منظومة حماية ذكية تؤمّن صيف دبي من الحرائق

  • 7/6/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

سجّلت الإدارة العامة للدفاع المدني بدبي «صفر وفيات» في حوادث الحرائق المختلفة خلال العام الماضي، بفعل جهود ذكية استخدمتها، وتمثلت بأنظمة وبرامج استغاثة واستجابة مبكرة هي الأحدث على مستوى العالم. وانطلاقاً من مبدأ «الوقاية خير من السيطرة على الحرائق»، بدا صيف دبي آمناً وخالياً من الحرائق مبدئياً، وإن حدثت يجري التعامل معها بسرعة قياسية، تحفظ الأرواح والممتلكات من ألسنة اللهب، وتجعلها برداً وسلاماً على الجميع. تفوق دفاع مدني دبي في أنظمة وأجهزة وإجراءات الحد من الحرائق، جعلها محط أنظار العالم عبر تلقي العديد من طلبات الاطلاع على تجربة دبي في مجال الوقاية والسلامة ومكافحة الحرائق، وهو ما تناقلته وسائل إعلام عالمية وتصدرت دبي عناوينها في أبراج شاهقة الارتفاع ومكتظة بالسكان. وسعت دبي لتطبيق أنظمة متطورة تعتبر الأولى من نوعها في العالم؛ منها نظام الربط الذكي بين المنشآت وغرفة العمليات، وإطلاق تطبيق استغاثة المباني SOS الأول من نوعه في العالم، وتطبيق تقنية النانو في الإطفاء الذاتي ومنع وقوع حرائق التمديدات الكهربائية في المنازل، إضافة إلى مشروع الدولفين للتدخل السريع في المياه وكذلك المباني المحيطة بالمياه، وامتلاك أكبر ترسانة من الأجهزة الأحدث عالمياً منها "السنوكر". هذه الأسس دفعت الإدارة العامة للدفاع المدني بدبي إلى نفي مسمى "حرائق الصيف"، وعدم الإيمان به، بحكم تفوق الأداء والنتائج. دهشة العميد جمال بن عاضد المهيري مساعد المدير العام لشؤون الحماية والسلامة بالدفاع المدني بدبي، أكد أن دبي تمتلك أحدث أنظمة الوقاية ومكافحة الحرائق في العالم بشهادة الوفود الدولية التي طلبت الاطلاع على تجربة دبي بعد نجاحها في السيطرة على حرائق ضخمة بدون خسائر في الأرواح منها حريق فندق العنوان الذي أثار دهشة العالم وقتها في حرفية التعامل معه، وكذلك حريق برج الشعلة. وقال المهيري لـ«البيان»: إن دبي تلزم كافة المنشآت الصناعية والتجارية والأبنية والمحال التجارية على اختلاف أنشطتها ومساحتها بالربط الذكي بالإدارة عبر لوحة بيانات ذكية متصلة مباشرة بغرفة العمليات، مؤكداً أن فرق المكافحة تمكنت من إخماد حرائق قبل أن يعرف أصحابها بوجودها وقلصت من حجم الخسائر. حلقة وأفاد المهيري أن الأنظمة الذكية تمثل حلقة وصل بين أجهزة الإنذار الموصلة بالمباني والمنشآت وبين غرفة عمليات الدفاع المدني من جهة، ومن جهة أخرى تربط تلك المباني والمنشآت بقاعدة بيانات تحتوي على كل ما يتعلق بالمنشأة أو الموقع من حيث عدد الطوابق ومداخل ومخارج الطوارئ والبنايات المجاورة والمواد الخطرة أو السريعة الاشتعال داخل الموقع وأقرب نقطة للتزود بالماء والمعدات التي يتطلبها ذلك الموقع كارتفاع الموقع، وذلك لاختصار الزمن المعياري للوصول واختيار المعدات الملائمة لكل حادث، حيث يوفر النظام إمكانية المراقبة والسيطرة على أنظمة الإنذار والمكافحة والسلامة في المباني على مدار الساعة، لتأمين أقصر زمن لوصول فرق الإطفاء والإنقاذ، ولضمان جاهزية أنظمة الإنذار والمكافحة الدائمة للعمل، وتلافي مشكلة تعطلها أثناء وقوع الحوادث. 24x7 وأشار المهيري إلى أن تركيب الأنظمة الذكية 24x7 من الدفاع المدني بدبي في كافة الأبنية العامة والخاصة والمؤسسات ضرورة يلزم بها القانون، فبتركيب الأنظمة تتمكن إدارة الدفاع المدني بدبي من مراقبة الأبنية لحظة بلحظة والاستجابة إلى إنذارات تهديد السلامة للحياة والممتلكات. ولفت إلى أن النظام إلزامي لجميع المباني والمنشآت باستثناء المنازل، حيث ستتوفر لها الخدمة اختيارياً وفقاً للقانون وتشمل خدمات النظام جميع المباني والمنشآت القائمة والتي هي قيد الإنشاء على اختلاف مكوناتها الإنشائية ووظيفتها التشغيلية وعمرها الزمني، منوها بأن الغرض والفائدة من خدمة الأنظمة الذكية 24x7 حماية الأرواح والممتلكات من خلال مراقبة إنذارات تهديد السلامة والحياة. وقال ان النظام يزود الدفاع المدني بقاعدة بيانات مسبقة حول أقرب طريق للوصول إلى البناء وعدد الطوابق الموجودة ومداخل ومخارج الطوارئ والأبنية المجاورة والمواد الخطرة في حال وجدت داخل البناء وأقرب مورد للتزود بمياه الإطفاء. وأفاد المهيري بأن إطلاق لوحة بيانات السلامة بدبي، التي تضم أكبر قاعدة بيانات هي الأولى من نوعها في العالم، تمكن صناع القرار في الدفاع المدني، والدوائر الحكومية الأخرى، وأصحاب الأبنية وشاغليها من معرفة حالة السلامة في المباني في الوقت الحقيقي. وذكر أن مسؤولي السلامة يدققون آلاف البيانات والتقارير المتدفقة من الإدارات والمراكز التابعة لهم، حتى يتسنى لهم اتخاذ القرار الصائب لمنع انتشار الحرائق. وصلوا قبل الحراس! في بادرة غريبة من نوعها، توجهت فرق مكافحة الحرائق في الدفاع المدني بدبي للسيطرة على حريق نشب في أحد المراكز التجارية، وفوجئ حراس المبنى حين شاهدوا مركبات الإطفاء دون علم بسبب قدومها، وذُهلوا حين أدركوا أن الأمر يتعلق بحريق داخل المبنى وصل إليه الإطفائيون قبل علمهم به. وبالاستفسار من رجال الدفاع المدني، أكدوا أنهم تلقوا إنذاراً في غرفة العمليات بوجود حريق، لأن المبنى مرتبط بأنظمة ذكية على مدار الساعة، فقد علموا هم قبل علم من في المبنى نفسه، وبالفعل تم إخماد الحريق خلال دقائق.

مشاركة :