بالإدلاء ببيانات”. وأجرت كوريا الشمالية أربع تجارب صاروخية منذ تولي من السلطة في مايو/ أيار وتعهده بالسيطرة على البرامج النووية والصاروخية لكوريا الشمالية عبر الحوار والضغوط.أخبار ذات صلةكوريا الشمالية تعلن إطلاق صاروخ عابر للقارات وموسكو وبكين تدعوان…ميركل وشي مدفوعان لعناق على مضض قبل قمة العشرينبوتين: روسيا والصين تطالبان بضبط النفس بشأن التوتر مع كوريا…

مشاركة :