ظل خام القياس العالمي مزيج برنت دون 50 دولاراً للبرميل أمس، متأثراً بضغوط من زيادة أخرى في إمدادات أوبك على الرغم من تعهد المنظمة بخفض الإنتاج، لكن التوترات السياسية التي تشهدها شبه الجزيرة الكورية والشرق الأوسط حدت من الخسائر.وبلغت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 49.60 دولار للبرميل دون تغير يذكر عن الإغلاق السابق.وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 6 سنتات إلى 47.02 دولار للبرميل. على الرغم من الانخفاضات ارتفع العقدان نحو 12 % عن المستويات المنخفضة التي سجلاها في 21 يونيو/ حزيران وإن كانت أسعار الخام مازالت دون مستوى 50 دولاراً للبرميل.وزادت صادرات النفط من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) للشهر الثاني في يونيو/ حزيران على الرغم من تعهد المنظمة بخفض الإنتاج في الفترة بين يناير/ كانون الثاني من هذا العام ومارس/ آذار 2018 لدعم الأسعار.وعلى الرغم من وفرة الإمدادات، يقول متعاملون إن الأسعار لم تتراجع أكثر بسبب تهديدات للأمن العالمي بعد اختبارات كوريا الشمالية المتكررة لصواريخ والأزمة السياسية بين قطر وتحالف من دول عربية تقوده السعودية والإمارات. عودة التوازنقال فاتح بيرول مدير وكالة الطاقة الدولية إن من المتوقع أن تعود سوق النفط العالمية إلى التوازن في النصف الثاني من 2017 لكن المزيد من الزيادات الإنتاجية بين منتجين رئيسيين مثل نيجيريا وليبيا قد تعرقل هذه العملية.وأضاف أن منتجين رئيسيين من بينهم ليبيا ونيجيريا زادوا الإنتاج بشكل كبير في الأشهر القليلة الماضية.وأوضح بيرول على هامش منتدى لمعهد الطاقة في لندن:«في الإطار الحالي نتوقع أن يعود التوازن إلى السوق في النصف الثاني من العام، لكن إذا زاد الإنتاج في بعض المنتجين الرئيسيين فإن هذا قد يغير الصورة».وقال «أيا كان ما تفعله أوبك فإنه إذا ارتفعت الأسعار فستكون هناك استجابة من منتجي النفط الصخري».من جهة ثانية، قالت مصادر بقطاع التكرير إن أرامكو وتوتال الفرنسية تدرسان بناء وحدة تكسير مختلطة اللقيم والمشتقات في الجبيل بالقرب من مجمع التكرير المشترك التابع لهما.وقال مصدر مطلع على الخطط، التي وصفها بأنها لا تزال في مرحلة أولية، إن من المتوقع أن تبلغ طاقة وحدة التكسير 1.5 مليون طن سنويا.سيأتي اللقيم جزئياً من ساتورب، مشروع التكرير المشترك بين أرامكو وتوتال، ومن صدارة وهي مشروع مشترك بين أرامكو وداو كيميكال في الجبيل أيضاً.وتشغل صدارة وحدة تكسير مختلطة اللقيم هي الأولى من نوعها في المملكة.كانت فكرة وحدة التكسير قد أُثيرت من قبل. ففي عام 2010 قال مسؤول تنفيذي في توتال بتروكيميكال، وهي إحدى وحدات توتال، إن وحدة التكسير المزمعة ربما تصبح الأكبر على الإطلاق بطاقة 1.5 مليون طن من الإيثيلين و500 ألف طن من البروبلين إضافة إلى المشتقات.احتياطات ضخمةوقال أحد المصادر «إنه مشروع جديد تماماً، لقد أطلقوا عملية تقديم العروض لتنفيذ دراسة الجدوى» مضيفاً أن الدراسة لا تتضمن توسعة مصفاة قائمة.وقدر المصدر تكلفة المشروع المعروف باسم أميرال بنحو ثلاثة مليارات دولار بينما قال مصدر آخر إنه من المتوقع أن تبلغ تكلفة وحدة التكسير ووحدات مصب أخرى نحو خمسة مليارات دولار.وقال سداد الحسيني وهو مسؤول تنفيذي رفيع سابق في أرامكو إن السعودية تحوز احتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي إلا أنها تعاني نقصاً في إمدادات الغاز حيث ترتبط معظم احتياطياتها منه بالنفط. وتكبح المملكة حالياً إنتاج الخام في إطار اتفاق عالمي.وتابع الحسيني «لايزال من الممكن بالطبع تحقيق المزيد من اكتشافات الغاز مع اكتساب برنامج المملكة للتنقيب عن الغاز الصخري قوة دفع» مضيفا أن توافر الإيثان سيكون عاملا أساسيا في الجدوى الاقتصادية للمشروع عموما.وتخطط أرامكو لمضاعفة إنتاجها من الغاز في غضون عشر سنوات بما في ذلك الغاز الصخري الذي سيضيف نحو مليارين إلى ثلاثة مليارات قدم مكعبة معيارية إلى مزيج الطاقة لديها.لكن المملكة تشجع صناعة البتروكيماويات على استخدام مزيد من اللقيم السائل لتنويع المصادر والحد من انكشافها على تقلبات الأسعار.وعلى سبيل المثال تخطط أرامكو لتطوير مشروع مع الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) بتكنولوجيا جديدة لتحويل النفط الخام إلى كيماويات.وقال مصدر ثان إن ساتورب طرحت مناقصة لأعمال الهندسة والتصميم في مشروع لتطوير إنتاجها من العطريات ومن المتوقع ترسية ذلك العقد في الربع الثاني من 2019. وامتنعت أرامكو السعودية عن التعليق بينما قالت متحدثة باسم توتال إن الشركة لاتزال مهتمة بتطوير وحدات إنتاج البتروكيماويات بمصفاة ساتورب التي تشمل منتجاتها بالفعل الباراكسيلين والبروبيلين.وأضافت المتحدثة «إنه يتناغم مع استراتيجيتنا بالاستثمار في المشروعات الكبيرة المتكاملة للتكرير والكيماويات والاستفادة من اللقيم المتطور» مضيفة أن «المسألة الرئيسية تتمثل في تخصيص الغاز اللقيم».تملك أرامكو 62.5 % في ساتورب وتحوز توتال 37.5%. (وكالات)
مشاركة :