في مطار الكويت، وهو واجهة البلد، كلنا شاهدنا وعايشنا الكثير من المواقف اللاإنسانية، موظفون يصرخون على العمال البسطاء الذين وصلوا للتو ولا يتكلمون العربية، تعامل الضباط مع الخدم بعنجهية وفوقية، موظفون «يهشون» الوافدين كأنهم حشرات ويصرخون بهم عندما يقفون بالخطأ في طابور المواطنين، لكن هنا نجد مواطنا كويتيا يهان في بلده وعلى يد موظف مطار. رجل في الخامسة والثلاثين من عمره، وصل الى مطار الكويت يوم 3 يوليو الساعة 12.30 صباحا على طيران الجزيرة قادما من بيروت. وقف في طابور الواصلين من مواطني دول مجلس التعاون، وعندما وصل عند موظف أمن المنافذ، تلقى أكبر إهانة عرفها في حياته. موظف المطار يسأل المواطن بتهكم: «انت وين داخل؟ أي مطار تبي بالضبط؟». استغرب الرجل سؤال الموظف، لكن اختار أن يجيبه بالمعلوم: «مطار الكويت عسى ما شر؟». فرد الموظف بكل استعلاء: «ما تدري أنه ممنوع تدخل بالشورت؟»، فأجاب الرجل: «مو ممنوع ومن هو الذي منعه؟»، فرد الموظف «عندنا تعليمات». تحدى الرجل الموظف: «وين التعليمات؟ ورني ياها». فرد الموظف «لا تخليني أحولك تحقيق الحين». طلب الرجل من الموظف ان يحوله الى التحقيق، فرد الموظف بكل عنجهية: «مالي خلق أقوم من مكاني والا جان راويتك. بمشّيك هالمرة، بس ثاني مرة ما تنعاد.. فهمت؟». استلم المواطن جواز سفره وهو في قمة الغضب بعد إهانته وإحراجه أمام بقية المسافرين، واتجه الى مدير أمن المطار ليشتكي على سلوك الموظف، فما كان من المدير إلا أن قال له: «ما أقدر أفيدك لأنه لم يسبك او يغلط عليك!»، فطلب الرجل من المدير تقريرا بالحالة كي يتسنى له ان يرفع قضية لاسترداد كرامته، فرفض المدير قائلا: «ما في أي تهمة على الموظف». للعلم، ليس هناك قانون في الكويت يمنع لبس الشورت، فاللباس حرية شخصية ولا يحق لأحد التدخل به، هناك قرارات إدارية في بعض الوزارات والمؤسسات الرسمية لمنع الموظفين والمراجعين من ارتداء الشورت. لكن فلنفترض جدلا أن هناك منعا، لا يحق لموظف إهانة وتجريح مواطن بهذه الطريقة. فإن كان مخالفا يخالفه، وإن كسر القانون يحيله إلى التحقيق، وإن كان مجرما يقبض عليه.. هكذا بكل بساطة تراتبية الأمور، ولا يحق لموظف إملاء توجهاته العقائدية أو الاجتماعية على مواطن فقط لأنه لم يعجبه لبسه أو منظره. إهانة، إحراج، تجريح، أذى نفسي، وتهديد بالتحويل الى التحقيق وكأن الرجل مجرم أو إرهابي… ومدير المطار يقول «الموظف لم يخطئ بحق المواطن». لعلكم تفيدونا كيف يكون الخطأ بالضبط حتى نستطيع التفريق. ٦ شهور سجنا و٥٠٠ دينار غرامة لمن يهين موظفا أثناء عمله، لكن ماذا إن أهان الموظف مواطنا أو أساء معاملته؟! (اسم المواطن وعنوانه ورقم هاتفه موجود.. إن اهتم أحد بقضيته). دلع المفتي D.moufti@gmail.com dalaaalmoufti@
مشاركة :