أكد الخبير بمجال الاقتصاد القياسي وخبير المؤسسات المالية والتمويل الإسلامي الدكتور عبدالرحيم الساعاتي، أنه لا بد من تخفيض استهلاك الطاقة خشية التأثير المستقبلي على إيرادات المملكة المعتمدة على تصدير الطاقة خلال السنوات المقبلة، جاء ذلك إثر تصريح الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول، الذي أوضح فيه أن التطور الاقتصادي والصناعي المتسارع في المملكة أدى إلى زيادة الاستهلاك المحلي للطاقة، وأن هذا النمو في الطلب وإن كان بصورة أساسية بسبب النمو الصناعي وتنامي الرفاهية الاقتصادية في المملكة، فإن جزءا كبيرا منه نتج من عدم الكفاءة في الاستهلاك، حتى أدى إلى هدر الطاقة ويجعل النمو المتسارع أمرا غير قابل للاستدامة. وقال الساعاتي: هدر الطاقة عبر الاستهلاك المحلي يؤثر على تصدير النفط في سنواته المقبلة فالهدر بكل أحواله غير مقبول من الناحيتين الاقتصادية والدينية، كما أن سبل الهدر للطاقة متنوعة لعل أهمها الاستهلاك لغير الحاجة، مثل المبالغة في استعمال كهرباء المنازل، أو البنزين، أو عدم مراعاة العزل الموفر للطاقة أثناء عملية البناء، وكذا عدم الاهتمام عموما بالوسائل الموفرة للطاقة. وأشار الساعاتي إلى أهمية الوعي في توفير استهلاك الطاقة، عبر معرفة الأثر السلبي للهدر سواء من الناحية الاجتماعية والشرعية، أو الاقتصادية، منوها بضرورة فرض حوافز للموفر للطاقة، واستغلال طاقة الرياح، واستثمار الطاقة البديلة كالشمسية، مع ضرورة تدخل السلطات التنظيمية لتتولى كل إدارة توفير الطاقة في الجهات التابعة لها، كأن تتولى البلدية التدخل في البناء بفرضها لشروط تسهم في تعزيز الطاقة وتطالب المختصين باستيراد الأدوات والمعدات الموفرة للطاقة، حتى يسهم ذلك في زيادة عمر الطاقة الزمنية للمملكة، مبينا أن الطاقة الكهربائية في المملكة مدعومة وبالتالي لا تتساوى العملية الاستهلاكية لها مع ما يدفعه المستهلك، مطالبا بأهمية تولي برنامج وطني لعملية استهلاك الطاقة يشارك الجميع فيه.
مشاركة :