بعد النجاح في الاختبار وتأكيد استعداداتها الرائعة من خلال بطولة كأس القارات لكرة القدم، والتي اختتمت فعالياتها يوم الأحد الماضي، تتطلع روسيا الآن بشغف إلى الاختبار الأكبر عندما تستضيف بطولة كأس العالم 2018. وأسدلت روسيا الستار يوم الأحد الماضي على بروفة مثالية للمونديال من خلال تنظيم ناجح لكأس القارات بمشاركة ثمانية منتخبات، لتؤكد مجددا قدرتها على تنظيم البطولات الكبيرة، إذ قدمت كأس القارات مؤشرات واضحة على استعداد روسيا بقوة لاستضافة المونديال منتصف العام المقبل، وهو ما أكده مسؤولو الاتحاد الدولي للعبة (فيفا). وحتى قبل بداية فعاليات كأس القارات، التي أقيمت في أربع مدن؛ هي العاصمة موسكو ومدن كازان وسان بطرسبرج وسوتشي، أكد الفيفا أن استعدادات روسيا تمضي على المسار الصحيح، وجاءت فعاليات البطولة على مدار أكثر من أسبوعين لتؤكد هذه الرؤية على الواقع، وأوضح السويسري جياني إنفانتينو رئيس الفيفا، قبل المباراة النهائية لكأس القارات، أن البطولة حققت «نجاحا عظيما» من أكثر من وجهة نظر. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال في كلمته الافتتاحية للبطولة: «مرحبا في روسيا». ورصدت الحكومة الروسية 11 مليار دولار أمريكي لتنظيم كأس العالم 2018 بشكل يرضي طموح وكبرياء هذا البلد. ووعد بوتين الزائرين أن يجدوا في روسيا «بلدا مضيافا ودودا ومنفتحا على العالم»، وأن معظم المشجعين سيعودون إلى بلدانهم سعداء بعد الاستقبال الحار من المنظمين في روسيا ومن المتطوعين البالغ عددهم ستة آلاف. ولجأ المنظمون لتسيير أكثر من 200 قطار خاص بين المدن المضيفة للبطولة لتسهيل التنقل بينها، ومن المقرر أن يعاد تسيير هذه القطارات بعدد أكبر خلال كأس العالم. ومع انتهاء فعاليات كأس القارات، بدأت روسيا العد التنازلي لفعاليات المونديال الذي يشهد دخول ثمانية استادات أخرى للخدمة في استضافة البطولة، ومنها الاستاد الثاني في موسكو غير الاستادات في مدن كاليننجراد ونيجني نوفجورود وروستوف وسامارا وسارانسك وفولوجراد وإيكاترينبيرج. وتقام فعاليات المونديال الروسي من 14 يونيو إلى 15 يوليو 2018 بمشاركة 32 منتخبا. وشهدت مباريات كأس القارات أعلى مستوى للتأمين، إذ بذل المنظمون جهدا كبيرا للقضاء على احتمالات ظهور وقائع شغب أو عنف بين المشجعين في الطرق، خاصة بعد الأحداث التي جرت على هامش بطولة كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2016) التي كان أبطالها مشجعي روسيا وإنجلترا. ولكن عدد المشجعين القليل نسبيا في بطولة كأس القارات لا يمثل اختبارا حقيقيا للمنظمين، إذ سيختلف الوضع بالتأكيد خلال فعاليات المونديال. وأشاد فيتالي موتكو نائب رئيس الوزراء الروسي رئيس اللجنة المنظمة لبطولة كأس القارات بالأجواء الهادئة التي شهدتها استادات البطولة. وأشار: «لدينا فائزون وهم المشجعون للكرة الجميلة. ملايين المشجعين تابعوا البطولة عبر شاشات التلفزيون كما حضر مئات الآلاف لمتابعتها». وفيما كان الفيفا سعيدا بالمستوى الرائع الذي قدمه منتخب تشيلي في البطولة رغم خسارته المباراة النهائية أمام المنتخب الألماني، كان الخروج المبكر للمنتخب الروسي صدمة وخيبة أمل كبيرة للمنظمين وأصحاب الأرض، ولكن الأمل لا يزال قائما في أن يعيد الفريق ترتيب أوراقه قبل المونديال.
مشاركة :